الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتمالات جائزة حتما !!!

فاطمة الشيدي

2006 / 4 / 27
الادب والفن


ربما .. وبعد أن تتصدع أوردتك من شدة الوهن
وتتآكل كبدك من الحزن
ترتقي مدارج البهاء وحيدا حافلا بالأمنيات
محفوفا بالزغاريد المباركة
ربما حينها سيقف التاريخ على مشارف صوتك مأخوذا بالحنين وبالدماء
وربما تتحول إلى حائط منسي
لا يتبرك به أحد
أو ستقع على أوراق متناثرة في مستنقعك الزمني لتكون قصيدة عمياء
ربما ستحاول أن تجمع بخورك المسافر في الأبد
وتعزف على قيثارتك لحن الغيب لتبدأ من جديد بطريقة أخرى
ربما ستشرب قهوة محلاة بماء الورد والزعفران
وربما تغيب في زحام الحجارة
والوجوه المارقة على عجل
ربما ستروي ذاتك جيدا من بلاهة النسيان
لتنبت انحناءاتك المورقة شقوقا
وشيئا من الريحان واللوتس
ربما في آخر الحكاية ستتحول كائنا حجريا له تضاريس حادة قادرة على القطع
وربما ستكون أكثر رفعة كالغرابيب
وربما وبما تبقى منك ستشرع نواجذك في وجه الريح
وستتماثل للشمس حنينا ممزوج الرائحة
أو ستتقدم بكلك وجبة لحلم يمصمص شفاه الموتى بلذة
وربما ستكون مدا من الدهشة يغزل روائح الأحياء المتناثرة في الحارات والزقاق
بانشداه قادر على لملمة طاقات الوله المبكر من عيون الجوعي والشحاذين
ربما ستتحول حنجرة سكنها الغياب وبحار قديم ليعلو فيها صدى اليامال
وتزغرد اللغة المحناة بالفرح على حبالها المتهدلة
وربما ستقرر فجأة أن تورق كآخر سدرة خضراء عند مفترق العمر الضال
أو كجرح شهي يزداد توردا كلما لامسته يد عاشق جبان
ربما ستقرر أن تكون من الموتى المعلقين من أرواحهم كالمعلقات على أستار الكعبة
أو من الحواة الذين يولدون مع الفجر من شق كتاب أخرس
ربما ستأخذ ماتبقى منك من الزوايا التي لاتخيط براقع العتمة
ومن أكفان السحاب الأبيض وهي تغازل السماء بحنق الرعد
ومن أكوام النجوم المتراصة المترامية الغصة
لتولد مرة أخرى أكثر بياضا أو كما ينبغي أن تكون
ربما ستصبح يوما جافا كالبرد الذي يداعب أفنان الغرق المستلقي في عين نهر متجمد عند أطراف بلدة صغيرة مهجورة
حين يتذكر طعم الملح والصواري التي تتزين بحلى الإشراق
وربما ستكون حارقا كالشمس التي تصهر قوافل الرقاد في عيون الأمهات الرمدى
حين الثكل يشد الياقة الهاربة ويهب لهن خبز الحنين المتعفن
وربما ستكون حادا كعاشق يسرح شعر القوافل على ناصية الصحارى
وينحسر كشاطئ جف بحره
حين يتذكر سيدته المعلقة بين يدي قرصان ثري
وربما ستكون مجرد كائن مثقوب بثقب أوسع من أن يرى
وهو لايملك عينين قادرتين على تخزين كائن آخر في أوراقه الحبلى بالشك
كائن يتمنى فقط أن يغرقه في دموعه
مع أنه لم يتعلم يوما كيف يتذوق صدى ضحكته الغزيرة
ربما.. وربما ...لا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ