الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفاثات

نهيلة القداف

2019 / 4 / 9
الادب والفن


. تذكرت حالها قبل عام من الآن ثم تناولت المقص لتقص شعرها المسربل الطويل فيصبح قصيييرا جدا ،، قصته بدون تفكير و كأنها تخبر نفسها بهذا أنها نضجت كفاية و اصبحت قادرة على التخلي عن أي شيء مهما كان غاليا .. قد يرى البعض ان هذاا سهل للغاية لكن صدقوني الامر صعب جداا فقص الفتاة لشعرها يشبه تماما تخلي الملك عن تاجه .. نعم تخلت عن كل شيء تحبه لكي لا تخسره مكرهة فقد اعتاد خدام الملك تجريدها من كل ما تحب . اولا نفسها ، احلامها ، اصدقائها ثم حياتها . لقد اضحت المسكينة تعيش على مشارف الموت لا تستطيع النجاة و لا تقوى على الغرق .. لطالما شغل الموت بالها ، كانت دوما تخاطب ربها قائلة :-يا الهي لماذا تعتبر الرغبة في اللجوء اليك انتحارا .. لم تقتصر على هذا فقط بل تجاوزته الى خوض تجارب الانتحار التي كانت تبوء بالفشل لأنها كلما شعرت بروحها تنتزع احست انها لا تود الرحيل بل تريد فقط تجريد نفسها من حمل ثقيل احاط قلبها غماما . . مر عامان فاعتادت حياتها الجديدة المقلوبة رأسا على عقب ، اصبحت شخصا آخر لم تحبه يوما ، ميزاجية بطريقة مرعبة ، تحدث نفسها كالمجنون ، اصبحت كتلة من الالم على هيأة انسان ، عديمة الاحساس ، متشبعة بالانانية و الرغبة في الانتقام ، تخلى الجميع عنها فمن سيستحمل مرافقة مريض نفسي .. بعدماا نسيها الخدام لوهلة من الزمن .. شنت الحرب من جديد فقد كانت حينها مقبلة على السنة الختامية من السلك الثانوي .. فالملك لن يضيع فرصته الذهبية في توجيه ضربته القاضية لها ، انه على يقين ان كل ما يجعلها لتزال تمثل القوة هو دراستها .. انه الشهر الاخير الذي يفصلها عن الامتحان النهائي و هي لم تحفظ دروسها بعد فكلما حملت دفترا داهمها النعاس و ملئت الغرفة ضجيجا لم ينته الامر هنا فحسب بل تجاوزه الى ان ياتيها الملك مهددا في منامها .. فلم تعد تستطيع البقاء يقظة و لا تريد النوم لألا يرعبها الملك و خدامه فتستفيق مكبلة الايدي و الارجل .. كل اللذي كان يخفف عنها خوفها و حزنها هو البكاء و مناجاة الله عله يجعل لها مخرجا .. فقد قال الملك كلمته و لن يتراجع عنها ، اما ان تقبل بخدمته طوال حياتها او ان ترفض فيكون جزاءها الموت ،، كلاهما موت لذلك كانت تطلب من ربها ان ينجيها من نفثهم و كيدهم .. رغم كل ما حل بها و كل طرق النجاة المسدودة كانت تنفجر ضاحكة عندما تتذكر أن أحدهم يفكر فيها الى هذا الحد و يعلم تفاصيل حياتها الدقيقة ،، كانت تضحك ضحكة ممزوجة ببكاء شديد ثم تقول : أوهل انا مهمة الى هذا الحد ليترك احدهم حياته و يسهر على وضع خطط لتفاصيل حياتي، يضحي بماله و وقته و حياته يتخلى عن دينه ليراني على ما انا عيله ..
اصبحت الايام تمر ببطئ شديد فقد اصبحت مثقلة بالهموم و المصاعب .. حوط حراس القصر بيتها فلم يعد يقوى سليمان و جيشه الدخول الى البيت .. اصبحت كل خطوة خارج عتبة البيت تعتبر انتحارا ،، اضحى الخدام يعيشون معها في البيت جنبا الى حنب حتى بات الجميع يراهم .. لقد اعتاد الجميع هذه الحياة فلم يعد احدهم يفكر في شيء كانت تتعالى ضحكاتهم رغم كل شيء فثقتهم بربهم جعلتهم يتحلون إيمانا و أملا بأنها ليست النهاية ، عاجلا ام آجلا ستشرق الشمس و يفرحون ببزوغ فجر جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو