الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية عنوان العصر وضمانة النهوض الاجتماعي

جاسم الصغير

2006 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر الديمقراطية احدى المفاهيم المهمة التي اخذت اهتمام كبيرا وحيزا واسعا من اهتمامات النخب الثقافية من ناحية ومن ناحية اهتمامات الوسط الشعبي واقصد به هنا المجتمع ككل بما لهذا المفهوم من مساس لحياة الناس بشكل مباشر باعتباره اداة وطريقة فعالة لتصريف شؤونهم بشكل سلمي وودي وانه يتيح اعطاء الفرصة للجميع ويطلق زمام المبادرة لهم هذا فيما يمكن ان نطلق عليه التحتي اما البناء الفوقي فتأثير الديمقراطية واضح وله تأثير كبير على بناء هيكلية الدولة من مؤسسات ويكون اساس هذه المؤسسات قائما على اساس راسخ متين مما يعكس صلابة ومتانة الاسس التي تقوم عليها الدولة وشرعية النظام السياسي الذي ينبثق من صلب الممارسات الديمقراطية سواء كانت آلية لصيرورة الممارسات السياسية بشكل حر او هيكل يظهر مؤسسات الدولة والنظام الشرعي الرسمي وكل هذه الممارسات او البناء الديمقراطي يحقق خطوة الى الامام في دفع مسيرة المجتمع وبناء الذات الاجتماعية لافراد المجتمع وايضا بناء الذات الاجتماعية الجمعية مما يخلق طفرة في تقدم المجتمع ويكون محصلة هذا الفعل الاجتماعي خلق تقاليد عريقة للامة والدولة والحقيقة ان من جملة ايجابيات مفهوم الديمقراطية هو انه يخلق توجها اجتماعيا عاما لدى افراد المجتمع في ان يتحول ولائهم من التشكيل الاصغر الا وهو القبيلة ذات الافق الضيق الى حالة الولاء للامة وهو التشكيل الاكبر حيث تنصهر كل التشكيلات الموجودة في مجتمع ما في تشكيل جديد يضم كل ابناء البلد بكل قومياته واطيافه ومذاهبة في هذا الطيف العظيم وهو هنا الامة التي تحتضن الكل بنفس الاب الحنون الذي يضم كل ابناءه بمحبة وعطف والحقيقة انه لا يمكن الوصول الى هذا المنجز العظيم الا بأداة فعالة يشعر المواطن بعدالتها نحو الجميع وهي هنا مفهوم الديمقراطية الذي بواسطته فقط يمكن الوصول الى هذا المنجز ولاننا ببساطة طالما سمعنا بشعارات مثل وحدة الامة ووحدة الجماهير ولكن الاداة المتبعة والتي استعملت في تحقيق ذلك هي القصر والقوة والشوفينية وخير مثال على ذلك مخرصات النظام السابق ومثل هذه الشعارات الفارغة المحتوى ولكن ما سمعناه بالامس كذبته احداث اليوم فلم نعد نرى وحدة الجماهير كما كان يدعي النظام لذلك امر طبيعي جدا ان الاداة المستعملة هي القصر والخوف وهذه الادوات ممكن ان تخلق تبعية ولكنها لا تخلق ولاءا صادقا ابدا وهكذا تبقى الجماهير وافراد المجتمع محلك سر ولا يكون هناك تقدم الى الامام والحقيقة ان التطورات السائدة في عالمنا المعاصر اليوم ( عصر العولمة وثورة المعلومات ) تفرض على كل التيارات السياسية والفكرية ان يبكون خطابها يتمتع بسمات تتناسب مع سمات هذه المرحلة والتي من سماتها التعددية في الرأي والتعددية في تشكيل التيارات السياسية وايضا التشكيلات الاخرى مثل الاتحادات والنقابات او اي تشكيل حر ديمقراطي اذن الخطاب السائدة المنفتح والذي يتمتع بمزايا الحرية الفكرية وانفتاح على الاخر واخذ المتغيرات العالمية المعاصرة بنظر الاعتبار والذي يمكن ان يتفاعل مع القناعات ومشاغل المجتمع ويطرح حلولا عقلانية ولكن ليس بصورة وصائية بل بصيغة المحاور والمتفاعل والذي يستطيع ان يجمع حوله وجدان وذهنيات المجتمع بما يقدمة من تنوير والتواصل مع المتغيرات العالمية على الصعيد الثقافي والسياسي وفي كل الاصعدة بفضل سواد ثورة الاتصالات والمعلومات لم يعد هناك شيء خافي ولا يمكن حجب الحقائق على المجتمع كما كان يجري في السابق بل اصبحت كل القنوات مفتوحة امام الفرد بالتزود بغذاء الفكر بمثل ما له الحق في التزود بغذاء الحاجة ولم يعد يقبل المواطن بان يتخلف عن باقي بلدان العالم لان صدمة الحداثة الفكرية والتكنولوجية والمعلوماتية قد صدمته واحدث له انزياحات على صعيد الفكر او السياسة مما خلقت قيما جديدة على ارض الواقع لان موجه الحياة قد تغيرت فأتت بقيم واضمحلت قيم وهذا امر طبيعي في اي مجتمع اخذ يتحسس الحركة الاجتماعية لاننا نراه عندما لمس مزايا الحضارة والتكنولوجية وفوائدها للمجتمع نراه يرمي القيم القديمة وياخذ بالقيم الجديدة وهذه علامة صحة للمجتمع واستحسان في ان المجتمع ما زالت فيه روح حب الحياة والتطلع الى الامام ومسايرة الامم الاخرى والحقيقة ان هذه التغيرات هي ثمرة التوجه الديمقراطي السليم والحقيقة مثلما الديمقراطية هي نظام رائع جدا ويمكن المجتمع في السير نحو الافضل وبصورة سلمية ولا تعرض المجتمع الى هزات عنيفة تتطلب هي ايضا اي الديمقراطية ان يتمتع ابناء المجتمع بذهنية منفتحة واعية مرنة وان تقدر جيدا ان الديمقراطية هي ليست حل سحري يمكن تنفيذه بحسابات مسطرة جاهزة بالطبع كلا فهي ليست كذلك فهي مكابدة وصيرورة وصراع ولكن فكري وليس عسكري مع القوى التي لا تؤمن بهذا النهج والتي تنتهج طرق معاكسة تماما مثل الارهاب والوصاية والجماهير والمجتمع وهكذا نرى ان الديمقراطية هي افضل ما توصل له الانسان بنضاله وصبره وهو افضل القنوات التي اثبتت نجاحها ولكنها تتطلب نفسا صبورا من قبل المجتمع فقد يحصل اثناء تطبيق الديمقراطية عثرات هنا وهناك ولكنه ثمن بسيط قياسا الى النتائج الجيدة التي سوف يحصل عليها المجتمع مقابل ذلك وايضا ان بلد مثل العراق الذي عانى ما عانى من احتكار للسلطة على مدى 35 عام غابت فيه ابسط انواع الديمقراطية قد خلقت فراغا في الوعي الفرد لمجتمعنا العراقي وفقر في التقاليد الديمقراطية على مستوى الدولة العراقية مما قد يعرقل بناء الديمقراطية في الفترة المعاصرة لان المواطن لم يستوعب مبادئ النظام الديمقراطي لانه لم يعيشه اصلا وبالتالي تتغلغل في وعيه ووجدانه وهو معذور للاسباب التي ذكرناها قبل قليل والحقيقة ان من واجب كل التيارات السياسية والاحزاب والمثقفين في هذه المرحلة هي اسناد النظام الديمقراطي لبلدنا وتوضيح المفاهيم للمجتمع حتى يفهم معنى وبنية الديمقراطية بشكل سليم لان نجاح التجربة سيعود بخير على الجميع وان اخفقت لا سامح الله سيتأثر كل المجتمع وليس فئة دون غيرها واملي الجميع ان يرتقي الى دوره والمطلوب كما قال المفكر الفرنسي جاك دريدا
(لطالما رفضنا الجلوس معا في الماضي للتناقش والتجاور في شؤوننا المشتركة لكن الذي يجبرنا على الجلوس الان معا هو الحقيقة المرة للمستقبل لانه اذا حدثت اي هزة لمجتمع سنتأثر جميعا وليست فئة دون غيرها )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش