الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعوام الزقوم

كاظم اللايذ

2006 / 4 / 27
الادب والفن


(( قال قتلة عبد الكريم قاسم انهم حينما ارادوا قتله بالرصاص ، طلبوا منديلا ليعصبوا عينيه لكنه رفض قائلا: لا داعى لذلك ))
فى ليل الثامن ، من شهر شباط ، من عام الذبح
كانت دجلة نائمة
تغرق فى حلتها البيضاء
وتكشف عن ثدييها
كى ترضع أبناء التموزيين الفقراء
وعلى جهة فى الكرخ بدا قمر
منطفأ العين
يراقب فى حذر أسوار الخلفاء العباسيين
يتحسس فى الريح مؤامرة
حين تصيح بأكتاف الليل الططواء*
ويراقب أشباحا
تركض فى جوف الظلماء
ومعاول تنخر فى سور بنى العباس قبيل حلول الصبح
حينئذ يتذكر (هولاكو)والمستعصم بالله
وجيش الذبح
*****************************
هاهى ثانية
تسرق بغداد
ويفتح فى كل زقاق منها شريان من دم
*****************************
كانوا سراقا محترفين
عرفت وطأتهم
سكك (الميدان)
و(باب الشيخ)
وأساق( البتاوين)
رضعوا من أثداء نساء ليس لها أثداء
وتربوا فى آباء لاتعرف حرفتهم
صاروا بالعرف لهم آباء
ومن الأوكار الحزبية قد منحوا صكا بالقتل
***************************
لأن الناس هنالك تعرفهم
وتناديهم بالأسماء
فلقد لبسوا أقنعة
وتزيوا أزياء الفضلاء
وشروا نسبا من (مخزوم) : جئناكم- قد هتفوا بالناس
لننقذكم من عسف الفرس
وظلم الروم
وبلمح البرق تهز الريح وريقات التوت
فيئن النهروتبتدأ الأعوام الزقوم
*****************************
ها نحن ، ومنذ حلول المحنة
مازلنا نتجمع فى ديوان القرية
فى كل مساء
نوقد شمعة ذكراه
ونقرأ مقتله
ويعيد أخى تلك اللقطة من قصة مصرعه
فى آخر درس فى الجندية القاه على الأعداء
حين أبى فى تلك الساعى أن تعصب عيناه
وظل بعين النسر يحدق فى افواه الرشاشات
************************
ولأن المذبوح بذاك الصبح
لايملك شاهدة أو قبر
فلقد كنا نهرع نحو النهر
نحعل فوق الماء شموعا
وقوارب من ورق يصنعها الأطفال
يحملها الموج الى حضرته
حيث استلقى خلف جدار العالم
فى بستان مليك الأكوان
جسدا مثقوب القلب
محاطا بالنرجس والزنبق والريحان





* الططواء او ( الططوه) كما نسميها فى العامية العراقية طائر يحلق ليلا ويصدر اصواتاى تعتبرها الناس نذير شؤم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا