الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيروقراطية الالكترونية

العربي عقون

2019 / 3 / 27
كتابات ساخرة


لا أدري هل يوجد من سبقنا إلى هذه العبارة (البيروقراطية الالكترونية) ، فالواقع البائس الذي يعكر يومياتنا لا يريد أن يصفو ، ولن يصفو طالما أن خلفه أرمادا بيروقراطية .
تمتاز البيروقراطية التقليدية بأوراقها الكثيرة وملفاتها الثقيلة التي تطالبك دائما بالمزيد وتفرض عليك المرور تصاعديا من بوابة إلى بوابة أعلى في الدرجة وأفظع في المعاملة في آلية ممركزة تتقمّص الدولة على رأس الهرم وتحتها عشرات البيروقراطيات الثانوية .
هذه البيروقراطية التقليدية تجاوزها الزمن فلنستعد الآن للشكل الجديد من البيروقراطيات التي يبدعها العالم الثالث في عصر وسائل الاتصال السوفستيكية ، إنها وسائل أقضّت مضاجع البيروقراطية التقليدية التي لا يمكن أن تنفصل عن ساديتها في التعامل مع الجمهور لان هذه الوسائل تحرمها في حال العمل بها من هواياتها وهي العرقلة والتسويف والقضاء على أيّ بادرة خير !. واذا كانت وسائل التواصل الحديثة قد وجدت اساسا للقضاء على البيروقراطية الادارية ومساراتها الملتوية وأصبح ما يعرف بالحكومة الالكترونية هو الصيغة الجديدة في التسيير الاداري الناجع إلا أنّ بيئة التخلف والرداءة عندنا لا يبدو أنها ستتنازل بسهولة عمّا تعتبره امتيازات ونفوذ وسلطة بل تسلّط ، ويظل اسناد مناصب القرار لزمرة البيروقراطيين - التي تتوارث الوظيفة الادارية حرصا على استمرارية الرداءة وديمومتها- قائما.
يقولون إن العالم الثالث والعالم العربي وشبه العربي لا يبدع ولا يخترع ... إنكم تظلمون هذا العالم ... إنّه يخترع كل يوم وليلة بل كل دقيقة وثانية ففي مقابل كل اختراع بنّاء يبتكر له الأداة التي تهدمه ، وشعاره خالف "الخير" تعرف ، وفي مقابل السرعة في أداء العمل يخترع مائة صيغة وصيغة للبطء والتأخير والنكوص والتعثر والتراجع والإخفاق ... وفي مقابل الحكمة التي تقول : لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد يرفع شعار : "عد غدا" وهو غد سرمدي وتظل طول حياتك تراجع المكان لتصدمك ذات العبارة.

الدقيقة في العالم المتمدّن فرصة لا يمكن إضاعتها وهنا عندنا تضيع السنوات والأعمار والبيروقراطية كما هي بل تبدع وتبدع في تطوير آلياتها وساديتها .
في البيروقراطية الالكترونية عندنا ، هاتف الإدارات لا يردّ ، فهناك عبارة مسجلة تخاطبك على الطرف الآخر وتقول لك سجل صوتيا طلبك ... والايميلات لا تردّ ، بل إنّ آخر اختراع في جامعتنا التي تقودها مركزية بيروقراطية هو الردود المسجلة آليا وهي ردود دون روح ودون حراك وتقدّم لك روابط ميّتة وغير مفعّلة مثل ردود منصة البحث العلمي التي تتولى تقييم الأعمال البحثية ... وموت يا حمار كما يقال !!!!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟