الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض قُوى اليسار تزداد تصدعا وارتماء في حُضن اليمين

محمود الشيخ

2019 / 4 / 5
القضية الفلسطينية



الفساد فكري وسياسي قبل أن يكون مالي،تشهد الساحة الفلسطينية صراعاً فؤوياً من جهة،وداخلي بين المحاور أطرافه ليست أسباب صراعiاً فكرياً أو سياسيّاً في معظمه،بل صراعاً على المكاسب والمناصب،هذه الحالة بدأت منذ بدأ تطبيق اتفاق أوسلو الذى لعب دوراً تخريبيّاً في وحدة التنظيم أي تنظيم وخلق تراجعاً سياسيّاً على مُجمل مواقفها وباتت أحزاباً وقُواها صغيرة بعد أن خرج منها أهم عناصرها ممثّلين في غالبية كوادرها،بِفِعل اختلافهم مع سياسة أحزابهم وتخلّيها تلك الأحزاب عن تمثيل الطبقة العاملة وعن فكرها.
أن تُنكرهذه القُوى لبرامجها السياسيّة،ووقوفها في خندق اليمين بعد موافقتها على اتفاق أوسلو الذى دمّر حُلم الشعب الفلسطيني،وكان سبباً في تعميق الإستيطان ومصادرة الأراضي وتأبيد الاحتلال،حتى بات حُلْمنا في التحرّر والإستقلال بعيد المنال،ثم إنّ ثقة شعبنا في أحزابها وتنظيماتها أصبحت شبه معدومة ناتج عن وصولهم إلى قناعة أنّ اتفاق أوسلو أُسِّس لأعقد مرحلة تمرّ بها قضيّتنا الفلسطينية،وبات الصراع مع الاحتلال معقّداً وأنّ السلطة الفلسطينية تقف عَقَبة كأداة في طريقه،بدلاً من أن تكون أداة كفاحيّة تساهم في تنظيم نضال الشعب الفلسطيني ولا تحتلّ دور ( م.ت.ف ) وتهمش مكانتها وتستدعيها عند الحاجة للتوقيع بإسمها.
كان لاتفاق أوسلو أثر سلبي على حياتنا سواء النّضالية أو الإقتصاديّة والإجتماعيّة،فاستَرْخَتْ القُوى السياسيّة،ولم يعد همّ قادتها توسيع العضويّة ولا تحسين أداء التنظيم ولا تثقيف عناصرها ولا تنظيم أشكال كفاحيّة بل أنّها استغْنَت عن كل أشكال النّضال وباتت مقتنعة بأنّ اتفاق أوسلو هو المفتاح السحري لحل قضيتنا،ويدرك جميع قادتها أنّهم يفاوضون ثعالبة في التفاوض وضعوا نصْب أعيُنهم إيهام المفاوض الفلسطيني ومعه كافّة التنظيمات أنّ إسرائيل تتّجه نحو السلام وباتوا على قناعة بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه وعلى رأسها دولة،ولم يدرك أي منهم أنّ اسرائيل دولة عدوانيه توسّعيّة وأطماعها حتى النيل وهي قاعدة عسكريّة لأمريكا في المنطقة.
وأن أمريكا ليست دولة محايدة كونها تقيم تحالف استراتيجي مع اسرائيل،هذين الخطأين وقعا فيهم ليس المفاوض فحسب بل كافة القوى والأحزاب السياسيّة،ولذلك لم تعد تهتم بأحزابها ولا بشعبيتها ولا بقوّتها التنظيمية والفكريّة وباتت برامجها في سلّة المهملات وأنشطتها الشبابية اسْتَغْنَتْ عنها لأنّه في اعتقادهم باتت الدولة قاب قوسين أو أدنى،لذلك ليخرج من يخرج من الكوادر وتُهدَم لجان الشباب وتذهب سمعة ومكانة الحزب ودوره إلى الوديان لا يهم المهم أنّهم حافظوا على وجود القوى ولو اسميا وإن كان تعدادها لا يتجاوز حمولة (بكاب ) المهم اسمه تنظيم ويتقاضوا مُخصّصات ورواتب وامتيازات وسفريات ومشاركون في اللجنة التنفيذية وأمام النّاس هم قادة،كل ذلك لأنّهم تجاهلوا أهمية بقاء التنظيم قوي في عدده وعقيدته وبرنامجه السياسي،حتى أنّ انهيار التنظيم أصبح سهلاً وقابل للتطبيق.
غير ذلك بعد أوسلو ظهرت المكاسب المادية والامتيازات مع انتشار الفساد حتى داخل تلك القوى والأحزاب نشأت فيها محاور وتكتّلات ليس لأنّ هناك اختلاف عقائدي أو سياسي بينها بل لكلّ تكتّل أهداف تخصّ البعض فيهم وبروز شخصيات اغتصبت الحزب أو التنظيم كون كل واحد فيهم حوله عدد من المؤيدين له لاستعمالهم في مساعدته من أجل تغليب وجهة نظره على الوجهة الأخرى,
صحيح نشأ هناك خلاف بين أطراف تلك التكتّلات بفعل دفاع كل طرف عن مصلحته واختلاف المصالح، أي هو اختلاف مصالح شخصية وليس اختلاف سياسي،وهؤلاء ليسوا معنيين بوحدة قُواهم وأحزابهم بل ما يهمّهم انتصار مصالحهم الشخصية حتى لو دُمّرَت أحزابهم لا همّ لهم غير مصالحهم،والطّامة الكبرى أنّ هذه القوى التى ظهر الخلاف فيها على التوزير وبَانَ خلافهم لكل الناس هم أعضاء في التجمّع الوطني الديمقراطي الذي أخذ قراراً ملزماً لكل مكوناته بعدم المشاركة في الحكومة طبعاً لأسباب تتعلّق بأهمية تشكيل حكومة وطنيّة وليس حكومة فصائليّة،ورغم القرار الملزم إلّا أنّ حزب الشعب وحركة فدا سيشاركون في الحكومة وفدا ستشارك رغم الزلزال الذى حدث فيها باستقالة الأمين العام وعدد من أعضاء المكتب السياسي،ولا يعني ذلك غير أنّ من عمل على تزيف ارادة حزبه مما اضطر عددا من اعضاء المكتب السياسي والأمين العام على الإستقاله،همّ المزيف شخصي وليس الهمّ السياسي والوطني،إنّ هذه القوى والأحزاب مُعرّضة اليوم إن لم تتراجع عن موقفها إلى الانقسام خاصّة أنّ الصراع داخلها صراع مصالح وكراسي،واغتصاب قيادة،وبات من الضروري الإسراع في عقد المؤتمر لِلبَتِّ في قضايا كثيرة على رأسها المراجعة الشاملة لسياسات الحزب وسلوك القيادة للحفاظ على تاريخ الحزب المُعرَّض للإهتزاز والضياع،خاصّة أنّ القيادة الحالية تقف حجر عثَرة في طريق عودة الكادر الحزبي الذى خرج من الحزب احتجاجاً على سياسته التى لا تتفق مع برنامجه السياسي،واستبدله بإتفاق أوسلو.
ثمّ عندما اتفق على تشكيل التجمّع كان الهدف ولا زال أنْ يكون التجمّع قوة ثالثة على الأرض تساهم في فكفكة الأزمة الوطنية التى تعيشها قضيّتنا وحتى تنتهي فترة ضعف التنظيمات اليسارية أو التى تدّعي أنها يسارية،من خلال لَمْلَمة أحزابها وقواها في تجمع لا يستطيع أحد تجاهله أو اللعب في مكوناته كما حصل،وماذا يعني أَن نكون في تجمّع ويقوم كل تنظيم بإجراء محادثات ثنائية مع حركة فتح إذن لا داعي للتجمع إن بَقِيت الأمور كما هي قبل تشكيل التجمّع،ويُعْتبر السلوك هذا مخالفاً تماماً لمعنى الوحدة والتجمع،كان الحزب الشيوعي قبل التغيّر الذى طرأ معني دائماّ في إجراء محادثات جماعية وليس ثنائيه وحريصاً بأن لا تنفرد حركة فتح في محادثات ثنائية مع اي تنظيم خوفاً من الإغراءات وقد نبّه الحزب عن ذلك في محادثات إعادة اللحمه ل (م.ت.ف) في الجزائر رغم التنبيه لذلك حينها جرت محادثات ثنائية،واليوم حزب الشعب وفدا يخرجون عن الإجماع،فلأي مستقبل يقودون أحزابهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار