الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أوراق السجن 2

جوان يوسف

2006 / 4 / 28
أوراق كتبت في وعن السجن


ويسقط عاليا / من أوراق السجن 2/
/ إلى مها فراشة وريم رحيقا الفرح قادم /
توسد الصوت بلهفة ، حينما بدأت ثلاث كلمات باردات تتدحرج من فم السجَان0000أتوا أهلك زيارة 0
استمع بعمق إلى تردد العبارة المحمولة على أكتاف الوجع ومضى يمتطيه الفرح حتى حدود التعب، يتخلله تواثب الشوق في الشرفات العالية 000إشتعل قلبه كنرجس الغابات في الأيام الماطرة، وبدأ اللقاء يتهجى كتركيب الماء ألفى بها تحت أبهره لترتعش الحياة في صياغة جديدة لذاكرته، وسط الضباب الممدد في ساحة الوطن ممزوجا بشوق في زمن وهمي تتواصل فيه ألاغاني الغائبة، في البحث عن وطن لااسلاك فيه 0
بدأت غيمة الذاكرة تُهطل أفكارها الربيعية على أرصفة جسده المتعفن من الضباب الملفوف به، أََلَََف أغنية ولحنها عن زمن القمع والعذاب الدائم في كيانه تحت ضوء القناديل الخافتة و المهام المستعجلة لوطن ُوضع في حقيبة معدة للسفر 0
مَد قلبه مزوداً بالغد وفمه ممستلقيتين علىأمسك حاشية الكلام وأخذ يردد كتداعيات الثالثة صباحا في ليالي الشتاء الباردة أ تــ ـ ــــوا أهلك زيارة 000؟ 0 مر بأفق وعيه صورة لطفلتين مستلقيتين على خاصرة الليل في الفصول الساهرة أمام موقد الآمال تزخرف دونما خجل الوعد المتعدد في ساحة الفرح حيث كانت الطفلتان تلمسان شكل الفراشات ويكتب هو في عينيهما القصائد، فتنهض الدموع لتغادرهم مع تراكم القلق وتزداد ألوان الحرارة إشراقا وأعراسا مع ترجل الحزن من وجه غرفتهم اليتيمة 0

لملم العناوين المدماة على جسده وأطلق صهيل أبح عبر نوافذ السجن المغلقة على روحه ليواصل سيره عبر الدهاليز الرمادية حاملاً سؤال ومرثية لفرح اللقاء، فينسل الليل من قلبه وترد الى أذنه أغنية مطلعها من الجرح ونهايتها حتى آخر ذاكرة متعبة 0
وفجأةً يمتشق الفرح نفسه حلماً ُتبخر الروح كطائر ليهبط بهدوء فوق الأرصفة الخضراء على طول الجسد الساحلي، دافنةً حزنه خلف توازي القضبان 00
أتوا أهلك زيارة 000وتهطل دمعة مسجونة من الكآبة في داخله أمام تقاطع الأسلاك السوداء في لوحة عينيه، تشطر الفراشتان إلى أعداد لا متناهية 00فيحترق جسده مجددا بالقضبان المشتعلة على طول الوطن ، وتتعب عيونه أمام تعدد الأجساد المتداخلة في خريطة الشبك المعدني 0
ويبدأ المعدن بعزف أحزانه تتخللها إرتعاشات الوطن النازف، ويتحول فرحه جناحين للحر والبرد للشمس والظل متخطية تخوم الهذيان، وتكبر الفراشتان وتمتدان وتتسعان لتشملان المدينة كلها، تنشر الفرح، فيقرأ على وجهيهما حمامة بيضاء تختفي وراء صخرة تلُوح له 00الفرح قادم 00
ويواصل رحلته في أحداق السجَان الواقف حائراً على بوابة العشق مترددا فاغرا دماغه يغمغم بشفتيه مثل قبرة جريحة تئن على ضفاف نهر، وتبدأ أسطورة تكبر وتكبر00 تمتص عري السَجان ليبقى ألفراشي وحده، ويجتمع في فم السجَان قرار متناقض يحاول إيقافه لكنه يسقط عاليا00 عاليا و يصرخ بتردد إنت00 هت الزيا00رة 000
وتبقى العيون معلقة صوب أسوار السجن العالية 00
جوان يوسف
29/ تموز/ 1990








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج