الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب العشوائي ووحدة الخطاب

احسان طالب

2006 / 4 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


لا يختلف الجذر الفكري والثقافي للخطاب الإرهابي و الزرقاوي عن ذلك الذي تطرحه المنابر والمواعظ و الدروس والكتابات الخاضعة لقادة التيار الديني المحرض على التشدد والكراهية وبث مبررات الفتنة والقتل و المرتبط سياسيا مع التيارات المجابهة والصامدة الداعية لمقاومة مشاريع السيطرة والهيمنة و الاستكبار العالمي ، دون وعي و إدراك لحقيقة المخاطر و حجم الإمكانيات وطبيعة الصراع .

" المعركة التي المعركة التي تدور الآن هي معركة المشروع الغربي والنظام الأمير كي ضد كون الإسلام رافض للعلمنة،وهذا ما ذكره حرفيا فوكوياما
لابد أن ندرك ما يحاك لنا،فالحرب ليست على مطلق التعليم الديني إنما على الموقف من شارون واليهود وما حواه القرآن والسنة، وكذلك قصص الغزوات ضد اليهود والجهاد لتحرير الأمة..إنما الإسلام ألعبادي والشعائري ليس هو ما تريد رأسه أمريكا، بل تريد رأس الإسلام المجاهد والمقاوم..الإسلام الطاقة المحررة للأمة الذي يبحث عن التميز الحضاري والعزة الحضارية والاستقلال.يجب أن نفض الاشتباك الوهمي بين الذين ينكرون صرا عات فكرية وحضارية وبين الذين يقولون بوجودها قبل أن نحدد مواطن الخلاف." هذه الأقوال للدكتور محمد عماره
والتالي هو خطاب الزرقاوي:
" إن العدو الصليبي عندما دخل العراق كان ينوي من دخوله السيطرة على الأمة والتمكين لدولة بني صهيون من النيل إلى الفرات فمًكن الله أبناءك المجاهدين من الوقوف في وجه دائمة على بلاد المسلمين فوقفوا في مواجهة هذه الزحف لمدة ثلاث سنين."اشرس حملة صليبية "
وقال الزرقاوي "فمسرحية الديمقراطية العثرة التي أتيت (بوش) بها إلى أرض الرافدين بعد أن منيت الناس بالحرية والسعادة والاستقرار المادي والنفسي كلها ذهبت أدراج الرياح وولت مدبرة بغير رجعة بحول الله وقوته)
يرى الكثيرون ظاهرة الزرقاوي صنعة أمريكية تم تضخيمها وتفعيل آثارها إعلاميا بأسلوب يدعم المخططات الغربية الساعية لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط الجديد بما يحقق هدف السيطرة على الأنظمة والشعوب و الثروات النقدية النفطية ويبقي على تخلف دولها وتبعيتها الثقافية والاقتصادية وتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة دولة اسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل . وهيمنتها الإقليمية المطلقة .
وفق هذه النظرية وضمن هذا الإطار يلتقي المشروع الثقافي لمحمد عماره و تياره المتشدد تجاه الغرب مع المشروع ألجهادي لابن لادن ومولاه الزرقاوي
وتنسجم الغايات والأهداف النظرية للأول مع المخططات العملية الجاري تنفيذها على الأرض للثاني ،ولا نغفل هنا وجود فوارق وتباين في طريقة الوصول إلى النتائج و التقويمات و اكتفاء الطرف الفكري الثقافي (عمارة وتياره ) بالتبشير ونشر الوعي ألجهادي المقاوم ، في حين يقوم تيار الغزو (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق . سنن أبي داوود ، الجهاد كراهية ترك الغزو ) بالفعل والتنفيذ المباشر .
ويتميز تيار الإرهاب بوضوح رؤيته وخطابه المباشر دون مواربة أو تدليس ، في حين يلجأ المبشرون والدعاة النظريون المؤسسون للقاعدة الفكرية والفقهية التي يستند إلها تيار الغزو إلى خلط الأوراق وتداخل المنطلقات لحفظ خط الرجعة وارتداء لبوس الوسطية والتحضر .
خطاب الغزاة سمته المباشرة والوضوح والدعوة التلقائية للفعل فرديا وجماعيا حيث يستطيع الفرد الواحد التوجه مباشرة لإزالة المنكر باليد دون حاجة لفتوى أو ولي أمر ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ) ويستطيع كل ثلاثة تشكيل جماعة ينصبون أحدهم أميرا ينطلقوا بعدها للغزو والجهاد وينال الأمير حق الطاعة العمياء طالما استند إلى الكتاب والسنة وتفسيرات الصحابة والعلماء فيما يصدره من أوامر .
على هذا الأساس تتشكل المجموعات الجهادية وتنطلق للغزو، وإزهاق الأرواح تقرب إلى الجنة وزعما لإرضاء الله تعالى ونتيجة للدعم الذي تلقاه من دعاة التحريض والكراهية و المبشرين بالدولة الإسلامية التي تطبق الحاكمية لله تستقطب تلك المجموعات أعدادا من الشباب والرجال كل يوم ناشرة الإرهاب العشوائي في بقاع المسلمين قبل غيرهم . ومع الاقتراب الشديد للتيارات القومية الرافضة والصامدة من الفكر الأصولي غدا التحاق الكثيرين بدعاوى الإرهاب ميسرا ومذللا .
وبالعودة لنظرية المؤامرة الرائجة و المتغلغلة في قاع المنظومة الفكرية والثقافية للنخب العربية قبل غيرها من عامة الناس نلحظ تأثيرها الفعال في جرف المزيد من الشباب والشابات نحو مستنقع التشدد لتحضن وتلد فيه الاحتياطي البشري اللازم و المستعد دائما لتنفيذ مهمات الإرهاب العشوائي .
التعبئة والتحريض وطرح المبررات للفعل الإرهابي تحت ذريعة المقاومة ومجابهة المخططات المعادية وإحباط الهيمنة الإمبريالية ومناهضة العولمة تستخدم بشكل فعال لغسل العقول وإثارة الوجدانيات الدينية السلبية تجاه المختلف و الآخر .
وباستنادنا إلى منهج منطقي بسيط يقيس صحة المقدمات بالنتائج نصل إلى أن نظرية المؤامرة وثقافة الكراهية والتحريض فشلت وهزمت ولم تأتي سوى بالنكسات والضعف والتخلف والهزيمة ولو كانت صحيحة لجاءت بنتائج ايجابية انعكست نصرا وتقدما وتفوقا في النزاع أو الصراع أو الحوار الدائم بين الأمم والحضارات.
وبتصنيفنا لتيارات ثلاثة تساهم بصورة مباشرة وغير مباشرة، عن قصد أو بدون قصد في دعم الإرهاب العشوائي ، ونقصد بالثلاثة تيار التأسيس للتشدد والكراهية والتيار القومي المتعاطف مع النزعة الجهادية، وتيار الغزاة المتكفل بتنفيذ المواجهة وتخطيط المعركة. نطرح على أنفسنا تساؤلاً قد يجلي رؤية المتعاطفين ضمنياً والمستنكرين ظاهرياً للإرهاب العشوائي . هل التعبئة الدينية والحشد العقائدي أمران لازمان واجبان لتحقيق الآمال والتطلعات والوصول إلى الأهداف والغايات؟
إذا كانت نظرية الوحدة العربية كفكرة واقعية لم تتقدم خطوة واحدة نحو غايتها المنشودة بل ازداد العرب تمزقاً وتشرزما فهل الدعوة إلى الأمة الإسلامية والوحدة الدينية أسهل طريقاً وأدنى منالاً ؟
إنه هروب نحو الأمام وتخط للمراحل وتغطية للفشل بتعظيم الغايات وإبعاد النهايات وتأجيل للحسم على حساب أجيال متعاقبة تدفع الأثمان دماء وفقراً وتخلفاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان