الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المسلحة والديمقراطية

عباس عباس

2019 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الأحزاب الكوردية في كوردستان العراق، لم يكن هناك تمايز بين دساتيرها، خاصة بما يتعلق بوجوب حمل السلاح من عدمه، اي أن تنتمي لحزب كان من الضرورة أن تكون مقاتلاً تحت الطلب في أية لحظة، ولم يفرض صدام بقسوته أو غيره هذا البند على دساتير تلك الأحزاب برمتها، بل الخصام والفرقة بينها غالباً ما كانت من الأسباب الرئيسة لحملهم السلاح، وإن كانت الحكومات تدفع بهم بشكل غير مباشر لهذه الخصومة !..
إختلف الأمر على كورد تركيا وسوريا، بحيث أننا عشنا في البداية مع بعض الأحزاب التي فضلت الإسلوب السلمي السياسي لنضالها مثل كومله وكل الأحزاب الكوردية في سوريا، وقد فشلت في تركيا جميع الإحزاب الكوردية بما فيها التي حاولت الخروج عن هذا النهج، أي كذلك التي حاولت أن تحمل السلاح وتخوض الثورة المسلحة ودفعت الثمن غالياً جداً!..
كذلك حزب العمال الكوردستاني منذ البدء إنتهج الثورة المسلحة، وخاض منذ البداية وعلى كل الأصعدة قتالاً مستميتاً، ودفع من أجل نجاح ثورته المسلحة الكثير من الدماء، وبخلاف فشل الآخرين نجح العمال الكوردستاني نتيجة إسلوبه المميز البعيد عن المتبع عادة في كل ثورة تحررية !..
في سوريا خالفت الأحزاب الكوردية هذا النهج، بل أعلنت وبشكل صريح وقوفها ضد الثورة المسلحة، ولم تكن تملك أية منها حتى مسدس لحماية قادتها، وهو ما شجعت الجهات الأمنية السورية أن تتصرف بحريتها مع هذه الأحزاب بدون أن تحسب لردة الفعل لدى أعضاءها أو تخاف على نفسها من عملٍ مسلح وقد دفعوا كنتيجة حتمية لهذا النهج بعدة طرق مختلفة، منها ضرورة العمالة للحكومات المتعاقبة أوالإعتقال التعسفي لسنوات .
حزب الإتحاد الديمقراطي سلك منذ البدء هذا النهج على الرغم من جاهزية عناصره لحمل السلاح وقد دفعوا كغيرهم الثمن غالياً بعد إتفاق الأسد مع أردوغان بسجن المئات منهم بدون محاكمات كترضية لهذا اللقاء!..
إستغلالهم لواقع السوري منذ بداية الحراك السياسي ضد النظام ليكون أول حزب سياسي كوردي في سوريا يحمل السلاح بخلاف بقية الأحزاب والتي إستمرت على نهجها القديم بعدم الضرورة للسلاح!..
حمل السلاح من عدمه، هو ما دفع بحزب الإتحاد الديمقراطي من تحمل مسؤولية الدفاع عن الشعب الكوردي ومناطقه ضد الدواعش أولاً والنظام ثانياً، وبذلك أصبحت القوة الوحيدة المهيمنة على السلطة في المناطق الكوردية وبدون منازع!..
والمشكلة أن العداء لهذا الخط لم يكن من دولة الخلافة الإسلامية الدواعش أو من النظام فحسب، بل من الإخوة الكورد ضمن الأحزاب والذين اصبحوا أعداء ليس لطبيعة الحال وخلاف الإسلوب فقط، إنما كذلك للتوافق بين هذه الأحزاب وقياداتها من جهة، وبين ما كانت ترمي إليه ألد أعداء الكورد، أي الدولة التركية، وهو ما يفسر تواجد هؤلاء العلني والمستمر حتى اللحظة في فنادقهم بمدينة إستانبول!..
حتى اللحظة يمكنني القول بنجاح النهج المسلح في تركيا وكذلك في سورية كما تبين نجاحه في العراق وإن كنا نعاني ومانزال من وجود الخلاف المصالحي العائلي هناك الذي لاوجود له حتى اللحظة في ثورة العمال الكوردستاني أو لدى الإتحاد الديمقراطي في سوريا!..
مع ذلك هناك أصوات تعلوا هنا وهناك، وهي تجد أن الإسلوب الحضاري المعارض لحمل السلاح تجد لها مكاناً في قلوب البعض من القادة بضمان الديمقراطية الحقيقية في هذه البلدان، إلا أن ذلك نجده بعيد المنال طالما ماتزال الحكومات في هذه البلدان تمارس التعسف بحقوق الأقليات والديكتاورية بشكل من الأشكال، لذلك يبقى وجوب حمل السلاح والإحتفاظ به دعماً حقيقياً لنجاح الثورة التحررية الكوردستانية!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران