الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأسمالية والمشكلة البيئية -بصدد مبادرة شباب طنجة ضد إعدام الحدائق العمومية-

آدم روبي
ناشط حقوقي وسياسي مغربي وباحث سوسيولوجي

(Roubi Adam)

2019 / 3 / 26
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


"إن أسلوب الإنتاج الرأسمالي يُدَمّر كافة منابع الثروة"
نقد الاقتصاد السياسي، كارل ماركس
تعد الأزمة البيئية التي يعيشها العالم اليوم، من بين أهم المؤشرات القوية والأساسية التي تبين التناقض الصارخ بين النظام الرأسمالي بسياسته النيوليبرالية و القوى الانتاجية للمجتمع، كما يبين ضرورة تشييد مجتمع بديل من أجل انقاذ البشرية والحياة عموما على وجه الأرض.
إن العديد من الماركسيين ينسون اليوم هذا المدخل باعتباره مدخل يسير يدا بيد مع الصراع الطبقي، بل وإنه من المداخل الأساسية لفضح الوجه الحقيقي للرأسمالية، ويستوجب تكثيف الجهود لكل الفعاليات الشبيبية السياسية والحقوقية حوله، من أجل الدفاع على الموارد الطبيعية، بل و أن تعطى لهذه المسألة الأولوية في كل البرامج السياسية لكل الأحزاب اليسارية المناهضة للرأسمالية. و من أجل التوعية بضرورة المشروع الاشتراكي كمشروع بديل و منقذ وحيد لحل المشكلة البيئية.
فلعل شعار "الحق في المدينة" الذي اثاره المفكر الماركسي هونري لوفيفر سنة 1968 بعد أحداث مايو من نفس السنة بفرنسا، يكتسب اليوم قيمته العظمى مع تزايد النمو العمراني للمدن والتوسع الرأسمالي بها، الذي يعتمد على المضاربة العقارية والتدمير المتزايد للثروات البيئية والطبيعية لسكان المدن، الشيء الذي اكده مؤخرا تقرير منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة (الفاو)؛ بأن التوسع السريع للمستوطنات البشرية يشكل خطرا و تهديدا على التنوع البيولوجي.
ونود أن نذكر بأنه في بداية سنوات الثمانينات نظم شيكو مانديس Chico Mendes ، وهو نقابي بالإتحاد الوحيد للعمال ونصير للحركة الإشتراكية الجديدة الممثلة بحزب العمال البرازيلي ، عمليات احتلال أراضي من قبل فلاحين يعيشون من جمع الكاوتشو(seringueiros) ضد الملاكين العقاريين الكبار الذين يرسلون جرافاتهم لاقتلاع الغابة بقصد استبدالها بمراعي .. وفي طور ثاني تمكن من تجميع فلاحين وعمال زراعيين و seringueiros ونقابيين وقبائل الأهالي – بدعم من الجماعات الكنسية القاعدية – في تآلف شعوب الغابة الذي أفشل محاولات عديدة لاقتلاع الغابة .. و بفعل الصدى الدولي لتلك التحركات نال عام 1987 الجائزة البيئية الشاملة لكن بعد ذلك بقليل في ديسمبر 1988 جعله الملاكون العقاريون الكبار يدفع غالياً ثمن معركته باغتياله من طرف قتلة مرتزقة.
من هنا يظهر لنا مدى الاهمية الجوهرية للمشكلة البئية و ما تشكله من أزمة حقيقية تعيشها البشرية تعجل بزوالها، مما يفرض عليها وعلى جميع الفاعلين في المجتمع، وكل الديمقراطيين والحقوقيين والسياسيين أن يكثفو جهودهم في اطار جبهة مدافعة عن البيئية ضد الاستغلال الرأسمالي، برا وبحرا.
ومن المعلوم بأن هذا المشكل يعد من أولويات النظام الرأسمالي ويحاول هذا الاخير بكل جهوده عرقلة كل المجهودات الرامية للمحافظة على البئية وتغطية ذلك بشعارات كان للمغرب حصة كبيرة منها باعتباره يعتبر في نظر الامبريالية الحديقة الخلفية لها ومكان لتصريف الرساميل المتراكمة عليها عبر شركات تستغل اليد العاملة الرخيصة والثروات الطبيعية لوطننا، تلك الشعارات التي يفرش من خلالها الارضية لقمة COP21 والتي ستنعقد في ظل هذا التدهور الايكيولوجي يعرفه المغرب.
إذ تعد المحطة الحرارية التي تنجز باسفي والتي ستشتغل بالفحم من اجل انتاج الطاقة الحرارية مثالا حيا على تلك الكارثة البيئية. تلك الشركة التي وعدت شباب المنطقة "ولاد سلمان" نواحي آسفي بالتوظيف مستغلة الفقر والعطالة والجهل بالملف البيئي، وتمكنت من تشييد محطتها المعادية للبيئة، قبل أن تتنصل من وعودها وترفع شكايات بهؤلاء الشباب المتابعين والذي تم استدعائهم من طرف الدرك الملكي في تلك المنطقة حاليا بسبب احتجاجهم امام ابواب الشركة مطالبين بالتوظيف حسب ما جاء في جريدة اليوم 24 في يوم 6 مارس 2019.
إن المجتمع المدني اليوم يجب ان ينخرط بقوة في كل المبادرات الرامية الى المحافظة على البيئة وفضح الشعارات الكاذبة التي يكون هدفها فتح الباب امام مصراعيه للرأسمال الأجنبي لنهب و استغلال ثرواتنا البيئية. وفي إطار هذه الجهود نظم شباب طنجة من أجل وقف اعدام الاشجار حملة من اجل الدفاع عن المجالات الخضراء بالمدينة و القضاء على الموارد الطبيعية ومن بينها حديقة المندوبية.
تلك الحديقة المشهورة كنقطة متميزة بجمالها وموقعها الاستراتيجي المهددة بالتفويت إلى شركة صوماجيك من أجل بناء مرأب للسيارات. هذه الحملة التي عرفت انخراطا واسعا في الخرجة الأولى لها بالحديقة ومشاركة لمختلف الفاعلين و الهيئات الحقوقية والسياسية والجمعوية بالمدينة وحماس ومجهود شبيبي من أجل السير قدما في الدفاع عن الملف البيئي في مجتمعنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة