الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة العربية في تونس هل أتت بجديد !؟ أم كانت كسابقاتها من القمم!؟

زهور العتابي

2019 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت قبل أيام القمة العربية في تونس ولم تأتي بجديد أبدا حيث مرت كسابقاتها تماما....من هنا لابد لنا من وقفة ومرور سريع لاعمال تلك القمم مذ نشأتها والى الأن ...لايخفى على أحد أن أول مؤتمر للقمة العربية كان قد عقد في سنة 1964بمصر العروبة أبان حكم الملك فاروق فهو من دعى لأنعقاد ذلك المؤتمرحيث عقد وقتها في( قصر انشاص) وشاركت فيه سبع دول عربية وهي ( مصر والعراق وسوريا ولبنان والأردن واليمن والسعودية ) وركزت أعمال تلك القمة على القضية الفلسطينية حصرا حيث كانت الحدث الاهم للعرب وخرجت القمة بأدانة العدو الصهيوني ذلك لاحتلاله بلدا عربيا ذو سيادة له مكانته حيث المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وأكدت على وقوفها مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوفه المغتصبة وأرضه كما اتفق الجميع أن يعملوا بجد من أجل وحدة الصف العربي وحل كل القضايا العالقة ومساعدة الدول العربية التي كانت تحت الاحتلال الأجنبي وتايدها في السعي لنيل حريتها ...ومنذ ذلك الحين وبعد انعقاد عدة مؤتمرات عربية لم نرى على أرض الواقع أي شيء ملموس أو بارقة امل لوحدة الصف العربي رغم تعدد تلك المؤتمرات التي وصلت حتى سنة 2017 الى 40 قمة عربية.. منها 28 قمة عادية و أخرى طارئة وغيرها كانت قمم اقتصادية ....نعم منذ ذلك الحين لم نرى من انعقاد تلك القمم أية فعل جاد أو حلول ايجابية لمشاكل الأمة العربية مع العلم أن منطقة الشرق الاوسط شهدت الكثير من المتاعب والتحديات والحروب ...كنا نأمل أن يكون للجامعة العربية دورا مهما في تغير موازين القوى أو إثبات الذات كمنظمة عريقة تجمع عدد لايستهان به من الدول العربية التي لها تأثيرها وثقلها في المنطقة سيما أن أغلبها تمتلك أكبر احتياطي للنفط ..منطقة من أغنى المناطق في العالم... مع هذا الكم من التحديات التي شهدتها المنطقة لم نلمس أي دور ايجابي لجامعة الدول العربية !!.تنعقد القمة تلو القمة وما من أمل يلوح بالأفق في أن تخرج ولو مرة بقرارات ناجحة تحسب لها..بل كان الفشل حليفها سياسيا واقتصاديا وكل شيء ...هي اجتماعات تعقد والسلام ..جلوس القادة حول الطاولة معا والقاء الكلمات والخطب الرنانة....هي بروتوكولات ليس إلا ...فلا وجود لتوحيد الصف العربي بل على العكس تماما حيث شهدت أغلبها تجاذبات وخلافات كبيرة وصلت أحيانا لحد التراشق بالألفاظ والسب والشتائم مما ولد لدى الجميع الكثير من الأحباط والخيبة والخذلان لان الشعوب العربية كانت تأمل من انعقاد تلك القمم حلحلة لكل مشاكلها العالقة وما أكثرها والأهم من هذا هو الأمل الذي كان ينشده المواطن وهو وحدة الكلمة والصف العربي وتوحيد الرؤى والمواقف وإثبات الذات أما العالم ...ومع الوقت ثبت بما لايقبل الشك ومن خلال متابعة الجماهير العربية لتلك الاجتماعات الهشة الفاشلة وصلوا إلى حقيقة مفادها أن الحكام العرب لايمكن أن يجتمعوا على كلمة سواء أبدا.....وبات واضحا للجميع ان تلك القمم لم تجلب للعرب الا التشرذم والشتات والتفرقة ...والا أسالكم بالله ماذا فعلت تلك القمم أبان قرار الولايات المتحدة الأمريكية في إعلانها الحرب على العراق بدعوى كاذبة بانه يمتلك أسلحة دمار شامل !؟ ترى ماهو دور الجامعة العربية بعد الاحتلال !؟ والأغرب من هذا والأشد قسوة هو أن أغلب الدول العربية هي من سهلت ومهدت لتلك الحرب بل انها ساهمت وبشكل فاعل بإشعال فتيلها !! تلك الحرب القذرة التي ما كان لها ان تقع لولا تواطيء الدول العربية والادهى من هذا كله وكما تبين لاحقا وبأعتراف من الولايات المتحدة الامريكية وعلى لسان أكبر رجالاتها أن الحرب قامت بكذبة وان العراق لم يك يوما يمتلك أسلحة نووية !!! هنا لابد من سؤال يطرح نفسه ؟؟ مالذي فعلته الجامعة العربية بعد هذا التصريح الخطير !؟الجواااب ...لاشيء !!! كان الأجدر بها ان تنعقد فورا وتطلب من الولايات المتحدة الامريكية ان تعتذر وبشكل رسمي للشعب العراقي وليس أميركا فحسب بل كل الدول التي شاركت في الحرب بما فيها الدول العربية بل تذهب لما هو ابعد وهو تعويض أهالي الضحايا والشهداء ماديا وتدفع ثمن تلك الصروح التي هوت والبنى التحتية التي هدمت بفعل تلك الحرب التي لم تسلم منها حتى الملاجيء وما ملجأ العامرية إلا شاهدا حيا على خسة هذه الحرب وغطرستها ....أن مواقف الحكام العرب تجاه العراق تعطي دليلا قاطعا على خيبتنا الكبيرة من العرب ويؤكد فشل مصداقية وعمل الجامعة العربية...ولازلنا إلى الان نحصد الخيبات تلو الخيبات من هذه المنظمة الفاشلة !! نتسائل مرة اخرى ؟؟مالذي فعلته تلك القمم امام ماحدث ويحدث في سوريا وليبيا ...كل فترة نشهد انعقاد للقمة العربية لكن مالذي تمخض عن تلك الاجتماعات !؟ الأوضاع في كلا البلدين كما هي بل من سيء إلى أسوأ فسوريا لم تتنفس الصعداء إلا بعد دخول روسيا على الخط فهي من حسمت الانتصار إلى جانب القيادة السورية والجيش العربي السوري الصامد البطل... اما ما يحصل في اليمن فهو أقسى وأفضع فالشعب اليمني الطيب المسالم مازال يعاني الأمرين من تلك الحرب الخاسرة ( عاصفة الحزم ) التي قادتها السعودية والإمارات وبعض من دول الخليج استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الفتاكة ...مع هذا ما من ضمير عربي حي يسعى جاهدا لايقاف نزيف الدم هذا !؟ فأين دور القمة العربية لما يحدث في اليمن !؟ أما كان الأجدر بها أن تسعى لأن توقف هذه الحرب أو لاتدعها تحدث اصلا لاسيما وأن الخلاف عربي عربي أما كان الاصلح ان تجتمع بكل الاطراف وتجعل لغة الحوار تغلب على لغة القنابل والرصاص خصوصا وأن هذه الحرب لم تكن متكافئة ابدا ..بلد واحد أمام دول !! والطامة الكبرى انهم عرب !!؟؟ فإذا كانت جامعة الدول العربية غير قادرة على حل المشاكل داخل محيطها العربي كيف لها اذن أن تقف يوما أمام تلك التحديات الكبيرة التي قد تواجه الأمة العربية لاسيما وأن الغرب لازالت عيونه على العرب إذ أن منطقة الشرق الأوسط لم تسلم يوما من أطماع الغرب خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وما قواعدها العسكرية المتواجدة في اكثر من بلد عربي إلا شاهدا على ذلك !!!
أعوود وأعرج على مؤتمر القمة الأخير الذي عقد في تونس واقول انه لا يختلف ابدا عن المؤتمرات السابقة....قمة عربية لم تأتي بجديد وحتى القرارات التي خرجت منها غير قابلة للتطبيق ..لكن الذي استوقفني فيها وحسب ما شهدناه عبر التلفاز التي سرعان ماتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك والتي فضحت فيه الكثير من مبعوثي الدول المشاركة حيث كان أغلب هؤلاء يغطون في نوم عميق وكأن المكان محطة استراحة وليس اجتماع لأكبر منظمة عربية يتابعها الجميع وتشاهدها كل شعوب العالم ...ولم تقتصر حالة ( النوم ) هذه على واحد أو حتى ثلاثة بل كان( النيام ) أكثر من هذا بكثير ...وأعطت هذه الحالة صورة واضحة لما نحن عليه الان....وهي أن العالم كله يتقدم وبخطا ثابتة صحيحة ومدروسة يسابق فيها الزمن ونحن العرب كما نحن لازلنا نغط في نوم عميق !!!.لقد ترجمت تلك الوجوه (الناااائمة) واقعنا المزري المخيب للآمال والذي لانقوى يوما على الاعتراف به !! بل نكابر دوما وندس وجوهنا في الرمال كما النعامة ولا نقر بأننا لازلنا نعاني ونعيش الفشل منذ أمد بعيد ...للأسف الشديد الأمة التي كانت خير امة أخرجت للناس باتت الآن كما الجسم المتهاري.. المشلول الذي الذي لايملك إلا الرضا والقبول في أن يعيش مابقي من عمره ضعيفا... ذليلا...تابعا...مهزوزا ....
فمتى نصحو .....متى نرعوي... متى يا أمة العررررب !!؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا