الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعصب يقهر العمل والانجاز

سلامه ابو زعيتر

2019 / 3 / 30
القضية الفلسطينية


اضغط
التعصب يقهر العمل والانجاز

ينشغل الكثير من المسئولين في القيادات الفلسطينية الإسلامية والوطنية، بالتناحر والاختلاف والتجاذب الفئوي والتعصب الحزبي، والتشهير في بعضهم البعض متجاهلين الواجبات الوطنية والاجتماعية التي تعتبر السبب الحقيقي لوجودهم ووجود تنظيماتهم التي أكهلت المجتمع بالحمل المثقل والمركب، فالمواطن الذي يعاني الفقر والبطالة وقلة الحيلة أمام متطلبات أسرته واحتياجاتهم، في ظل الغلاء الفاحش بالأسعار وخاصة للسلع الأساسية والعجز لتلبيتها، ومشكلة الكهرباء وغاز الطهي ......الخ، في ظل غياب فرص العمل والخطط التنموية، وأمام ضبابية المستقبل بما يحمل من مجهول لمستقبل الشباب والخريجين والعمال الذين قهرتهم البطالة وقلة الحيلة، وما نشاهده من صراعات فئوية وحزبية وانقسامات بين التنظيمات وفي بنيتها الداخلية من خلافات وتناحر متجدد وصراع على وطن مسروق وأرض مغتصبة ومقدسات منتهكة ودماء رخيصة، ساهم وجسد لحالة متأصلة من الكره والحقد المتجذر بين أبناء الشعب الواحد، والذي يهدد أمن واستقرار المجتمع.
ما خطط له الاحتلال الصهيوني وعمل عليه عشرات السنوات لضرب النسيج الاجتماعي والتماسك الفلسطيني على قاعدته العنصرية - فرق تسد- ولم يستطيع انجاز مهمته بسهولة أمام وعي ووحدة القضية والحال الفلسطيني، اليوم الجهل والتعصب أنجز المهمة فالحالة الجديدة المبنية على التقسيمات الفئوية والشللية والعصبية وصراع الإخوة على الحكم، وتصنيف الناس لجماعات وفئات على أساس الانتماء السياسي والمصالح والمنافع على حساب المجتمع والمصلحة الوطنية، ساهم في التنكر للأولويات وتجاهل مواجهة القضايا والتحديات التي أرهقت المواطن والمجتمع والتي من الواجب الوقوف عليها والاهتمام بها لدعم صمود شعبنا وتعزيز ثباته لصد عنجهية الاحتلال ومخططاته المتواصلة التي تهدف كسر الإرادة الفلسطينية الصامدة والصابرة.
هذه الحالة المزعجة التي وصل لها ممثلين القوى الفلسطينية تحتاج لإعادة نظر لما تحمل من مضامين ومكنونات اخترقت ثقافة المجتمع وأثرت في القيم التي حافظت على تاريخ الثورة الفلسطينية وهوية شعبنا التي ظلت صامدة أمام كل المؤامرات، لذا من الواجب الوقوف عليها بقوة وإخلاص وضمير وبحرص نابع من مشاعر وانتماء وطني حقيقي، لنبذ كل أشكال التعصب التي تعزز الفئوية والعنصرية التي تعد مرض عضال ينهك المجتمع وينهي حياته، ولكي نتخطى ذلك من واجب الجميع البحث عن القواسم المشتركة للعمل التي تجمع الشمل وتوحد الجهد لخدمة المجتمع والوطن، وما أكثر تلك القضايا والإشكاليات التي تلعب دور كبير في لمّ الشمل الفلسطيني، فإن توفرت الإرادة الحقيقية لدي القيادات المتصارعة، ووجهت قدراتها ومهاراتها نحو المصلحة الوطنية ومشاكل الناس، حتما ستزول كل المعيقات وسنسير بخطى ثابتة نحو معالجة أكثر المشاكل والهموم تعقيدا، وغير ذلك يعتبر سيف مسلط كالاحتلال على شعبنا بأيدي فلسطينية....
ارحموا شعبكم أو ارحلوا ...
بقلم / د. سلامه أبو زعيتر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل