الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذياناات مدينة تحت رق الى روح الماغوط التي راحت ... واستراحت

محمد صبيح

2006 / 4 / 28
الادب والفن


هذيانات مدينة تحت رق " ألى روح الماغوط التي راحت واستراحت"

في التاسع من نيسان " صباحاً قبل الثامنة"
لم تكن مستيقظاً ... إنما
نسبة الكحول في خمرالمساء وجهاز ضغط الدم الذي استعرته من أرملة صديقك التي كفت أخيرا عن خيانته
ساعداك بخير
فكان أن
عادت إليك عادة الاتزان المنسي وشهوة الاستبصار ِ
يا من تعاني ومنذ عشر قرون بتوصيف المختبر المركزي من عدم اتضاح في الرؤية وعشوائية في اتخاذ القرار " وانما تعمى القلوب التي في الصدور"

. كم أنتِ شهية بالسواد هذا المساء يا حبيبتي
وريثما أتأكد من جفاف مائك الملوث بالأنفلونزا سأتيك قريبا
لامجال لإطفاء نارك أيها المتهتكُ ..
فالمدينة تستعر الليلة" بارتفاع أسعار المحروقات والسجائر والكحول"
غدا أو ربما بعد غد سأرفع نسبة الملح في دمك يا حبيبي .. واترك الأزمة الاقتصادية وحرائقها تغفو الليلة في برد سريري ..
وأذا ..
لا آهات تخترق الصمت الشعبي بهذا الليل سوى شهقات " وزير المالية وهو يتعفف " مثل يوسف " في نشرة المساء
وهو يلتهم نخاع المجاميع" مثل ذئبهِ" في عناوين الصباح!
……………………………………….

………………………………
في التاسع من نيسان صباحا قبل الثامنة
كان بائع الكعك شارد الذهن أمام مدرسة البنات الثانوية مقابل مركز الأمن خلف المشرحة الجاثمة كشجرة سرو ٍ تظلل عيادة الأمراض التناسلية المكتظة بالطوابير العقيمة يصدها لولب الحارس وتأخر الطبيب المناوب وضياع الملفات...
والبيض المسلوق ينام مسترخيا عشرين شهيدا في تجاويف الكرتون المغبر أحصيتُ .. ترى ماذا ازدرد الموظفون هذا الصباح يا شاعر النثر المنثور على صفيح المشاعر ال غير شرعية..

حاول تفكيك الرقيب الجاثم فوق كرسي دماغك وابتعد عن السطحية واكتب بوحا جوا نيا .. تخلص من بقايا جراثيم " الديالكتيك الذي نشر وبائه في شرايين روحك كارل ماركس ومحمد الماغوط ... هكذا نصحني الناقد محرر الصفحة الثقافية وهو يلقي بقصيدتي ككرة في شباك مرماي ... نحن حراس ضمير الأمة .. لفتّ انتباهه وأنا اخرج ممتعضا " الضمير من الجملة ... غائب "
..................
..........................
أحاول ترتيب الأشياء
أما آن انتظام المسننات على دواليبها
سأعيد ترتيب البيت الداخلي فإلى متى يربت الفشل على كتفي
ويعطيني درسا " أمري كيا " في فن ممارسة النفط مع ذوات الأرداف الخام ..
أحد المارة يدس منديلا فارسيا في جيبي .. ويختفي
الهي أوقفوا المؤامرة ضدي قليلا لأعيد قرأه " سيرة ابن هشام " ربما أكون قد أخطأت ..
الملم أعضائي
لا يستجيب أحد
قدماي تهرولان باتجاه بائع الأحذية المستعملة .. أبحث عن حذوة وتأكد لطفا أن المرحوم لم يكن بغلا .. أو حصان
يداي تتطاولان باتجاه نهدان اتقي بهما بداية هذا الصيف تصفعني يد الشرطي وعقوبة الرجم للزاني الثيب .. وشيب الأربعين
لامكان للشفوية يا شفتاي سئمت التحريض المريض
إذا بلغ الفطام لنا صبيا " ... نريد تأمينا صحيا له حتى أنت يا لساني يا حصاني لم تعد تنقذ ليلتي
حين اصبح يخذلني كرفيق في المنظمة الطلابية ذاك الفارس النائم على الجبهة اللحمية والمستنكف عن فض الأرض والأنسان
وللغرابة أسناني أيضا باتا لا يطاوعنني أنا الرافض لكل أشكال التمييز اكتشفت وللأسف الشديد بان طوابير أسناني" سنية " رغم أن طواحين ال عقل لدي ومنذ اغتيل " مهدي عامل في أواخر الثمانينات " حسبتها صارت " شيعية " وهكذا صرت أصحو وأبات
على الحلقة المفقودة من سقف الحلق وحماً طائفية تجتاح رأسي والتهابات مذهبية تنخر الأضراس والإحساس

وهاأنذا أحاول للمرة الألف دعوة أعضائي
وللمرة الألف لا املك نصابا لعقد المؤتمر الحركي لا شرقا ولا غربا تخذلني .. تتفلت مني وتمارس فلتانا أمنيا مموها با لتعاويذ والفوهات!
............................
لم يصلني مكاتيب على صندوق بريدي منذ شهرين ونصف
وحده المطر المتأخر في الشتاء الماضي مثل عاهرة تتفقد الفقراء أخر الليل من مدونة زبائنها كان يطرق نوافذ شباكي و ذكرياتي
مطر خبيث يفخخ بمهارة ارهابي ٍ تجمع انفعالاتي
تناصصّت مع " النوَاب" ليلتها نصف زجاجة عرق
ونصف قصيدة ...
أهذا مائك يالله أخيرا
منقوعا بمذابح شعبي
وبرائحة مؤامرة أموية
وبطعم هزيمة علماني عشية فرز الأوراق ب " رام الله " يقال ُ
أيقظكَ عبور مظاهرة غير عفوية باتجاه أماكن صرف التعويضات
وتسلل مقطع أغنية " لل وردة أيام المرحوم بليغ " ويعوض الله يعوض الله ... يعوض الله دي الدنيا لسا بخير ويعوض الله "
فغفوتَ مرة أخرى ...
حسنا سأحاول ترميم السقف الذي أتلفته الرطوبة ومهارة غش الطلاء وجهلي الدائم بالمتغيرات ونسبة الشبق والنيكوتين في سيجارة حبيبتي الأربعينية....
.................................
................................................
صادفتك الشوارع فجأة فانتبهت
كانت رائحة الموتِ تعبق مثل موجز الأنباء في سرير النائمة
وآلاف
الجثث المسكونة بالرعب الأزلي تنهض " من الأجداث سراعا ً " ...
باتجاه العاصمة!


وحدها القطط
كانت تسير ظهرا بدعة وبثقة واضحة
فرغت من ممارسة الحب الجماعي قبل قليل ٍ " عاشت وحدة الفكر والإرادة والعمل " هتف صديقي
فتابعناها وهي تهز مع الريح نشوانة أذنابها
_ حين فاجئنا الصيف هذا العام " في الشارع الممدود ِ وسط المدينة كنا ثلاثة"
واحدٌ نسي أن يفرك عينيه منذ يومين
والأخر كان مليئاَ بغبار حزيران الماضي
وأنا...
أحدق في المارة منتعلا حذائي الشتوي!
ربما استفزتنا عيون العابرين,
ربما بائعو السجائر الصغار...
أو لعلها غزالات الطريق الطيعات..
فرجعنا الى الحانة.... من جديد!
.........................................
..............................
مساءً غلقت المدينة " مثل امرأة ال ذ ل ي ل " أبوابها
ذاب في الملح الرملي بائعو السجائر الصغار
وغفت عيون العابرين
واصطيدت غزالات الطريق ِ
ولا زالت وحدها القطط " تتشبث بما أفرزته صناديق النفايات ِ
و تسير بدعة" وثقة"
واضحة تهز مع الريح نشوانة أذنابها,
…………………………………..
………………………………………………..

في التاسع من نيسان " مساء بعد الثامنة"
عارياَ كيافطات الشوارع كنت تراقب منذهلا ..
تشعل سيجارة بردٍ وتعد الثواني للتوابيت القادمة !

محمد صبيح كاتب وشاعر
ألأردن
[email protected]
رئيس نادي اسرة القلم الثقافي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : فرص الأهلي في الفوز بالبط


.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : لو السوبر الأفريقي مصري خ




.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف