الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديموغرافيا احمد عدوية وعلاقته بالسمنة والترهل

رحاب ضاهر

2006 / 4 / 29
كتابات ساخرة


عندما ظهر الفنان احمد عدوية في السبعينات اتهمه البعض بإفساد الذوق العام ولم تذاع أغانيه في الإذاعة والتلفزيون المصري لأنه في الوقت الذي كان فيه عبد الحليم يقرأ رسالة من تحت الماء ويجالس قارئة الفنجان لتخبره عن حبيبته النائمة في قصر مرصود، وتحذره من الاقتراب منها، ومن سور حديقتها كان " محسوبك عدوية الذي يحب إسكندرية يخطط لخطف بنت الأمير التي ترتدي المنديل الذي دوايره حرير ليجلس معها على كوبري قصر النيل ليقول معها المواويل وربما يقزقز معها لب" ولم يكترث لتحذيرات العرافة التي تهول الأمر لعبد الحليم وتمنعه من محاولة الذهاب إلى القصر المرصود الذي من يقترب منه فهو مفقود مفقود ..
مع احمد عدوية انتقلت الأغنية المصرية من حالة الرومانسية المطلقة إلى " ديموغرافيا" البيئة المصرية وغناء للحياة والواقع المصري الجديد الذي تولد بعد الثورة وما رافقها من نزوح من الأرياف إلى العاصمة، وتزايد عدد السكان، وما يترتب عليه من صعوبة الحياة وتسارع عجلتها وضغط ارتفاع الأسعار، فلم يعد ممكنا أن يغني على طريقة حليم "الهوا هوايا ابنليك قصر عالي أو" طفيت الشمع رميت الورد يا حبيبي" فأخذت أغانيه طابع الحياة الجديدة ومفرداتها وصارت أكثر قربا من إيقاع الحياة الاستهلاكية التي لا تحتمل الرومانسية وإشعال الشموع والبكاء تحت الليالي، فالحبيبة لم تعد طيف يعبر الخيال و نجمة معلقة بين الحلم والوهم تتأرجح في بال المحب لا تطأ قدميها ارض الواقع، بل مع احمد عدوية نزلت إلى الشارع وتغبر حذائها وهي تمشي على "كوبري عباس مع الناس" وأصبح يخاطب الحبيبة بلغة الشارع والمترو والأوتوبيس الذي يصارع فيه الأشخاص بعضهم البعض للجلوس على مقعد، فبدلا من أن يتوسل حبيبته كما كان يفعل عبد الحليم في أغانيه صارت العبارات أكثر مباشرة وخشونة حيث يقول "مابلاش اللون دا معانا ما بلاش حركاتك دي" وبدلا من أن يقول "يا خلي القلب يا حبيبي" نسمعه ينهر حبيبته ويعاملها معاملة رجل لرجل فيقول :"حصل إيه مننا يا أخينا توعدنا ولا بتجينا" وهذا ناتج عن ازدحام السير في القاهرة والتوتر التي تسببها المواصلات للمواطن المصري وبعد المسافات فهو بالتأكيد قد ذهب إلى موعده مع حبيبته حسب ما ورد في أغنية "بنت السلطان " :" سعيدة يا حلوة سعيدة يلي مواصلاتك بعيدة.سعيدة يا حلوة سعيدة يلي بلادك بعيدة شاورلي وأنا جيلك ماشي لمن مصر الجديدة" فهو يصف حالة المواصلات في القاهرة ومدى المعاناة حتى يصل إلى مصر الجديدة فلو كان عدوية من سكان شارع الهرم ويريد أن يذهب لحبيبته القاطنة في مصر الجديدة سيقضي حوالي ساعتين في الطريق أو أكثر ليصل ويجدها قد خلفت موعدها معه ولم تقدر المشقة التي تكبدها ليصل إلى مصر الجديدة .
من جهة أخرى أصبح الحب لدى عدوية سبب مباشر من أسباب السمنة والترهل فارتبط الحب وأفعاله بالواقع الخانق الذي أصبح يعيشه الناس واللهاث وراء لقمة العيش الذي يكد المواطن ويشقى ليحصل عليها فصارت الحبيبة لها صفات الأكل وطعمه ومذاقه ويتغزل بها على أنها صنف من الطعام الغالي الذي يشتهيه ويسعى لأجله فيصف جمالها بالفاكهة وكلامها فيتامين بل ويشبهها ب"الفروتا ولأناناس" ولا نعرف ما هي هذه الفروتا التي ربما هي سلطة فواكه وبها كثير من الأناناس الذي هو غالي الثمن، وأيضا حين يكون في حالة انسجام ووصال مع حبيبته فهو يشبهها "بالسكر في حلاوة طحينة " ونعرف كم الكالوري في الحلاوة الطحينة والتي تسبب الوزن الزائد ولم يتوقف مفعول الأكل ومفرداته لدى عدوية عن هذا الحد بل حين يقرر إعطاء دروس في الفصاحة والحب والهوا ينادي "الفروتا " " الملظلظة (تكتب بالظاء وتنطق بالزاي ) :" تعالي يا فروتا لوز بالشكولاته نشوف الحب دا سكر ولا شطة" فهو لا يبتعد عن الواقع بل يستعمل مكونات طعامه لتحديد نكهة الحب فالشطة من ضمن ما يأكل مع الفول والطعمية والكشري وتحل محل النار في "نار يا حبيبي نار" أما السكر فهو ما يدخل في صنع البسبوسة وأم علي وغيرها من الحلويات التي هي بديل "لجزيرة ابعد من الخيال لا شفتها عين ولا مرت في بال" . وبذلك تتضح لنا أسباب السمنة والترهل المتفشية في مصر بعد الثورة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب