الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يغيب القانون يتفشى الظلم

عدنان جواد

2019 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية




عندما يغيب القانون يتفشى الظلم
الثقافة المتجذرة في مجتمعاتنا والسائدة لحد يومنا هذا، هي الرجولة والشجاعة والبطولة ليس في احترام القانون وإنما في اختراقه فالسارق في مجتمعنا غير محتقر كما عند الدول المتقدمة، والذي يتحايل على القانون ويتجاوز يعتبر شجاع، وعندما يجمع المبالغ الكبيرة يصبح صديق لصاحب السلطة فالمال والسلطة وجهان لعملة واحدة، اما المواطن البسيط الذي يحترم القانون فهو يعيش الظلم و الذل والهوان، فهو مرة يموت من اجل الدين هو او اولادة ، او يموت من اجل الوطن فهو شجاع ومضحي ووطني، او يموت من اجل الزعيم او القائد فهو رجل مطيع وموالي، وإذا مات بسبب الاهمال او التقصير من قبل اذرع السلطة، كما حدث في عبارة الموصل تصدر السلطة البيانات وتابن المفقودين ولا تستطيع ان تحاسب المقصر، لقد انزل الله تعالى الدين من اجل خدمة الانسان وحفظ كرامته بحيث جعل حياته مقدسة ، بينما هم يضعون الانسان وكرامته وحياته في خدمتهم ، فيبقون الجهل متفشيا كي لا يقف بوجههم مطالبا بحقوقه ومتسائلا لماذا انا اموت وهم يعيشون ولماذا انا اعيش الذل والفقر وهم متنعمين بالخيرات التي لي فيها حصة لو تم توزيع الحقوق لأصحابها ما اتخم المسؤول وملئت قاصاته وزاد عدد عماراته وان اعيش في خربة لاتسكنها حتى الحيوانات.
واضح جدا ان القانون وحده من يستطيع تنظيم حياة البشر، فعندما يغيب القانون الكثير من الناس يتصرفون كما تتصرف الحيوانات، دائما نردد كيف تعيش الناس في الدول المتقدمة الحياة الكريمة ويحصل كل ذي حق على حقه، وفي الدول المتخلفة تهضم الحقوق ويعيش الكثير بالبؤس والشقاء، وليس بسبب صاحب السلطة بل من بعضهم البعض ، فهل قلوبهم مليئة بالرحمة والحنان ونحن قلوبنا مليئة بالأنانية وجمع المال والسرقة، فلماذا يحترمون بعضهم البعض ولا ينتهكون حقوق الاخرين هل هي فطرتهم السليمة ؟ الحقيقة انهم لم يخرجوا من بطون أمهاتهم بسلوكيات مستقيمة وإنما القانون والتربية الصارمة في احترام النظام هي التي جعلتهم أسوياء، فحتى من في قمة الهرم من الحكام يحاسب بمجرد ارتكابه اي مخالفة وعندما يغادر منصبه يستدعيه القاضي ويرمي به بالسجن اذا ثبتت عليه تهم استغلال السلطة لإغراض شخصيه بينما عندنا وبعد ان يترك المنصب اذا لم يمنح مكان خاص يحصل من خلاله على الاموال من الدولة فهي غنيمة، يذهب الى تلك الدول فيعيش في شقة فارهة التي اشتراها بأموال غير مشروعة بل مسروقة، من دون ان يتجرا احد على مسألته بقانون من اين لك هذا، فهم ينهبون خيرات البلاد وحقوق العباد في كل دقيقة وثانية وأمام الانظار وفي وضح النهار لان القانون غايب او بالأحرى مغيب قصرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عراقجي: إيران قادرة على إصلاح الأضرار اللاحقة بالبرنامج النو


.. طائرات مسيرة أوكرانية تقصف مصنعا في إيجيفسك الروسية




.. دونالد ترمب: آمل أن تقبل حماس هذا الاتفاق لأن الوضع لن يتحسن


.. فتح تؤكد ترحيبها بأي صفقة تنهي حرب غزة




.. -خدعونا لـ40 عاما-.. ترمب يستبعد تمديد الموعد النهائي المحدد