الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا سبب في انتشار التسلح في العالم

طاهر مسلم البكاء

2019 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


نستطيع ان نجزم ان مافعلته امبراطورية امريكا منذ اعتلائها عرش الأنفراد بالعالم وحتى الآن هو مقدمة لما حصل وسيحصل من حروب كارثية ومن توسع في التسلح الحربي المنوع ومنه النووي على امتداد كرتنا الأرضية ،فالرئيس الكوري الشمالي عندما ينظر الى مصيري الرئيسين العراقي والليبي اللذان صدقا الوعود الأمريكية والغربية مقابل تدمير اسلحتهما ،لايمكنه بحال من الأحوال ان يصدق الوعود الأمريكية المعسولة حتى ولو كانت على لسان رئيس امريكا نفسه .
وايران التي تشعر ان الأدارة الأمريكية تريد رقبتها بأي ثمن ، كيف لها ان توقف صناعة الصواريخ أو تلغي الطموح النووي .
وفلسطين التي اعتبرتها قيادات الأمبراطورية نزهة وألعوبة تتصرف تجاهها كيفما تشاء ،منحازة بصورة مطلقة للصهاينة وهي تدعي انها وسيط وحكم ،وغششت الفلسطينيين لسنوات طويلة منذ اوسلو عام 1993 وحتى الوقت الحاضر ،وقد تكون الغشاوة بدأت تنجلي، ويعود الفلسطينيون عن الأحلام الوردية الفارغة الى مبدأ الكفاح المسلح ،واعدوا لهم مااسطعتوا من قوته ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ...
ماذا تريد أمريكا من العالم :
منذ تسيدها بأنزال العلم الأحمر من الكرملين مطلع 1990، دمرت العراق وليبيا وسوريا واليمن وتحاصر لبنان بحجة حزب الله،وبعيد عن العرب افغانستان وفنزويلا وتهدد بصورة جدية كوريا الشمالية وايران وأقتصاد تركيا ، وتحاصر روسيا اقتصاديا ً وتحارب الصين تجاريا ً، فماذا تريد امريكا من العالم ، هل تريد الجميع طوع أمرها وقد بان ان حجج اسلحة الدمار الشامل ماهي إلاّ حجج لا غير ، فحليفتها الأولى بالعالم والتي تشملها بالدعم والرعاية من الدرجة الأولى هي اسرائيل ،من تمتلك السلاح النووي والكيمياوي والبالوجي وتتفاخر بأعتدائاتها على العرب وضم ماتستطيعه من اراضيهم بدعوى انها ارضها في اساطير اليهود،وآخرها وليس نهاية الأمر، الجولان !
نسفت امريكا كل جهود السلام بأنحيازها الواضح الى جانب الصهاينة ونقلت سفارتها الى القدس ، وأعترافت بالجولان ارض اسرائيلية !وهذا دليل بائن على انها مستعدة للاعتراف مستقبلا ً، بكل ارض عربية ستحتلها اسرائيل ،على انها أرض يهودية ،وهو تأكيد لأعلان الصهاينة انهم لم يحتلوا ارض من احد وان ارضهم تشمل مابين الفرات والنيل ،وانهم ماضون لأستعادتها كلما سنحت الفرصة لهم .
العرب لاوجود لهم في تفكير امريكا:
ليس عجيبا ً مايحصل اليوم من بلطجة امريكية صهيونية مستمرة وليس اولها نقل سفارة الأمريكان الى القدس واعتراف ترامب لنتنياهو بضم الجولان وكأنها ارض ورثها عن والديه ولن يكون آخرها الأعتداءات الأسرائيلية ،ولكنها مواقف تدلل على طبيعة أمريكا ،التي من المستحيل ان تتغيير كدولة عدوانية مساندة بقوة للأحتلال والعدوان الصهيوني ،ولكن العجيب هو قادة العرب وساستهم الذين ماانفكوا يتأملون صداقة امريكا ويغدقون الهبات والأموال العربية عليها ،بينما قادة الصهاينة يعلنون على الملأ ان ارضهم من النيل الى الفرات،وانهم ماضون في تحرير ارضهم كلما سمحت الظروف لهم بألتهام ارض العرب، وبعد 40 عام على كامب ديفيد التي لم تستفد منها مصر شيئا ً ،فقد كان عبد الناصر صادقا ً عندما قال : "لا يمكن التفاوض مع دولة لا نعرف لها حدودا ً جغرافية".
لاتزال الأدارة الأمريكية لاتعرف ماذا تريد من الآخرين ،ففي وقت يعلن الرئيس الأمريكي ترامب على قناة "سي بي إس" :
ان التدخل العسكري الأمريكي في العراق، "أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة على مرّ التاريخ " ، فأنه لايجزم ان أمريكا ستتوقف عن أعمالها العدائية تجاه دول أخرى ،إذ يضيف مستدركا ً وبنفس اللقاء على نفس القناة أعلاه :
" لدينا قاعدة عسكرية رائعة وغالية التكلفة في العراق، وهي مناسبة جدا لمراقبة ايران وجميع أجزاء منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وهذا أفضل من الانسحاب". ويشدد الحصار الأقتصادي الخانق على إيران والذي قد يكون بداية الى حرب جديدة في المنطقة وخطأ آخر أكبر من الذي ذكره ترامب منتقدا ً .
الحصار..أرذل سلاح مدمر :
من الأسلحة الفتاكة التي اشتهرت بها امريكا ،هو سلاح الحصار،حيث شنت الحصار تلو الحصار،رغم انه سلاح قمعي ينال الحاجات الاساسية للانسان فيؤدي بصحته وسعادته وثقافته وأنسانيته وحقه بالعيش بحياة كريمة،وهو ينال الجنين و الطفل والمرأة والشيخ والعاجز والمريض ،كما ينال من الأرض والمعدات والمنشآت والفعاليات المهمة للبلد ،انه بحق أرذل سلاح اسـتخدمه الأنسـان عبر تاريخه، وهو عـار ولطخة سـوداء في جبين مسـتخدميه .
من أشهر الدول المنفذة للحصار هي الدول التي تدعي اليوم التمدن والدفاع عن حقوق الأنسان وفي طليعتها أمريكا وحلفائها من دول الغرب ،ومن أشهر الدول التي تعرضت لهذا السلاح اللابشري هي : شعوب العراق وكوبا وكوريا الشمالية والسودان والفلسطينيين وليبيا وسوريا واليمن وايران وفنزويلا وروسيا والصين بشكل حرب تجارية ..الخ ،فاذا كانت هذه هي اخلاق القائمين على أمن العالم فماذا نقول عن الآخرين ؟
ماذا نقول عن قطاع الطرق والقراصنة الذين لايملكون اي مستوى تعليمي او رادع عقائدي أو احتكاك بالحياة المتمدنة ؟
مما لاشك فيه ان شريعة القوة والغاب هي التي تسود العالم ،على حساب شريعة العقل والمنطق ،مما قد تؤدي الى كوارث قد تعم عالمنا الأرضي بجملته لما عليه هذه الدول من قدرات تسليحية وتدميرية هائلة .
مشاريع موت وأحتلال :
تتوالى المشاريع الأمريكية في منطقتنا بحيث أعتقدنا ان كل ما يفكر به ترامب ليلا ً يطلب من حلفائه الأثرياء العرب تهيأة نفقاته و تنفيذه في الصباح ، ولكنها مشاريع لا ينال المنطقة منها اي فائدة تذكر ، ان أغلبها افكار لحروب وموت قادم يريد ترامب من حلفاءه في المنطقة ان يدفعوا ثمنها ولابأس ان تموت شعوبهم وتتدمر بلدانهم ، لم نسمع ترامب يدعو دول المنطقة لمشروع يخدم شعوب المنطقة،تتعاون لتنفيذه ،أو يغيير الأحوال القاتمة والأليمة التي حملتها الينا آلة الحرب الأمريكية منذ تسيدها العالم وحتى اليوم ، وفوجئنا من جديد ان كل من لاتريده الصهيونية يصبح في عرفها أرهابيا ً ،وحتى المقاومين والمدافعين عن ارضهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل