الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة واقعية لقضية العرب المركزية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2019 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يكثر منذ فترة الكلام عن "صفقة القرن". يكاد جميعه يكون رفضاً وشجباً وتنديداً بها. رغم أن لا أحد يعلم عنها شيئاً ‏محدداً. يبدو أنه التوقع والتوجس والعداء العربي المعتاد، لأي مقاربة غربية لهذه "القضية المقدسة".‏
وإذا جاز لنا أن نشارك الآخرين في "البحث عن القطة السوداء في الغرفة المظلمة"، فلنحاول قراءة شواهد ومعالم الواقع. ‏علنا نستطيع اكتشاف الممكن، من بين ركام المستحيلات، التي تعلقت بها الشعوب والحكومات المسماة عربية لما ‏يقرب من قرن من الزمان.‏
يبدو اعتراف أمريكا بأورشليم عاصمة لإسرائيل، وبالجولان أرضاً إسرائيلية، تمهيداً للحل النهائي للقضية. بإغلاق ‏الملفات التي لا تقبل إسرائيل التفاوض عليها، تحجيماً للمطالبات العربية في حدود الممكن النظر فيه من قبل إسرائيل.‏
هو فرض مسبق للأمر الواقع قبل الجلوس حول مائدة التفاوض، دائرية كانت، أم بيضاوية يتصدرها دونالد ترامب أو ‏من يحل محله. فرغم ما يبدو ظاهرياً من حماقة اتخاذ رئيس أمريكي لمثل هذه القرارات، فإن الحقيقة أنها تتيح للعرب ‏فترة كافية لتجرع وهضم مثل هذا الواقع المفروض. لتأتي بعد الهضم أو الإذعان لمائدة التفاوض، أكثر قابلية للتوصل ‏إلى اتفاق، متخففة من مطالبات أو آمال مستحيلة.‏
الخطوة التالية لابد ستكون تفاهمات لتوطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم، مقابل فاتورة تدفعها دول الخليج، المعنية ‏الآن بالدرجة الأولى وربما الأخيرة، بالحفاظ على وجودها في مواجهة التهديد الشيعي الإيراني، الممتدة أذرعه من العراق ‏وسوريا ولبنان إلى اليمن الذي لم يعد سعيداً. هذا التهديد الإيراني الوجودي، لا يجعل أمام دول الخليج غير الجنوح أو ‏الارتماء في الحضن الأمريكي الإسرائيلي، المفتوح باتساعة لاستقبالها، والقادر الوحيد على حمايتها.‏
يبدو مستقبل غزة دويلة (إمارة) مستقلة بين فكي حماس وأخواتها التنظيمات الجهادية. وتبقى تحت الحصار إلى أن ‏تتطهر ذاتياً من الدواعش والدعشنة. رغم ما يقال عن خطط لتوسيع مساحة غزة بأراض من سيناء، تعوض مصر ‏بمقابلها من صحراء النقب الإسرائيلية. ما من المستبعد أن يلقى قبولاً من مصر حكومة وشعباً. ناهيك عن صعوبة ‏وتكلفة أي محاولة لتخليص غزة من قبضة وأنياب حماس وأخواتها.‏
الضفة الغربية ينتظر لها أن تكون منطقة حكم ذاتي بمسمى "دولة مستقلة" منزوعة السلاح، وتحت رقابة أمنية ‏إسرائيلية مشددة.‏
مستوطنات الضفة الغربية سيتم بالقطع إجلاء بعضها، لتبقى الأغلبية جزراً إسرائيلية متناثرة داخل الكيان الفلسطيني.‏
الحل المرتقب هكذا لا يعدو أن يكون اعتراف العرب والعالم بالأمر الواقع بالفعل الآن ومنذ نصف قرن، مع بعض ‏الرتوش والهوامش القانونية والسياسية.‏
لكن لعلنا لا ينبغي أن نتجاهل، أن أخطر ما يعوق أي حل كان لـ "قضية العرب المركزية"، أنه سيحرم الحكام ‏والجماهير العربية العريضة، من امتياز ومتعة البكاء والولولة بالمظلومية على ثمة "قضية" أبدية. يعلو الصراخ بها ‏على أصوات بغيضة على قلب حكام المنطقة. مثل المطالبات بالحرية والديموقراطية والرفاهية.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قرطوس القرن
ابراهيم الثلجي ( 2019 / 3 / 29 - 13:35 )
ترامب تاجر عملي متعجرف يتظر على الاصفار اللي على اليمين و لا يضيع وقتا لاتمام صفقاته بالرغم من شكوى الامريكان منه بقلة التفرغ للعمل ليقول هو بانه حتى 11 صباكا يراجع الوثائق الاستخبارية وبعدها يعمل
اي انه يحب ان يعمل على نور ووضوح
فيظهر انه خلال مراجعة المستندات وجد ان العرب في 1917 قبلوا بان يهاجر اليهود اليها بل وتشجيعها مقابل ملك للاعراب في الصحراء وحراسة كازية النفط ليتدفق للغرب دون ازعاج
يظهر انه وجد لغز سقوط الجولان ويظهر انه التقط وصايا فرانسوا متران لليهود كاكبر حكمائهم في العصر الحديث ان اعيدوا كل ما هو غير فلسطيني وحسب سايكس بيكو لمندوبي الحكم الذاتي العرب متعهدي ادارة شؤون الاحتلال لاراضيهم على الا يعاد اي شبر من فلسطين لاحد غير اليهود
يظهر انه قرا الملحقات السرية لاتفاقات ما سموه السلام السرية من ايام السادات انتهاء لاتفاقات الرحلات المكوكية لواشنطن
كل تلك الاعمال متفق عليها فاراد اجمالها بقرطوس واحد سماه صفقة القرن
وهذا سر تعقيب الرسميون العرب عليها قبل اعلانها
فلا جديد في القرطوس وانما هي ملبس طعمه وريحته معروفة
وهو ضامن لعدم العتب فكل ما في القرطوس معتمد وموقع عليه

اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل