الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احمد اسماعيل ملكاً

ابراهيم زورو

2019 / 4 / 7
الادب والفن


كلما رأيته! انتابني موجة بكاء رغم أني حاولت أن استهدي إليه لم أر إلا استفساراً واحداً طفولتة التي عاشته في الحي الذي كان فيه من المشاكل يكاد المرء أن يستغرب ليقول سيخرج من هذا الحي كوردياً تعلم لغته بعد أن أجتاز عشرين عاماً، انظروا إليه جيداً أنه يعرج على لغة واحدة، وسيكون له بصمة على المسرح العربي! وسيتعلم لغته الأم أي الكوردية ولن يبرحها شعرة واحدة وستكون تلك اللغة أساساً يرتمي عليها بكل ثقله وعنفوانه، أنظروا إليه جيداً أنه يثأر من نفسه، اسرته، اخوته والده الذي رحل باكراً، إنه يبكي حنيناً إلى المستقبل ليكون لوحده حزباً ولوحده اسرة مؤلفة من مفردات جميلة كجمال مسرحياته وشخصياته، احمد اسماعيل ليس هادئاً كما يظهر من شكله الخارجي في داخله بركاناً لا يهدأ عندما يتعلق الأمر بشعبه الكوردي، فالذي يحركه قوميته وليست ابطال مسرحيته، انظروا على شمدينو جيداً أنه بارعاً في القتال من أجل الحق! أنه يقاتل كل ذي عاهة جبارة، شمدينو قد يغفر لك نهفاتك من هنا وهناك ولكن أياك أن تقترب من أخلاقه! ترى هل يمكننا القول أنه هو احمد اسماعيل ذاته بمعنى ما؟! أصلاً لماذا احمد اسماعيل يكتب للاطفال فقط؟! ربما يثأر من طفولته ويعطي لشخصياته الحب والحنان والغنى الفكري والمعنوي الذي حرم منها طيلة حياته! يذكرني هنا بـ"كيركجورد" الفيلسوف الوجودي عندما قال عن والده أنه رمى بكل ثقل أفكاره عليّ وهو طفل صغير، وهذا شأن كاتبنا الجميل الذي فتح عينيه على صورة ملا مصطفى البرزاني المعلقة على جدار غرفتهم من قبل والده ليقول له أن تحبني يعني أن تحترم صاحب هذه الاسطورة الكوردية وكان عمله الاول حول هذا الرجل الذي أحبه والده كثيراً. اعتقد بأنه قد دفع ثمن عمله الأول لكنه لم يرف له جفناً فهو كان ومازال على استعداد أن يدفع ثمن ذلك في سبيل موقفه، احمد اسماعيل لا يعرف أن يتراجع عن مواقفه!.
في مسرحيته "ذنب الحصان" يكون الحمار حماراً لأنه لا يفهم ودائم الأستفسار؟! والمرء يرتاح لهذا العمل على أن الحمار غبياَ لا يفهم رغم أن الصبر من شيمته وهو سمة العقلاء أيضاً، ولكن في "توبة الثعلب" يظهر الحمار على أنه ذكياً، قد نجد له سبباً بأن الحركة هي التي تسود على الحياة، أهو سكوت عن الحق؟! أم انتصار للحق هو ما يجعل الحمار حماراً، رغم أننا بالأفعال يمكننا أن نوصف الفرد على اعتبار أن العمل هو محك اساسي للحياة؟! جملة من الاسئلة تنتظر التفكير حتى لو كان الأمر بعيداً عن متناول الفكر؟! أن تفكر يعني أن تكون هويتك ليست نفسها وخاصة عندما يتعلق الأمر بمصلحتك الفردية و الجماعية كوجود؟! رغم أن الموضوع يبدو من حيث الاساس واحداً وقريباً من بعضهما في مسرحيتي "ذنب الحصان" و"توبة الثعلب" حيث أن الثعلب يظهر على أنه ثعلباً في مسرحيتين بينما الحمار ليس هو نفسه، والديك يأخذ مكان الحمار في مسرحية "توبة الثعلب"! والمعروف أن الثعلب هو عدو مباشر للديك! هذا التحويل في البنية يجعلنا أن نفكر في واقعنا السياسي؟! فالعدو واحد بينما الموقف منه ليس موحداً؟! أو قد نفكر هل الخوف وهو- شيء شائع في حياتنا- الذي يجعل تفكيرنا مشلولاً؟ عندما نفكر في الخوف كمادة وليس في اسبابه فالموت أفضل طريق للخلاص؟! وهل سيقول احمد اسماعيل للاطفال لا شيء يبقى على حاله كونوا حذرين! فعندما نفقد وظيفتنا في الحياة لا يهم أن نكون أي شيء؟! والحمار كان مسؤولاً في "توبة ثعلب"؟ بينما كان فرداً غبياً مع ديك في "ذنب الحصان"؟ كون الحصان قد اخذ دور الحمار؟ عندما صدق من مكر الثعلب وذكاء الذئب؟ بينما أصبح الديك يشك في هذا المنحى؟ وهو ربما دور وظيفي؟ عندما تشارك العدو لضرب اودلا عمومتك؟ من المعقول جداً أن احمد اسماعيل يلعب بأوتار التورية "اسمعي ياجارة الحكي الك ياكنه"!! حيث يذكرني هذا التبدل في شخصيته المسرحية، العلاقة بين المحقق والسجين، حيث أن شخصية المحقق –على علاتها- تبدو مسيطرة على شخصية السجين عندما يتناوله بأقذع السباب وهو يكاد يكون موافقاً مع المحقق ضد نفسه رغم علمنا أن المحقق لا يستطيع أن يبت في أمر السجين بينما يراه السجين أنه شخصية محورية؟! وهل نذهب إلى أبعد من ذلك لنقول هو شأن الأنشقاقات في الحركة الكوردية وحيث يكون الأمين العام هو الشخصية المحورية في الحزب وانشقاقاته!.
ما دفعني إلى كتابة هذه المقالة- التي تبقى ناقصة حول الكاتب احمد اسماعيل- هو منشوره اليوم على الفيسبوك! حول مشادة كلامية بينه وبين المحاضر على خشبة المركز الثقافي بقامشلو الذي سخر من المسرح الكوردي، هنا لم يفوت كاتبنا الفرصة ليدافع عن المسرح الكوردية بكل عنفوانه وكاد أن ينسى ذاته الثقافية ليكون كوردياً سياسياً، وأنا قد ملكني الخوف إزاء ما قاله! بينما المحاضر قد خاف هو أيضاً ولم يتحرك ساكناً في الدفاع عن نفسه؟! عندما خرجنا من المركز الثقافي بعد انتهاء المحاضرة، وبوقت قصير أتصلت به زوجته ام ميران لتقول له بأن الأمن يسأل عنك؟! يبدو أن الامن قد جاراه في جوابه للمحاضر. بينما أحد قيادي الحزب كان يطالب ويرشد احمد بأن لا يتنازل عن كورديته؟! فالحمار أصبح يبدل كلامه عند أي استدعاء أمني. هذا الرجل يجسد في نصوصه للصغار بينما المعنى لنا نحن الكبار، رغم أنه لم يكن حزبياً ولكنه كان سفيراً للكورد في كل مكان يزوره، أنظروا إليه جيداً أنه يثأر لذاته ضد واقعه الذي كنا للاسف نقول عنه هو الحياة، احمد اسماعيل يبقى غنياً عن التعريف في المستوى الاقليمي بينما فقيراً بالمعنى المعنوي والثقافي بين شعبه وهو شأن أغلب الكتّاب المشهورين في مجتمعاتهم، رغم أنه لم يفوت الفرصة إلا كان سباقاً لمساعدة المسرحيين من بني قومه كما لوطنه سوريا ككل، والجميع من حوله يعتدون على قلمه وثقافته وتجربته في المسرح من حيث الممارسة والنظرية، لك كل الود صديقي الجميل!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي