الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمون في سوريا والحوار المطلوب

محمد زكريا السقال

2006 / 4 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تلازم تصاعد النهوض الإسلامي في المنطقة مع انهزام الأفكار التي سادت ابان المرحلة الماضية وكان نتاجها ما نراه من استباحة المنطقة وتهميش إنسانها والإرتداد بها الى مرحلة نختصرها بالممالك واقطاعيات العوائل والطوائف. هذا مما طرح أسئلة على المدارس الإسلامية وعلى النخب العلمانية لايمكن الإستهانة بها والقفز عنها. حيث أن الجميع متخندق في خندق التغيير ويريد الخروج من حالة العزل والحصار والتدخل والتفتت. نورد هنا الواقع السوري كحالة خاصة بحكم أن التيارين الديني والعلماني متفقان على عملية التغيير الديمقراطي في سورية ويجتمعون معاً تحت سقف اعلان دمشق وهذا بحد ذاته خطوة متقدمة ومهمة لسببين
الأول لأنها تتوخى استحضار مناخاً مهماً لإنتاج الحلول وعقد الإتفاقات عبر الحوارات المشتركة بما يعمل على استخدام العقل المغيب والجدل البناء في عملية التغيير .
والثاني إنتاج العقد الإجتماعي الذي ستتمخض عنه هذه الحوارات ، دستور، مفاهيم وقوانين الخ.
إلا أن المتتبع لسياق هذا المناخ يجد نفسه أمام بدايات لنقاش مستور محكوم ومغلف بالكثير من الباطنية أو لنقل التحفظ.
مازال الحوار المرتقب يراوح مابين عقلية المناورة والتأجيل ، ومرده حسب ما أعتقد الى عدم الجرأة الكافية لإجراء مكاشفة واضحة والتعمق في إدارة حوار يحدد ملامح المرحلة المقبلة من العمل المشترك ، وعلى الرغم من أننا نمر بظرف مثالي فلأول مرة منذ زمن تجتمع هذه القوى المعارضة في إطار جبهوي يوحد جهودها . هذا الظرف المثالي تحقق بالتفاف هذه القوى معاً حول اعلان دمشق والذي من المفترض أن يتحول الى مكنة لإنتاج الأفكار والمفاهيم وأن يصيغ آليات عمل مشترك . من هنا نقول أن الظرف مثالي للدخول في نقاش منفتح وجريء.
وحيث أنني أعتقد أن واقع المعارضة السورية غالبا ما يسبغ مبررات يجعل الجميع يقفز عن الأساسي والمهم باسم المرحلي والتكتيك بقصد أو بغير قصد ؟ بمعنى آخر، ان مرحلة النضال المشترك للتغيير الديمقراطي في سوريا هي مرحلة انتقالية مما يوجب إرجاء النقاش في قضايا تتجاوز التحالف المرحلي ، بما يعني الابتعاد عن الإنفتاح على المفاهيم والأفكار والخوض في تفاصيلها. علماً انه من الواجب طرح الأسئلة والأفكار، الشائك منها والمعقد لنقاشها في فضاء رحب .
جل هذه الأسئلة تخص الإخوة الإسلاميين من واقع شراكتهم بعملية التغيير وهذا حق العقل الذي نود أن نستخدمه بهدوء بعيدا عن الإنفعال ، خاصة أنها المرة الأولى التي يقتربون بها من مفاهيم حوربت من قبلهم لعقود طويلة ، بل واعتبرت بضاعة مستوردة ، مفهموم المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والديمقراطية ، هذه المفاهيم كانت تعد غريبة عن واقع الحركة الإسلامية. لذا من حقنا أن نحاور اخوتنا خاصة المدارس السياسية الإسلامية وأخص إخوان سوريا بالذات ونستفسر بصدق عن رؤاهم ووجهات نظرهم لإيجاد القواسم المشتركة للتعايش في وطن نريده ديمقراطيا .
إن توجيه السؤال للعلمانيين عن رأيهم في مسألة الوطن والدين والمعتقد ، فالقضية واضحة بالنسبة لهم وسيجيبون ببساطة بأنهم مع وطن للجميع ومع حرية المعتقد شرط سيادة القانون المدني على الجميع . لهذا فهم مع علمانية الدولة وفصل الدين عنها بمعنى كف الدين عن أن يكون مصدر التشريع ومصدر الحاكمية. هذا الموقف ليس جديدأً على العلمانيين ، الجديد هو أنهم والإسلاميين يتحالفون ويناضلون من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا . وقد شكل العلمانيون سبقاً في نضالهم أجل رفع الحصار الذي فرضه النظام على الإخوان المسلمين "كجماعة ارهابية مارقة" ، وهذا النضال ليس من أجل الإخوان بل من أجل حديقة الديمقراطية التي يجب أن تتسع للجميع. لهذا هم يكافحون الآن من أجل اسقاط المادة 49 التي تحكم المتهم بالإنتماء للإخوان بالإعدام معتبرينها عارا يجب الخلاص منه والقضاء عليه. إلا أن السؤال الذي ما زال يلح ما هو موقف الإخوان من سيادة القانون المدني وعلمانية الدولة وفصل الدين عنها؟
لهذا فالأسئلة المهمة هي التي يتوجب توجيهها لهم ، مثلا إذا تحققت الديمقراطية واستخدمت صناديق الإقتراع التي ينادي بها الجميع وفاز الأسلاميون ، كيف سيحكمون؟ وما مرجعية تشريعهم ؟ كيف سيتعاملون مع الأقليات ؟ بالجزية مثلا !!
ما هو حكم المرتد ؟ ما هي حدود الإجتهاد عندهم؟
هل مسموح للجميع الخوض بقضايا الدين من أجل اصلاحه أو دراسته خارج مفاهيم المؤسسة الدينية أم هو حكر على أإمتهم وشيوخهم ؟
هل سيقبلون بقانون ودستور مدني أم سيطبقون الأحكام الشرعية ويفرضون حاكمية النص على خلق الله ؟
أسئلة كثيرة لاشك مطلوب الخوض بها ، بل من الضروري التعاطي معها من الآن. بمعنى فتح ملف العقد الاجتماعي ( الدستور) المقبل ومعالجة مواده وإلا سنقع بالمحذور ويحكم عملنا مبدأ التقية والباطنية وسنبقى نكتب مقالات تبدأ ب ماالسر وراء !!! أو تنتهي بمناورة أم مسايرة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف