الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة لاتخلو من وجع ...قصة قصيرة !!!

زهور العتابي

2019 / 3 / 27
الادب والفن


دخلت القاعة وهي تمشي الهوينا بصحبة أمها وشقيقتها وابنة اختها غادة ذات التسعة أعوام ..دخلت يعتريها التردد والضجر اذ لم تك ترغب في المجيء لانها تضيق من دوشة وضجيج الأعراس لكنها لم تقوى على الرفض هذه المرة وسط إلحاح أمها وابنة أختها المتعلقة بها كثيرا فكان لابد أن تكون معهم في حفلة العرس هذه ..أحست منذ الوهلة الأولى أن المكان يكاد يخنقها فهي لاتريد أن تعيش هذه الأجواء ليس لأنه يذكرها بخيبتها وعنوستها فحسب بل هو الهروب من عيون الأخريات التي لاترى فيها الا علامات الاستفهام تلك وذات السؤال المعهود التي تعودت أن تسمعه كل مرة( غريب لماذا لم تتزوحي لحد الان ..هل فقد الرجال رؤبتهم واذواقهم فانت رغم سني عمرك الأربعين لازلت جميلة وراقية) ..لقد سئمت تماما من تلك العبارات ولم تعد تحتمل هذا التطفل من الأقارب والصديقات لكنها أعتادت ان تلتزم الصمت وتترك لأمها الإجابة ..تمتمت بينها وبين نفسها ( مساكين لأنكم لاتعلمون...فأنا من أرفض كل من يتقدم الي بل لا أريد الأرتباط أساسا بعد حامد ذاك الذي عانق شغاف قلبي وأبى أن يغادره أبدا ) نعم هو وليس غيره خطيبها الذي احبته بصدق وتأثرت به وأخذت عنه كل ماهو جميل ورائع ولكن شاء الله الا يكتب لذاك الحب أن يكتمل فتدخلات الأهل وكثرة الخلافات التي مانفكت أن تنتهي أبدا جعلت حامد يرضخ لقرار امه أخيرا ..الأم التي كان يحبها جدا ويحترم قراراتها ويحسب لها الف حساب فهي دون غيرها من أختارت له نورس ابنة خالته لتضع النهاية لعلاقتهما الجميلة التي دامت أكثر من سنتين انتهت بفسخ الخطوبة وزواجه بنورس .....
العرس الذي حضرته كان لأحد الأقارب وحامد من أقربائها وطبيعي أن يحضر العرس وكم تمنت أن لايكون اليوم بين المدعوين ...وما أن خطرت تلك الفكرة ببالها أحست أن الدنيا تلف من حولها ولكن صوت غادة ابنة أختها أخرجها من تلك الهواجس والظنون..!!! خالتي دعينا نجلس هنا ..إجابتها... حاضر حبيبتي. وجلسن جميعا بينما راحت عيناها تفتقد الحاضرين خشية أن يكون حامد من بينهم وما هي إلا لحظات حتى وجدته جالسا في الزاوية البعيدة من القاعة... نعم إنه هو ..تميزه بين الف ..كان جالسا وزوجته بينما طفلته الجميلة بانت تتمايل امامه مع انغام الموسيقى المنبعثة من الديجي ..بارتباك وخجل أخذت تنظراليه وما ان وقعت عيناه عليها تغيرت اساريره وبانت عليه علامات الشوق والحنين وابتسامته الجميلة الواسعة تملأ شفتيه احرجتها تلك الأبتسامة واستدارت بوجهها وأحست أن كلها يرتجف حتى كادت تسمع دقات قلبها وكأنه يقتلع من مكانه ..وسرعان مااختفى حامد وما هي الا دقائق حتى ظهر ثانية وتقدم نحوها..سلم على والدتها وشقيقتها ..وبذات الابتسامة مد يده اليها وصافحها قائلا ( كيفك نوال ..اتعلمين ..أنت كما أنت لم تتغيري أبدا ) تملكها الخجل والارتباك وتهدج صوتها ولاتعرف بماذا تجيب ( اهلا حامد ..ك..ي.... ف...ك !!) أحست بعدها أن ثمة شيء ما في يدها...اقصوصة صغيرة طويت بعناية وضعها هو في يدها خلسة ..تملكها الخجل والحرج وتمنت لو أن من حولها لم يلحظ تلك الأقصوصة...أطبقت يدها لتخفيها وما أن عاد ادراجه تنفست الصعداء وذهبت مسرعة الى الحمام كي تقرأ ما بتلك الورقة ...فتحتها على عجل وقرات مافيها (سعيد جدا برؤيتك .انت كما عهدتك..ما اجمللك نوال ..ليتني لم أكن يوما بذاك الجبن ..ولم ارضخ لرغبة امي ليتني احتفظت بك..سامحيني فانت في القلب ابدا وقلتها دوما واقولها الان انت كالوشم الذي لايمكن له أن يزول يوما )..أحست أن كل مافيها يرتجف ومسحت دموعها التي خانتها على عجل ما أن سمعت صوت غادة( أين أنت خالتي ..افتقدتك ) تمتمت .. انا هنا عزيزتي..دعينا نذهب...قالت هذا واخذت ابنة أختها من يدها وعادت حيث تجلس أمها ...وراحت عيناها تبحث عنه فوجدته ينظر إليها بذات الابتسامة وكأن لسان حاله يقول هل قرأتها !؟ هربت من نظراته تلك وأخذت تفكر فيما كتبه ... ترى هل كان يعني ما يقول بعد أن تزوج وله ابنة !؟ لكنها لاتشك أبدا بصدق إحساسه وكلماته فدليلها قلبها الذي لم يخذلها يوما ودون أن تفكر طويلا ارتأت أن ترد عليه ..نعم لابد من الرد ....وغادرت القاعة وطلبت من الادارة ورقة وأخرجت قلمها وبدأت تكتب (أخي الطيب الحبيب شكرا لكلماتك وأطرائك... أن كنت تسال عني فأنا لست بخير ولكن بما نمتلك من ظروف فان الابتعاد يمثل لكلينا السلامة والامان ويعني لي أنا راحة العقل والضمير ...نعم اشتاق اليك وافتقدك وأشعر بكلماتك وأدرك صدقها فقلبي هو الدليل لكن بكل مافي وما احمله اليك فاني مقتنعة جدا ببعدي عنك فتراني احبس شوقي اليك حرصا وخوفا مني عليك ... لي عالمي أمي الحبيبة ووحدتي ولك عالمك...طفلتك وزوجتك.تمسك بها فانها امراة توزن بمعيار الذهب.. دعنا نعترف أن الظروف أقوى بكثير من أن تجعلنا نلتقي من جديد..لقد مضى كل منا في طريق....اتمنى عليك أن تمحو اسمي تماما من ذاكرتك وتنسى كل الأشياء التي تشدك الي وتذكرك. تصور اني أمراة من خيال ..كانت ومازالت تعيش بين الأطلال ..هل تصدقني أن قلت لك انني احيانا اتمنى أن تكرهني...نعم اكرهني حامد ارجوك فذاك يشعرني بالراحة والسعادة تذكر جميع سيئااااتي..تذكر كيف كنت أرقبك وأضيق الخناق عليك فيرتفع ضعطك....بل أذكر تلك الكلمة البذيئة التي قلتها بحقك ساعة غضب (طز) ...لقد اعترفت لك اني قلتها مرة واحدة واخفيت عليك اني رددتها اكثر من ذلك بكثير ...وازيد عليك بما هو افضع وأقسى اني لحظة جنوني ذات مرة قد دعوت عليك . نعم دعوت عليك...أليس هو بالسبب الكافي لان تكرهني وحتى تمقتني !؟.. طوت الورقة وراحت تبحث عنه بين الجموع وسرعان ما لاح لها وجهه نظر اليها وكأنما بدأ له ما كانت تريد فدنا منها ودون أن تنظر إليه أعطته ما كتبت ..استوقفها والرسالة بين يديه ..تمهلي قليلا ارجوك ...أريد التحدث إليك ...اعتذرت قائلة ... في أمان الله حامد ..في امان الله اخي المميز الغالي...وذهبت بعيدا .... بعيدا....وسرعان ما اختفت بين الجمووووع !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟