الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زائرة منتصف الليل 2

سمير هزيم

2019 / 4 / 7
الادب والفن


قصة قصيرة
زائرة منتصف الليل
في ليلة من ليالي 1976 كانت ليلة ممطرة والسماء متلبدةً بالغيوم .. في سكون يخرقه صوت الرعد و اضواء البرق المخيفة، كنت انذاك مدرسا في احدى مدارس ضواحي حلب ... وفي تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل وقفت على النافذة اتأمل ذلك المشهد المثير .. شاهدت امرأة تمشي وحيدة في الطريق وهي خائفة تشعر بالبرد الشديد، بدت لي انها تبحث عن منزل تلجأ إليه حتي تدفئ نفسها وربما تبحث عن شئ تأكله .. قفزت من النافذة واضأت المصباح الخارجي وعدت الى النافذة اراقبها ... يبدو انها شاهدت الانارة في منزلي ... مشت الامرأة إلي أن وصلت إلي المنزل، اقتربت من باب المنزل بحذر ثم دقت الجرس عدة مرات، فخرجت لها
سألتها : ماذا تريدين أيتها الغريبه ؟
ردت : أنا تائهه و اشعر بالبرد الشديد وتتمزق أحشائي من الجوع، فهل يمكنك أن تضيفني هذه الليلة وسأذهب بمجرد طلوع الشمس صباحا ؟
قلت لها : تفضلي .. دخلت المرأة الغريبة إلي المنزل فشعرت بالطمأنينة والدفء ، ذهبت الى المطبخ أحضرت لها الشاي الساخن والأكل، وجلسنا معاً نتحدث وكانت جلسة ودية .
لاحظت الغريبة أنني أسكن وحيداً بدون زوجة او أولاد أو حتي خدم، لا شئ سوا انا وكلبي فقط، أعطيتها بالطو حتي ترتديه .. اشرت لها الى غرفة ...
قلت لها : خذي هذا ليبقي معك ونامي هنا حتي يطلع الصباح،
قالت لماذا لا ننام في سرير واحد .. اكثر دفئاً .. صفنت في طلبها ثم وافقت ..
فرحت المرأة الغريبة كثيراً وشكرتني ثم ذهبنا الى السرير وغطينا في نوم عميق .
في اليوم التالي استيقظت نظرت الى جانبي فلم اجدها .. ثم اتجهت الي الغرفة التي عرضتها للسيدة الغريبة في الليلة الماضية ان تنام بها فلم اجدها ، بحثت عنها في جميع غرف المنزل ولكن لم اجد لها أى أثر ... قلت في نفسي : من المؤكد أن السيدة قد شعرت بالخجل وذهبت باكراً قبل أن استيقظ من نومي ..
في ذلك اليوم كنت مدعواً لزيارة متحف حلب الوطني لحضور معرض صور أثرية قديمة جداً .. من مئات السنين ...
ذهبت إلي المتحف وأخذت انظر بين الصور وأتأمل هذا التراث الرائع .. ولكن بين الصور وجدت شيئاً عجيباً جداً .. جعلني اتوقف في مكاني مدهوشاً، لقد وجدت بين الصور صورة السيدة التي باتت عندي الليلة الماضية ..
أتجهت سريعاً إلي أحد القائمين علي المعرض وسألته : من تكون صاحبة هذه الصورة ؟
أجاب : هذ سيدة متوفاة منذ أكثر من 200 عام ..
قلت له والصدمة مازالت تسيطر علي : كيف هذا ؟ ! لقد زارتني أمس في منزلي ونامت عندي الليلة الماضية...
قال المسؤول في بساطة بدون اهتمام : من المؤكد أنها سيدة تشبهها لا أكثر .. وقد اختلط عليك الأمر ..
أصريت علي كلامي فأنا متأكد تماماً من شكل السيدة .. حتي هناك علامة علي وجهها قد لاحظتها بالأمس وهي موجودة في الصورة بشكل واضح .

تحت الصورة وجدت عنوان مكان قبر صاحبة الصورة المدفونة منذ أكثر من 200 عاماً ..
ذهبت مسرعاً إلي المقابر لاعرف حقيقة ما يحدث وقد تملكني الخوف، عندما وصلت إلي القبر المقصود .. وجدت مفاجأة لم اكن اتوقعها على الأطلاق ..
لقد وجدت البالطو الذي أعطيته للسيدة بالأمس موضوعاً علي قبرها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??