الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفردة السقوط والموروث الشعبي

رائد الجراح

2019 / 4 / 5
كتابات ساخرة


اصدق كلمة يتداولها العراقيون بينهم وخلال احاديثهم عن ذكرياتهم عندما يتذكرون حدثاً ما , فيستشهدون بكلمة تاريخية باقية ذكراها أو تكون نافذة المعنى الى يومنا هذا ولم تتغير مثل كلمة السقوط , فيقولون حصل هذا قبل السقوط او حصل بعد السقوط , فكلمة السقوط بقيت الى يومنا هذا بين شفاه العراقيين يتداولونها وكأنهم واثقون تماماً بأنها تترجم واقع الحال الذي اصبحوا عليه الآن , فهي اصدق كلمة يقولها العراقيون عن حالهم لأنهم منذ ذلك اليوم لم ينهضوا ولم تعينهم اقدامهم على الوقوف وكلما حاولوا سقطوا, فهم في سقوط مستمر ,,,, وهذا لم يكن غريباً على ابناء جيلي ومن الذين مروا بمرحلة قناة الشباب التي اسسها عدي صدام حسين , فنحن نتذكر الجملة التي كانت مأخوذة من اغنية اجنبية مستقطعة تقال بين الفواصل وهي عبارة ( come down ) ورغم ان لهذه العبارة اكثر من ترجمة ,,, منها مثلا اهبط او انزل تحت او اهدأ او انهار , ولكن اقرب ترجمة لها على ارض الواقع كان المراد منها القصد هي عبارة اسقط وافتقر وانهار , وقد حصل هذا بالفعل حيث سقط الجميع في وحل الذل والخزي والهزيمة والعار جراء الأحتلال الأمريكي عام 2003 , ومن جاء من بعد هذا السقوط ليتفرج وينتشي على ما وصل اليه حال العراقيون اصيب البعض منهم بالهوس بالوهم فظنوا بأنهم هم الذين صنعوا هذا السقوط وعليهم ان يحصدوا ثمر اتعابهم من المليارات التي جنوها من ورائه, وقد ايقنوا بأنهم سيبقون ينهبون من هذا المال مادام العراق ومازال ساقطاً وسيبقون ينهشون بلحوم اطفال العراق ما دام العراقيون في سقوط مستمر,,, ولكن معظمنا لم يعرف سر هذا السقوط فقد يفسره البعض على انه نتيجة ما حصل بسبب الحرب على العراق والقضاء على النظام الحاكم فيه , او قد يظن البعض ان سر هذا السقوط هو تسلط هؤلاء العملاء الذين عينتهم ايران بالتنسيق مع الأمريكان ليكونوا حكاماً على العراق وبتنسيق من بعض سادات المرجعية , وكل هذا وذاك صحيح ولكن السر الحقيقي وراء هذا السقوط الذي لا يمكن ان يتعالج بسهولة ويحتاج الى وقت طويل تتبدل فيه اجيال من اجل ان يتغير هو السقوط الأخلاقي , فامريكا حينما ضربت هيروشيما وناجازاكي ادت الى قتل 170 الف انسان ودمرت مدينتين بالكامل , ولكنها لم تستطيع أن تدمر انسانية الأنسان الياباني ولم تستطيع ان تنال من اخلاقيته , ولكن ما حصل في العراق التفتت اليه ايران ووجهت عملائها للعمل عليه وهو تدمير اخلاقية الأنسان العراقي , فمتى ما دمرت اخلاقية الأنسان, حينها لن يستطيع ان يبني ويعمر ما دمر من البنى التحتية , وهذا هو السر الحقيقي للسقوط الذي تعرض له العراق, ومن يريد ان يتأكد فأمامه يوميا الاف الأمثلة والاف الشواهد التي يصادفها ويراها بعينيه , ورغم ان ايران بدأت بتوجيه عملائها منذ البداية على استهداف النخبة من العلماء والأساتذة والأطباء والضباط وبالأخص الطيارين الذين اذاقوا ملالي طهران الويل إذ بان حرب الخليج الأولى, غير ان الكثير من النخب من العراقيين الذين فطنوا الى سر هذه اللعبة الخطيرة التي لعبتها الأحزاب العميلة باوامر من سادتهم في قم فقرروا الهروب من العراق ليسلموا بجلودهم من التصفيات التي كانت تقوم بها ميليشيات ما يسمى بالحرس الوطني الذي كان يستخسر ان يضحي برصاصة لقتل ضحاياه بل كان يستخدم المثقب (الدريل) الذي اخترعه لهم مهندسهم الفطحل باقر جبر صولاغ الذي لقب في وقتها ب ابو الدريل , واخيراً وليس آخراً لا اريد ان اطيل عليكم ما تعرفوه فالحديث ذو شجن ويطول في هذا الموضوع ولكن ما اردنا ان نقوله بصراحة ان ما يمر به العراق اليوم هو عبارة عن حالة مرضية مستعصية لا يمكن الشفاء منها إلا بتدخل من قبل بعض الشرفاء ذوي الضمائر الحية من العراقيين الذين لا يغمض لهم جفن على ما يجري والله المستعان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا