الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية ( العشق ، الرفض ) للمجتمع في المشهد الأدبي

سعاد جبر

2006 / 4 / 28
الادب والفن


تتشكل الصياغة الأدبية في مقومات ولادتها على النص في ضوء مخزون المصادر الخبرية المستقاة من وحي الواقع الأجتماعي وأجواء تشكل جيناتها في ضوء ملكات الكاتب الأدبية ، وبصماته الثقافية على النص وتدور رحى حروفها في حتمية ثنائية التضاد في عكس معطيات مجتمعه على النص في ضوء شيفرات رمزية متنوعة تشكل مقطعاً ناطقاً من لغة المجتمع التي يتشكل فيها الجزء في الكل والكل في الجزء ومضمون ثنائية التضاد تدور في لغة ( العشق ، الرفض ) لجسد المجتمع المتشكل في مرأى مخيلة الأديب ، ولا يخفى أن المنتج الأدبي تتولد من زرع المجتمع في ضوء معادلة التضاد بين وحي الأصالة لذلك الزرع والترعرع في أتون أغصان أعرافه وقيمه ولغته الفنية أو في ضوء حالة الانفصام عن معطيات بيئته الاجتماعية فيأتي فنه الأدبي في ضوء امتداد لمجتمعات غريبة عن زرع أصالة المجتمع في رسمات لغة مبهمة يمكن تسميتها بلغة الترقيع الفني

والجدة الأدبية في لغتها الإبداعية تقتضي التواصل بين سيفونيات رقصات زرع المجتمع الفنية في وحي الأصالة ورياشة الانطلاق والتحليق في أجواء اللانهايات في لغة التأثر والتأثير الفني في السبك الأدبي وتغاريده الجياشة على النص ، في ضوء ثنائية متناغمة متعاضدة بين الأصالة والانفتاح في ولادة الحرف وتلمس روحه التعبيرية على أسرة الإبداع

ومن جانب أخر يسهم المجتمع في مزية تربته الآمنة المشبعة في كفتي المال والمعنى في دفع شحنات البث الروحي المنعكسة في المنجز الأدبي السيال في الإنتاج مادة وجوهرا بين يدي المشهد الثقافي الأجتماعي ، لأن الروح الأدبية هي بمثابة الطفل الوديع الذي يجب أن يحوط بأجواء التدليل والتسامح الأجتماعي من جهة وبأنسام روح التعبير الحرة التي لايختلجها أعاصير الكبت ومشنقة الصلب السادية المتنفذة ؛ إذ أنها تنحر بهستريا مسعورة طاقات الإبداع على النص وتقوم باليات إفناء جيناتها في التخلق ، فتلقى إبداعية الأدب وأدها المشهود في عوالم اللانهايات من ثقافة الصمت

لذا فإن الإحساس بالخطر ولغة الطحن الأقتصادي وآفة الضجر والخوف من كافة لغات الحرمان ، كل ذلك يشكل طاقات بركانية مختزنة تأكل الأخضر واليابس وتقوم بحركة ( وأد ) بشعة للمنجز الأدبي وتشكل روحاً خبيثة صارمة ذات أنياب بشعة في التهديد والوعيد المفروض من النخبة المتنفذة في المجتمع وبالتالي يستحيل أن يتخلق معها أجنة الإبداع بأريحية في النقش على النص والتغريد الحر على أغصان أصالة الإبداع السندسية في بحبحة البوح

والجدير بالذكر أن جماليات تتبع لغة التضاد تتشكل في حقيقة اعتبار الأديب روحاً إنسانية ملائكية الأنسام في التحليق إذ تسافر أناملها مع موكب حروفها الراقصة على أمواج بحار لوحاتها الهادرة في إنشاد لغة البحارة المسافرين إلى هضاب ومنحدرات وعوائق بحر المجمتع الشائك الثري بالمعضلات ولذائد اقتناص ِسفر المغامرات .

ومن هنا في ضوء تلك الثنائية المتضادة فإن ثورة الأديب على مجتمعة واهات رفضه في لغته الأدبية في أشكالها المختلفة نثرا أو شعر أو سبك قصصي مختزل في إيحاءات اقتناصه لحظة ما أو تسمراً في باحة معابد الروايات في سردها الناعس المسافر بعيدا في لغة الحكي والبوح القريب البعيد . كل ذلك يشكل ملحمة سردية عاشقة لذلك المجتمع في جوهرها العميق وان كان نقشها على النص يعكس آهات الضجر والتبرم والثورة الغاضبة ، فلا خلاف أن تلك الثورة الغاضبة في صيحات حروف الأديب واحتجاج سطوره هي دعوة نورانية تحث المجتمع على النهوض من رقاده الكهفي وتشكل نمنمات هرمية تتراكم من تصدعات الحاضر المرفوض والغائب المشتهى لتشكل في نهاية صيحاتها نقطة الوعي في انطلاقة التعبير ووشاح أنشودة عاشقة للمجتمع في وحي لغة الرفض والتضاد .

لذا يعد من السلبية بمكان أن يتخذ الأديب موقف البرود الحيادي تجاه موكب القيم الزائفة والظواهر السادره ومنظومة المتناقضات اللامنطقية والمصابات النازفة الما وسعار التلقائية العابثة المنسحبة من برمجة التفكير الواعي ، سواء تلك التي تشربها منذ نعومة إظفاره او تلك التي تتشكل وتطفح على السطح فتثير الكدر ورمادية النقاء في انعكاس صفحة المجتمع في مخيلة الأديب العاشقة لمجتمعه والتي ترنو لصفحة مبدعة في أبهة الجمال وروعة القيم واصالة الجدة الإبداعية ويقظة الوعي في قوام النهوض في رقصات سيمفونيات حروفه المبدعة وموكب اخيلته الساحرة وشفافية حسه الراقص العاشق فساحة مسرح المجتمع وأدوات برمجته في أنظمته المختلفة وحراك ابنائة النخبة على ساحة العرض وجمهور الحضور في حراكهم المتشكل في لوحة فسيفسائية مبهمة معلومة ؛ كل ذلك يقتضي أن يعكسه الأديب في روحه الإبداعية وفق منظومة رؤيته النقدية في لغة فرشاة نقشه على النص إذ لا خلاف أن الأدب يشكل مرآة عاكسة للمجتمع في لقمة خبزه وقيثارة حريته وخلجات عاطفته وهمسات فكره وطرقات إيقاع الساسة فيه في أنفاس مجتمعه الحاضرة الغائبة وسرمدية تولد هويته من متتاليات مشاهده الاجتماعية على مسرح الحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟