الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصيرة الحيوان...

حدريوي مصطفى (العبدي)
(( Hadrioui Mostafa ( El Abdi)

2019 / 4 / 2
الادب والفن


نصيرة الحيوان

جميلة...على نحو مثير !.يكفيها خط من إثمد لتشرق بألف نجم !.
الرجال... صرعى على أسوار حديقتها ، لم ينل حظوتها ذكر.
قالوا عنها : "مقوماتها للرجولة من أرشيف القرون الوسطى...ولن تندم إن داهمتها الكهولة وهي عانس. "
ثائرة ... ما زال رجع عقيرتها - وهي تردد شعارات ثورية - عالقا برحاب حرم الجامعة، وما زال الرفاق يذكرونها تتقدم المظاهرات، وتتزعم الاحتجاجات، وما زال ندب شبه غائر لم يختف من على
وجهها ، شاهدٌ على ضراوة المواجهة والسلطةَ ...
تفوقها في القانون جعلها تدخل سلك القضاء من بابه الواسع...وقد كانت قاب قوسين وأدنى من ترأس الجلسات، لكنها فضلت الطريق الشائك؛ المحاماة...
طموحة ، تعشق الريادة، تتطلع للتميز؛ ما اكتفت تبلوراً كامرأة رائدة ضمن كوكبة المجتمع المدني ، بل تاقت نفسيها لعضوية في مجلس الأمة، غير أن أملها خاب .
لم تنكسر، حاولت وحاولت... أكثر من أربعة مرات ، وكان الفشل نصيبها تباعا ً.
احتارت من معاكسة الحظ لها، وقدرت ـ أخيرا ، بعد ليال وليال من التركيب والتحليل ـ ان الأمر مخيض مؤامرة .كادت أن تعتقدها لولا ان جدتها وسوست لها يوما : " اي سؤدد قد يحالف امرأة كسرت قلوب الرجال ...صداً، وجعلت النساء يكسرن مراياهن.. !"
لملمت ذاتها المنكسرة بعد لأي وساعات وأيام من البرمجة اللغوية العصبية ، وانغمست حد الغرق في نشاطاتها الاجتماعية حتى صارت رئيسة جمعية الرفق بالحيوان .
باتت على الشفاه، وأضحى اسمها بين عناوين الصحف الوطنية والدولية حاضرا...حيث النهيق والنهيم، والنباح...
خصَت كل القطط والكلاب الشاردة ، ورحمةً ... قضت على الجرباء، والمسعورة ، وأمرتْ بخيام على المروج والبرك لرعاية اللقالق المهاجرة... والبط والغرانيق...
اليوم وهي عائدة زوالا من قصر العدالة رفقة رفيقة دربها -على غير عادتها - عرجت على السوق المركزي وابتاعت شريحتي لحم عجل.
سالتها صديقتها مستغربة:
ـ أو لست عاشبة؟
بلى... ، ولكن كما تعلمين ذئابا وسباعا نعايش يا رفيقتي... إنّ كثيرا منا لم يغادر الغاب... !
ـ أه... !
ردت صاحبتها وهي تودعها بغمزة.
عند ولوجها البيت رمت بشرائح اللحم للخادمة عند باب المطبخ، تلقفت الثانية الرمية وهي تضحك قائلة :
ـ لا تغيير.. .؟ شكرا على كل حال ... !
لا ترد ، وإنما تتابع في هدوء مهيب ، ثم ترمي محفظتها وتسارع مهرولة نحو الحمام.
بعد لحظات كانت جالسة على مائدة الطعام وسط غرفة المعيشة تتابع تسجيلا مصورا لها عن آخر نشاطها الاجتماعي ؛ حول عدوانية الإنسان القارت..و بين حين وآخر تغرس شوكتها في جسد الشريحة المدمّاة ، وتقطع بالموسى قطعا تلوكها باستمتاع وتلذذ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل