الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية في قواميس الأنظمة الدكتاتورية والإنتهازية وخيار الثورة

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 4 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



منذ سنوات مضت، وآخرى في رحم الإنتظار، كانت وما زالت شعوب العالم تشاهد إنتاج وإخراج أرد وأسوء عمليات تزوير الإرادة عبر الإنتخابات الكاذبة التي لا يمكن إيجاد زرة صدق فيها، ورغم علم الجميع بتزوير تلك الإنتخابات يم تمرير حكومة "البوم المشؤم" بمباركة ودعم مافيات المصالح السياسية والإقتصادية ويصفق المخدوعين للدكتاتور المنتخب رغم انه سيعود لجلدهم بعد لحظات من إستلامه مفتاح القصر، وهذا الوضع يمثل السبب الأساسي في إنتشار الفساد وإضمحلال حقوق وحريات الإنسان، ومن هنا يتحول السباق السياسي والإنتخابي الحر بين المعارضة والسلطة إلي صراع متأزم يسد الطرق المؤدية إلي دولة الديمقراطية، ويعتبر تحالف الأنظمة الإنتهازية والإنقلابية الدكتاتورية الذي ياخذ الطابع السياسي والإقتصادي والأمني هو العنصر المقوي لعملية قهر وإفقار الشعوب وضرب أسس الديمقراطية وبالتالي صنع عالم غير قابل للحياة أو العيش الآمن، والبشرية تشتاق وتتطلع لبناء عالم ديمقراطي تتحقق فيه الحرية والعدالة والمواطنة والسلام والتعاون المشترك في تشكيل المستقبل ولكن للأسف تصدم تلك التطلعات والأشواق بجدار عازل يمنع الوصول إلي عالم الديمقراطية، وإذا إستمرت المنظمات الدولية والدول العظمى في تشجيع تزوير إرادة الشعوب وإستحكام قبضات الأنظمة الفاسدة والمستبدة علي مفاصل الدول فمن الواضح والمؤكد تفكك النظام العالمي وإنحدار الدول إلي مربعات الفوضى وسير المجتمعات في طرق العودة إلي العصر الحجري والتعامل بقوانيين البقاء للأقوياء فقط، ومتى ما وصلنا بدولنا إلي أخر نقاط تلاشى الديمقراطية من قواميس الأنظمة الحاكمة ومافيات السياسة والإقتصاد العابرة للحدود سنكون وقتها في أول نقاط الحرب، وقد جرب العالم مرارات الحروب والفقر وقهر المجتمعات في العهود السابقة وما جنى من ذلك إلا البؤس، وبعد عشرات السنين من النضال المضني في سبيل التحرر والديمقراطية لا يمكن التراجع والقبول بالخنوع والتقهقر إلي الوراء حتى السقوط.

ما جعلنا نتناول موضوع تلاشي قيم ومبادئ الديمقراطية في عالم اليوم هو المشهد البائس الذي شاهدناه في إنتخابات عديدة خلال الفترات الماضية ومنها ضمنها إنتخابات الفشل والتزوير التي خاضها البشير لمرات وفعلها بوتفليقة وكبير "المزوارتية" أردوغان وغيرهم من صناع الجمهوريات الوراثية الفاسدة في هذا العالم، فالشعب السوداني مر بتجارب كثيرة مع البشير ونظامه الفاسد، وإكتشف الشعب كذبة إنتخاباته وقاطعها وأعلن ثورته ضد النظام، وما زال النظام غارق في بحور خطابه السياسي القديم ولا نتوقع جديد خطاب البشير القادم، وكذالك الشعب الجزائري صبر لبوتفليقة سنوات حتى أقعده المرض ولم يفك إرتباطه بكرسي الحكم فثار الشعب عليه وحقق أرقام ثورية قياسية تتمثل في إنحياز الجيش وقبول بعض المطالب وإستقالة الرئيس مع بعض العراقيل ولكن هذا الشعب كفيل بتحقيق مطالبه، وفي تركيا جرت العادة مؤخرا أن ينظم أردوغان إنتخابات ويعلن فوزه ويقمع المعارضين له ويوسع دائرة حكمه بالقوة وهذا الأمر يجري أمام أعين قادة العالم أجمع ولا نسمع لهم "لا حس ولا خبر" وحتما سيأتي يوم يقول الشعب التركي كلمته الفاصلة وينهي فصول الحكم الفردي القائم في بلاده بقوة حزب الإسلاميين.

خلاصة القول، العمل الديمقراطي رغم صعوبة ممارسته كفعل يعطي الإنسان حق المشاركة في إدارة بلاده عبر الأجهزة الوطنية الحرة بسبب إستبداد الدكتاتوريين لن تسقط المطالبة بذلك الحق ولا يمكن بأي حال إستمرار نهب حقوق الشعوب من قبل تحالفات الأنظمة الإنتهازية والدكتاتورية، ومهما علت درجات القمع والتنكيل تجاه الديمقراطيين الأحرار في العالم لن يتوقف مدهم الفكري والثوري الداعي لقيام أنظمة جديدة تلبي طموحات الجماهير وتضع أسس التطور السياسي والإقتصادي والتعاون الدولي الشفاف عبر بناء شراكات نزيهة تحكمها القوانيين العادلة التي تسمح بتحقيق مصالح الشعوب وتحفظ أمنها وسيادتها وتضمن محاسبة كل من أجرم بحقها، هذا هو العالم الجديد الذي يصلح لحياة الناس وقد ظهرت علامات تشكله من خلال وصول الأنظمة الذكتاتورية والإنتهازية مرحلة "الجمود السياسي والإفلاس الإقتصادي" وتصاعد حدة نبرات الثوار في أكثر من دولة يطالبون بالتغيير والتحرر والديمقراطية، فالسادس من أبريل الجاري سيشهد واحدة من أعتى موجات الثورة في التاريخ السوداني الحديث، ويوم الحشد الجماهيري المليوني في السودان سيكون نقطة تحول كبرى في مسار تطبيق الديمقراطية علي أرض الواقع بالتظاهر السلمي ضد النظام الإنقاذي الأوحادي الذي لا يستطيع تنفس رياحين السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، ونجاح السودانيين في هبة يوم السادس من أبريل سيكون نجاح لكل الأحرار الحالمين بفجر الحرية علي إمتداد هذا العالم، فاينما نجحت ثورة وحققت مطالب الشعب يفرح بها طلاب الحرية حينما يشتنشقون عبيرها، والثورة كالمطر لا تعرف حدود جغرافية ولا تعتمد علي الخرائط بل تهطل حيثما تريد في العالم دون قيود، لذلك علي السودانيين أن يعلموا أن الشعوب الصديقة والأنظمة الحرة تتابع ما سيجري في السودان بعيون لا تكل النظر والإنتظار وقلوب محاطة بالأمل والتفائل والمحبة، لذا يجب أن نثور جميعا لأجل بلدنا وملايين القلوب والعيون حول العالم، ويجب أن نطالب بحقنا الطبيعي في الديمقراطية، ونرفع أصواتنا ونردد معا شعار الثورة السودانية العظمية "حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب" والنصر لكل ثائر خرج يطالب بحقه في الحياة الكريمة والديمقراطية والسلام.


سعد محمد عبدالله
4 أبريل - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا


.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب




.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد




.. كينيا.. قوات الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين