الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضور لا يضاهيه غياب

حكمت الحاج

2019 / 4 / 6
الادب والفن


يسير في الظن للمتلمس أبعاد حياة قاسم محمد عباس انه ابن كتب وثقافة وكلمات، وذلك بالنظر الى جم الآثار التي  تركها خلفه بتنوعها من القصة القصيرة الى الرواية الى المسرح الى البحث الى التحقيق وليس انتهاءا بالكتابة التأملية والمقال الصحفي والتعاليق النقدية هنا وهناك ما استطاع اليه سبيلا. ومَن غيره الأجدر بهذا الوصف وهو الذي أوقف حياته على الفكر محرابا وطريقا؟ لكن مهلكم، فقاسمنا هو ابن حياة وأكثر، بل هو ابن الحياة بلحمها وعظمها ودمها الذي يسيل على جوانب الشرف الرفيع بالانتماء الى بني البشر. دعوني أقول لكم بشيء من الجزم والحزم إن قاسم الذي عرفتموه هو قاسم الآخر الذي عرفتموه لو كنتم أنتم غيركم. كان مولعا لا بل ماهرا في لعبة الأقنعة الصينية، كما كان سيدا في تعميم مبدأ التقية، ولم يكن ليجد أي ضير أو تضارب في هذا مع نشدانه الأبدي لقيم الحداثة الكونية في تجلياتها المعاصرة ولعل من أهمها عذابات الاغتراب والتشيؤ وعدم الاندماج. نعم، لقد تعب وظهر عليه التعب في أشهره الأخيرة وأعتزل ما أمكن له الاعتزال دون المساس بذلك الخيط الرفيع الذي كان يشده الى بعض الحياة وبعض الناس ولكنه في كل هذه وتلك كان وفيا الى نفسه فقط مع أقل عدد ممكن من المساومات وهذا ما أوقعه في طين التعب، وعندما أزف الوقت للرحيل كان قد قال مع نفسه كلمته الأخيرة. فاذهب حاضرا وكن غيابك يا قاسم الفرح الشجي مثل موسيقى كنت ترددها بفمك في ليالينا الجميلة ذات بغداد.
(حكمت الحاج - تونس)
------------------------------
عطورات السهروردي المقتول
- شعر: حكمت الحاج -
وصلني نعيك
بعد صراع طويل مع
الغيلان في الفلوات الوحشية
صديقي المفكر العراقي والباحث
المحقق في التراث الغنوصي
قاسم محمد عباس
تغادرنا إلى مثواك الأخير
بعد إسهاماتٍ ثَرَّةٍ في
إغناء العقل العربي
وتغيير الذائقات
وصلني اليوم نعيكَ
صديقي قاسم
فلترافقكَ أصواتُ أجنحةِ جبرائيلَ
ولتؤنسَ وحشتكَ في الطريق
عطوراتُ السهروردي المقتول
أنت الآن قوي بما يكفي
لتنساق التلال شفافةً وراءك
ولتعبقَ الأحلامُ جنبكَ
مِسكاً وطِيبا
اذهبْ ضائعاً
في لهاث الفكر
ضالعاً في هواء المطابع
واخرجْ من الأرض
كما دخلتها مرتين
اذهبْ وحيداً
كلنا معكْ
ولتشهدْ بغدادُ
عمقَ محبتنا!
  ------------------------------
كلمة وقصيدة مني قيلتا بمناسبة مرور عام على رحيل الكاتب والباحث والمحقق التراثي والناقد قاسم محمد عباس في حفل استذكاره في بغداد يوم 5 أبريل نيسان الجاري وقد قرأ مشاركتي هناك الصديق الكاتب المبدع د. نصير غدير مشكورا، كما ان الشكر موصول للصديق المثقف المحقق حسين محمد عجيل على تفضله بدعوتي للمساهمة في الحدث المميز للوفاء. شكرا بغداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال


.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف




.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل