الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم القتل في بلجيكا .. الطرق الداعشية تثيرعلامات التعجب

كاظم الحناوي

2019 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



أثار قيام أم بلجيكية بقتل ابنها البالغ من العمر 11 عاماً بفأس أثناء نومه، وتوجهها الى غرفة ابنتها البالغة من العمر 15 عاماً من أجل قتلها أيضاً، إلا أن هذه الأخيرة تمكنت من الفرار واللجوء إلى منزل أحد الجيران.وكذلك العثور على جثة مدير بلدية مقطوع الرأس بسكين كبير من قبل شاب يبلغ من العمر 18عام يبين استخدام المجرمين لطريقة داعش في القتل والتنكيل.
فيما عاشت منطقة (بربانت فلامان) حادث مرعب لم يسبق له مثيل حين انتقل رجال المطافئ الى منزل في منطقة برابانت فلامان بعد ورود بلاغ عن وجود جسم غريب يحترق فوجدوا جثة فتبين انها لطفلة تبلغ سنتين ونصف مفحمة في شواية.
وفي محاولة لتفسير جريمتها، قالت المرأة: إنها شعرت بالخوف من الموت بسبب المرض، مشيرة إلى أنها ارتكبت فعلتها لتجنيب أطفالها العيش، فيما قال الشاب انه قتل عمدة مدينة موسكرن لانه تسبب بفصل والده من العمل . الجريمتان اثارتا استياء المجتمع البلجيكي لتعيد الى الاذهان مسلسل حوادث التي يبثها داعش من خلال شبكة الانترنيت.
ولعل الاستياء والشجب لم تعد هي الوسائل الوحيدة المتاحة امام هذا النوع من الجرائم التي يكون بها الجاني من داخل الاسرة بل ان الامر تعدى كل هذا ليضعنا امام علامات تعجب مهمة من قبل الجميع لماذا ترتكب هذه الجرائم وبهذه الطريقة البشعة داخل المجتمع البلجيكي رغم كل ماينعم به المجتمع من رفاهية وحماية اجتماعية تحت حكم حكومة ديمقراطية؟
وما هي الاسباب التي تدفع ام ان تقتل اولادها ؟ وشاب يقطع رأس عمدة مدينته بسكين في مقبرة المدينة؟
وصور الجريمة اكثر بشاعة ولا يمكن تقبلها خاصة وان تحدث داخل نطاق الاسرة ومن قبل اشخاص لا يمكن تقبل، انهم قادرين على ارتكابها بحق ابنائهم او امهاتهم او ابائهم اومسؤوليهم؟.
يقول المختصون انه لا يمكن الفصل بين تفشي ظاهرة العنف التي يشهدها العالم وبين نمو وتفاقم جرائم القتل، فهذه الأخيرة هي عبارة امتداد طبيعي لعملية استسهال الممارسات العنفية بمختلف أشكالها وفي كل الفضاءات الاجتماعية، فالعنف في مفهومه السوسيولوجي هو سلوك أو فعل اجتماعي يقوم به الفاعل الاجتماعي أثناء تفاعله مع الآخرين أو تجاه نفسه، وتكمن حدة خطورة الظاهرة العنفية عندما تصبح مجرّد سلوك تقليدي لا يثير الاستنفار الاجتماعي أو عندما يخرج من دائرة السلوك الاجتماعي الانفعالي ليتحوّل إلى سلوك اجتماعي تقليدي (على حد تعبير ماكس فيبر الذي قسّم الفعل أو السلوك الاجتماعي إلى ثلاثة أنواع هي: السلوك الاجتماعي الانفعالي، والسلوك الاجتماعي التقليدي والسلوك الاجتماعي العقلي).
فقد نبهت العديد من التقارير الدولية إلى خطورة تفشي وتفاقم جرائم القتل بعد صعود نجم داعش والقاعدة واعمال العنف التي صورت وعرضت للمشاهدين واعتمادها على تجارة المخدرات وبثها بين الشباب لتمويل نشاطها الاجرامي فقد أكد مثلا التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (الدراسة العالمية حول القتل) أن جرائم القتل عرفت ارتفاعا منذ أواسط العام 2011، وأشار إلى أن عدد ضحايا جرائم القتل العمد في جميع أنحاء العالم عام 2012 بلغ ما يقارب نصف مليون ضحية، وأشار التقرير إلى أن 15 في المائة من جميع حالات القتل ناتجة عن العنف المنزلي الناتج عن الاحباط والادمان على المخدرات.
فيما قال الاطباء ان المرض النفسي يلعب دورا مهما في ارتكاب مماثلة لجرائم داعش كجنون العظمة والغيرة القاتلة والفصام حيث يتصف من يرتكبون مثل هذه الجرائم بالعدائية وعدم القدرة على السيطرة على النفس الى جانب كونهم شخصيات ضد الاجتماعية المتصفة بافكار العظمة وعدم احترام الذات والاحباط والعزلة الاجتماعية.
وبينوا ان اضطرابات الشخصية تشكل ايضا عوامل خطورة مهمة في حدوث الجريمة كالكرب المرافق لاحداث الحياة كالازمات المالية او الخلافات الزوجية والتفكك الاسري والشعور بالرفض من قبل افراد الاسرة الاخرين خاصة الكرب الناتج عن المعاناة من الامراض المزمنة او ظروف المعيشة الصعبة بسبب الفقر والبطالة معتبرا ان هذه الاسباب وغياب التشخيص المبكر للمرضى النفسيين وعدم كفاءة الاستجابة المتعددة القطاعات المقدمة لهم تؤدي الى وقوع مثل هذا النوع من الجرائم.
ويقول علماء الاجتماع ان الجماعات المسلحة على غرار داعش تستخدم العنف كثقافة بناءا على مذهبا المبني على الغاء الاخر ومنع حقه في الحياة مشيرين الى انه في علم الاجتماع عادة مانتحدث عن مجتمع الصورة.. الصورة التي تؤثر في الانسان وليس العنف اليوم سوى صورة ...صورة قد تظهر ذلك بالخصوص مع تزايد اخبار العنف وعدم الاستقرار مع سهولة الوصول الى رؤية الرؤوس المقطوعة والجثث المنكل بها.
وهي صورة مع تكرر تعرض مستخدمي الانترنيت لها بشكل كبير في السنين الاخيرة، حيث ان مشاهدة جرائم داعش يؤدي الى التجرد من الانسانية وممارسة السادية الى جانب ارتفاع الحقد الاجتماعي والتشكيك في كل شيء واليأس مما يخلق مناخا نفسيا يعزز الجريمة والعنف. ان ما لاحظناه في جرائم بلجيكا التي حدثت بالاسبوع الماضي هو طريقة القتل الشنيعة والقسوة الكبيرة التي لاتحدث الا من خلال افعال داعش الارهابي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية