الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العميقة في تركيا

عباس عباس

2019 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


أو الدولة الخفية هل هي موجودة حقاً في تركيا؟؟.
في تعليق سريع لأخي الحقوقي صبري عباس الذي عاش في تركيا أكثر من عقد ونيف على الإنتخابات المحلية في تركيا، أكد على أن الدولة التركية كانت وماتزال تحكم من قبل الدولة العميقة أو كما كنا نسميها قديماً بالخفية، وحصرها في جنرالات الجيش والميت التركي!..
الغريب في رأيه، قوله بعدم أهمية الإنتخابات، محلية كانت أو برلمانية لأن هناك مركز أو مراكز قرار يكونوا قد إتخذوا ما يتوجب أن يكون عليه شكل الحكم أو الحاكم القادم في تركيا!..
المعلوم أو المعروف عن الحياة السياسية في تركيا منذ نهاية السلطنة العثمانية وبداية إعتلاء المقبور مصطفى كمال سدة الحكم أن القرارات المصيرية في السياسة الداخلية والخارجية كانت مصدرها الجيش والميت التركي حتى في عهد أتاتورك نفسه الذي لم يكن على سوية من أمره في الأعوام العشرة الأخيرة من عمره، فقد عرف عنه السكر والعربدة في قوارب خاصة على الدردنيل ولم يكن يدري عن أمر الحكم والدولة إلا القليل، بل كانت من ورائه شلة من الجنرالات تحكم بإسمه اللامع، بل لنقل إسمه الذي أصبح شبه إله ومايزال لدى الغالبية المطلقة من الشعب التركي!..
إستمر الأمر هكذا حتى بعد وفاة أتاتورك حتى لو إعتلى منصة الحكم حزبه الموروث الحزب الجمهوري أو حزب آخر، ولم يكن يتجرأ حاكم تركي مهما كانت قوته الإنتخابية على إهمال صورة أتاتورك الذي أصبح حتى بعد وفاته الرمز الدال على قوة الجيش والميت أو بما نسميها الدولة العميقة!..
نظرة موجزة في تاريخ السياسة التركية سنجد أن كل حاكم حاول تجاوز هذه القاعدة كانت نهايته الإعدام كعدنان مندريس الذي إنتهى شنقاً أو بالإغتيال كأوزال أو بالسجن كسليمان دمريل وأجاويد وذلك بعد إنقلابٍ عسكري، وتركيا كما نعلم هي أم الإنقلابات العسكرية وأخرها يقال أنها لم تنجح مع أردوغان وإن كنا نشك بمصداقيته!..
فهل جاء الدور على أردوغان بعد أن أنهى دوره ؟..
الحقيقة أردوغان وحسب رأي الشخصي قد تجاوز هذه القاعدة المقدسة لدى الجيش والشعب التركي، وكانت وسيلته إلى ذلك بخلاف الآخرين القوميين المتطرفين هو الفكر الإسلامي المتطرف، وإستطاع بذلك أن يلعب بالعقول والدستور وكذلك بالقاعدة المقدسة، ميراث أتاتورك!..
وإلى هون وبس!…مثل شعبي أعتقد ينطبق على الرئيس التركي، فقد طافت رائحته النتنة جدران تركيا وأصبحت تهدد ليس فقط العلاقة الكلاسيكية بينها وبين الدول الأوربية وأمريكا، بل كذلك جغرافيا الدولة التركية المقدسة نفسها بسبب تجاوزاته على الشعب الكوردي الشريك في تلك الجغرافية، وللحد من ذلك كان لابد من إيجاد وسيلة، فطالما لم تعد مفهوم الإنقلاب العسكري مرغوباً أوربيا ولا أمريكياً، فكان لابد من البديل حيث يمكنني تسمية ذلك بالإنقلاب الإقتصادي المالي، وقد بدأت بالفعل تأخذ مجراها وبدأ أردوغان بالدفع بعد أن تم التشويش على صورته التي كانت لامعة كسلطان لدين الإسلام السني على غرار الإمام الخميني الشيعي!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل