الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على الارهاب واستراتيجية الحرب الدائمة

ماجد لفته العبيدي

2006 / 4 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


لم يمضي أسبوع واحد على تصريحات السيد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي في اعتماد خطط
جديدة للمكافحة الإرهاب لتضاف للخطط السابقة التي تم أعدادها على خلفية أحداث الحادي عشر من أيلول 2001,والتي سجلت انعطافه هامه على صعيد العلاقات الدولية و في طريقة حل النزاعات والخلافات الدولية واختلفت هذه السياسية عن فترة الحرب الباردة [ التعايش السلمي ] بالعودة لطرق الكولينيالية الكلاسيكية من خلال احتلال أفغانستان والعراق والتهديد العسكري المتواصل للآيران وكوريا الشمالية , ولم ينشف حبر هذه التصريحات حتى ظهر لنا أبو مصعب ألزرقاوي في فلم هوليودي يتحدى فيه هذه السياسية الجديدة وأعقبه وزير الدفاع الأمريكي ووزيرة الخارجية الأمريكية بزيارة مفاجئة إلى بغداد على خلفية هذه التصريحات وبالتزامن مع ارتفاع درجة حرارة الملف النووي الإيراني والكشف المتواصل عن الانتهاكات الفظة لحقوق الإنسان العراقي من قبل قوات الاحتلال والمليشيات المسلحة والعناصر الإرهابية في الوقت الذي لازالت تحتفظ قوات الاحتلال بالملف الأمني ولازالت تسوق للاستمرار احتلالها وعدم تحديد جدول زمني للانسحابها وجرى التخلي عن عملية سحب سبعة ألاف جندي كان وزير الدفاع قد صرح سابقا بها بأعتبارهما البداية لللانسحابات المحتملة والتي تنتهي في 2007 لتنهي التواجد العسكري للقوات المحتلة وتسلم الملف الأمني بالكامل للحكومة العراقية وتنظم العلاقات بين الحكومة العراقية والولايات المتجددة وفق القوانين الدولية , وقد أوعزت الولايات المتحدة هذا التغير إلى عدم جاهزة القوات المسلحة العراقية وأمكانيتها المتواضعة بالرغم من أنها باتت تضم في صفوفه أكثر 250الف مقاتل ,في الوقت الذي تشير فيه كل الدلائل أن مبلغ 63 مليار دولار قد تم أنفاقه على الجانب الامنى والعسكري من أموال أعادة الأعمار إضافة إلى عشرات المليارات المبددة التي سرقت من عمليات تهريب الذهب الأسود والفساد والتدمير المتعمد للبنية النحتية والثروات المادية والبشرية في العراق.
وقد بررت الولايات المتحدة الأمريكية هذه السياسية و العمليات والتهديدات والاحتلالات والانتهاكات ألفضه للحقوق المدنية وحقوق الإنسان باعتبارها جزء من عملية الحفاظ على الأمن والسلم العالمي , وهي تستند على الشرعية الدولية المتضمن في الباب السابع من ميثاق الأمن والقرار 1373 للمجلس الأمن والفقرة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي ,وقد أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية على حربها هذه تسمية [الحرب الدائمة على الإرهاب] , وهي في شكلها العام حرب وقائية تستخدم فيها مختلف فنون وأساليب قتال الحرب الحديثة المشتركة , وتعتبر عمليات الغزو للافغانستان والعراق أكبر أعمال عسكري إستراتيجي أممية تجري منذ الحرب العالمية الثانية وشكلت سابقة تاريخية بإزاحة الحظر المفروض على مشاركة اليابان وألمانيا في إرسال قواتهما العسكرية إلى خارج حدود بلدانهما ومشاركتهما في أعمال عسكرية أممية .
وقد رافقت هذه الحملة العسكرية أيضا محاولات فاشلة إعلامية لتحشيد الرأي العام العالمي لمساندة هذه الحرب العدوانية , بمشاركة ودعم أكبر المؤسسات الإعلامية الأمريكية والأوربية وخصوصا المؤسسات ذات الميول اليمينية المتطرفة والتي جرت عبرها بعث الروح في العديد من النظريات الرجعية المقبورة [ صدام الحضارات] [ نهاية التاريخ] [ محور الشر ] [ الحرب الصليبية ] وإظهار المسلمين والإسلام بمظهر الحاضن الرئيسي للإرهاب بالرغم من وجود مئات المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة وأوربا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا . لقد واجهة هذه العمليات بمظاهرات احتجاجية مليونية مناهضة للحرب والعدوان على الشعوب ومستنكرتا أيضا التشريعات و القوانين والإجراءات القانونية التي كان ظاهرها يعني مكافحة الإرهاب وباطنها ينتهك الحقوق المدنية وحقوق الإنسان ويعتبر معتقل غواتنامو وسجن قندهاروسجن أبو غريب والسجون السرية في أوربا الشرقية خير دليل على فظاعة تلك القوانين وعدوانية تلك الإجراءات التي تبرر في كثير من الأحيان باعتبارها الرد طبيعيا على وحشية المنظمات الإرهابية المسلحة .
وقد أداة هذه الإستراتيجية إلى مزيد من التسلح والتوتر على الصعيد العالمي بتصاعد النزاعات الإقليمية ودخول دول جديدة للنادي النووي مثل إيران ويرشح لدول أخرى في المنطقة الشرق أوسطية الدخول إليه للإحداث توازنات جديدة في ألمنطقه , وتم أنفاق عشرات الترليونات في مجال الأمن والحماية والتسليح لتصب في جيوب[ نادي السلاح ]وشركاته الاحتكارية العابرة القارات وكان يمكن لهذه الأموال أن تستخدم لصالح الإنسان ومكافحة الإرهاب والفقر والتصحر والمجاعات وحل ألازمات وتحسين حياة الشعوب الفقيرة لو جرى التخلي عن نزعة الولايات المتحدة الأمريكية لفرض سيطرتها الإمبريالية العدوانية بواسطة القوة على شعوب العالم .
وجرى استغلال هذه التطورات لخلط اللاوراق بين العنف والإرهاب وبين نضال الشعوب وحقها المقدس في الدفاع عن أوطانها وتحرير شعوبها وبهذا أصبحت إسرائيل وفق هذا الميزان المقلوب من القوى المناهضة للإرهاب والشعب الفلسطيني وقواه الوطنية منظمات إرهابية .
إن سياسية مكافحة الإرهاب الأمريكية وحرب الحرية الدائمة التي يهندس لها صقور البيت الأبيض الأمريكي ومنظري الليبرالية الجديدة المغرقين في اليمينية تعني فيما تعني المزيد من إرهاب الدولة الإمبريالية الوحشية المعولمة والمزيد من النهب لثروات الشعوب وتكبيل حرياتها ونشر النزعات الإقليمية وإشاعات الفوضى وقانون الغاب في العلاقات الدولية وجعل العالم بأجمعه منطقة نفوذ حيوية لمصالح الأمريكية .
أن تلك السياسية التي يجري العمل بها في ظل اختلال الموازين السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية لصالح الإمبريالية المعولمة الوحشية إلا أنها تواجه مواجهة شعبية متنامية من قبل العديد من القوى الاجتماعية الجديدة المتألفة من المكونات الاجتماعية مختلفة المنتمية الى حضارات وأديان وشعوب مختلفة تتحد في جبهة واحدة للمواجهة هذه الهجمة الإمبريالية الشاملة التي تحاول الماكنة الإمبريالية الدعائية تغليفها بشعارات إنسانية براقة مستغلة حاجات الشعوب للحرية والديمقراطية والعدالة والتقدم الاجتماعي والسلام العالمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمكة الجنائية الدولية : ما مصير مذكرات التوقيف ؟ • فرانس 24


.. ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN




.. قتلى وجرحى بحادث سقوط حافلة في نهر النيل بمصر | #مراسلو_سكاي


.. قبل الحادث بأشهر.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل بسبب تنبؤ عن س




.. نتنياهو وكريم خان.. تصعيد وتهديد! | #التاسعة