الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يشبه الحكومة

امين يونس

2019 / 3 / 27
كتابات ساخرة


قبلَ بضعة سنين ، قالَ الإبن الصغير ل " حمكو " لوالده ، أنه يُريد دراجةً هوائية مثل تلك التي يمتلكها إبن الجيران ، فأجاب حمكو : ليس الآن ياولدي ، لأن في نيتي أن أشتري مُبّرِدة هواء للمنزل .. أوعِدَكَ بأن أجلب لك دراجة في الأشهُر المُقبِلة بِعون الله .
بعد مُدّة ، إحتاج الولد إلى حقيبةٍ مدرسية . فأجابهُ حمكو : يا عزيزي ، إستخدِم حقيبة أخوك الكبير، فهو لم يَعُد يحتاجها ، ولا زالتْ مقبولة ولا بأسَ بها ... فكما تعرف علينا الإقتصاد ، لأنني أزمع شراء تلفزيونٍ بدل التالف الذي عندنا . وبعد أسابيع فقط ، سأشتري لك حقيبة ممتازة إنشاء الله .
بعد شهر ، طلبَ المُدير من التلاميذ ، ان يرتدوا في اليوم التالي ، زياً خاصاً بالشُرطة ، إحياءاً وتقديراً ليوم الشرطة وقوى الأمن الداخلي . وهذه الملابس متوفرة في الأسواق ، وهي عبارة عن بدلات صغيرة الحجم تُحاكي زَي ضُباط الشُرطة وبِمُختلَف الرُتَب . فلما طلب الولدُ من والده ، شراء بدلةٍ لهُ بهذهِ المُناسبة إسوةً بزملائه ... أجابَ حمكو قائلاً : ( إذهب بملابسك العادية المدنية ، فإذا سألَكَ المُدير ، قُل لهُ أنكَ شُرطي أمِنْ ! ) . فأنتَ تدري يا بُنَي أنني أمُرُ بأزمة مالية . ووعدٌ مِنّي أن أشتري لك ، عندما يتحسن الوضع ، بدلة ضابط مُحتَرَمة وبرتبة لواء رُكُنْ على الأقَل ! .
بعد شهرَين ، أرادتْ المدرسة ان تُنظِم سفرة للطلاب إلى منطقةٍ سياحية قريبة ، وطلبوا من الذين يودون المُشارَكة ، ان يُسّدِدوا مبلغاً مُعيناً . وحين أخبرَ الولد أباه حمكو ، أجابَ الأخير : ياعزيزي ... أولاً أن تلك المنطقة التي سيذهبون إليها ، ليسَ فيها شيءٌ مُميَز .. وأنا مُتأكِد أنك ستنزعِج إذا ذهبت . ثانياً ، اُنظُر إلى جدول الأنواء الجوية ، فأن ذلك اليوم بالذات ، ستكون فيهِ الرياح قوية وان عواصف تُرابية ستهُب . ثالثاً ، تعرف أنني أحتاج لِكُل دينار في هذه الفترة لتسديد الإلتزامات التي علينا . أنا حُرٌ ياولدي .. ووعد الحُرِ دَيْن .. أوعدكَ بعد إنفراج هذه الغَمة عن قريب ، سوف آخذك في جولةٍ سياحية في أوروبا ، بإذن الله تعالى .
بعد سنة ، وفي طريق عودتهم من السوق ، مّروا من أمامَ مطعمٍ للمشويات ، ففاحتْ رائحة الكباب المشوي ، اللذيذة ، وهاجَمَتْ خياشيم الولد ، الذي قال على الفَور : يا أبي لندخُل فأنا أشتهي الكباب . أجابَ حمكو على الفور ساحباً يد إبنهِ : ماذا تقول ياحبيبي ؟ أتعلمُ أنني عندما راجعتُ الطبيب يوم أمس ، ماذا قالَ لي ؟ قالَ لي بأن الدهونات عندي مُرتفِعة كثيراً وذلك خطرٌ على القلب ويُسبب تضيُق الشرايين . وقالَ الطبيبُ بالحَرَف : يبدو أنكَ في شبابك كُنتَ تأكل الوجبات الدسمة ولا سيّما الكباب . فقلتُ له : نعم ذلك صحيح يادكتور .. فقال : هذه هي النتيجة .. مشاكل صحية وتهديد لعمل القلب والدماغ .
أنا ياولدي الحبيب ، عندما كنتُ في مثل عمرك ، كنتُ أشتهي الكباب وكنتُ آكُله .. فأنظر إليّ الآن وكيف أصبحتُ مريضاً ؟ لا أريد لك مثل هذا المصير ! .
........................
الولَد مُخاطباً أباه حمكو : بعد أن فكرتُ مَلِياً ... فأنكَ تشبهُ حكومتنا كثيراً .
إستاءَ حمكو وإغتاضَ : ماذا ؟ هل تشتُمني يا إبن الكلب ؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب