الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي يحكم دول اوروبا و من المستفيد من تفكيك نسيجها الديني و الاجتماعي ؟

ادم عربي
كاتب وباحث

2019 / 4 / 12
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ان الخلاف بين الدول الاوروبيه اخذ بالتفاقم وخصوصا في الفترات الاخيره ، وكان اول بودرها خروج بريطانيا من منطقة اليورو ، وثانيها صعود الاحزاب اليمينيه في اوروبا ، ان الازمه بدات الان تعصف في العلاقات بين فرنسا وايطاليا وهما الدولتان اللتان تجمعهما روابط الكاثوليكيه وجذور اللغة اللاتينيه ، بعد نجاح حكومة الائتلاف في ايطاليا بين حزب الرابطه - لا لييغ- اليميني المتطرف وحزب النجوم الخمس اليساري الانتهازيه ، وهذان الاثنان يجتمعان في تجريم الاتحاد الاوروبي وعملة اليورو والتي بنظرهم جريمة بحق شعوبهم ، هذا التحالف وجد حاضنته في موضوع الهجرة واللاجئين ، فرنسا اتخذت موقفا معاكسا ، نرى ذلك من خلال الحرب الليبيه التي حاولت فرنسا الانفراد فيها وكذلك من خلال لقيود الاقتصادية على الميزانية السنوية التي فرضها الاتحاد الأوربي على إيطاليا ، وهذا مما جعل الدعم لظاهرة الستر الصفراء في فرنسا ، حيث اعلن رئيس الحكومة الايطالية دي مايو ونائبه سالفيني دعمهما التام لهذه الحركة، ولم يكتفو يذلك، بل وعدوا ايضا بتوفير الوسائل اللوجستية لهم. وقد ذهب رئيس الحكومة الايطالية إلى فرنسا والتقى مع ممثلين من حركة السترات الصفراء وصرح "ان رياح التغيير قد عبرت جبال الالب"، عندها وصل حجم تأزم العلاقات بين الدولتين الاوربيتين الى حد لم تشهده اوربا منذ فترة حكم موسوليني واندلاع الحرب العالمية الثانية.هذا الخلاف بين الدول الاوروبيه لم يخرج عن موضوع فوز اليمين المتطرف امام مام القوى الليبرالية التقليدية التي بدأت بالتراجع امامه .
ما يمكن ان نستخلصه من هذه المقاربة هو ان الخلاف الاساسي الذي يمزق اوروبا هو موضوع هجرة المسلمين الى اوروبا ،و من الواضح ان هناك سخط شعبي اوروبي متزايد يرفض سياسة تشجيع هجرة المسلمين التي تتبعها المؤسسة الحاكمة في اوربا تلك الحكومة التي لها وجوه او رؤوس متعددة تسمى احيانا اشتراكي او ديموقراطي مسيحي او حزب جمهوري و هي في الحقيقة تعود لنفس الجسم ! السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو لماذا هذه المؤسسة السياسية التي تحكم اوروبا تصر على هذا النهج الخطير في نظر الغالببيه وهم من البسطاء ، في زرع جسم غريب في اوربا مختلف في هويته الحضارية و الثقافية و الدينية عن المجتمع الاوروبي خصوصا اذا علمنا ان هذا الجسم الغريب لا يخفي رفضه للاندماج في المجتمع الاوروبي ان المهاجرين المسلمين لم يكتفوا بالرفض النظري لقيم اوروبا بل في العقد الاخير، بل بدؤوا بتطبيق ما يمليه عليهم دينهم من وجوب الجهاد ضد الكفار و اصبحوا يتكلمون علانية عن رغبتهم و هدفهم في اسقاط الحضارة الاوروبية الكافرة و اسلمة اوروبا و قاموا بارتكاب عشرات العمليات الجهادية الارهابية في اوروبا ! فيا ترى ما الذي تجنيه الشعوب الاورربية من زرع هذا الجسم الدخيل في قلب اوروبا و الذي تاريخيا طيلة قرون حاول اسلاف كلا الطرفين هذا الجسم والاخر الغريب احتلال اورربا و اسقاطها و ذبحوا الاف الاوروبيين في هجماتهم العديدة والعكس صحيح و نظريا هذا الجسم الغريب يعتنق عقيدة عدوانية تفرض عليه الجهاد لنشر رسالة مؤسسه و تبيح له قتل لكفار و سبي نساءهم ! من الذي يستفيد من تفكيك نسيج المجتمع الاوروبي ؟ و لماذا هذه الحكومات الغربية تتصرف بالضد من مصلحة شعوبها ؟ الغريب ليس بروز ظاهرة اليمين المتطرف بل الغريب هو تأخر ظهور ظاهرة اليمين الوطني المعادي لسياسات النخبة التي حكمت اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ؟هل كان الاوروبيين البسطاء نائمين ؟ الفضل في ايقاظ الاوروبيين من غفوتهم و احساسهم بخطورة سياسات حكوماتهم يعود الى العمليات الارهابية الاسلامية و تزايد مطالبات المسلمين بفرض قيمهم على الغرب ، فهل ينجح اليمين الاوروبي الوطني في استعادة اوطانه و يتحرر من الحكومات التي تحكمه .
لا ارى سببا الا الافلاس والانهيار الاقتصادي الذي هو سبب كلا الطرفين فالنخبه الاوروربيه وصلت حالة الانهيار ولا بد لها من طوق النجاة باختلاق عدو وهمي واستثمارة من اجل السيطرة في الحكم والمتطرفون يستخدمون نفس الفزاعه لكن لتميرها على الفقراء والبسطاء دينيا وعرقيا ، لكن لسان الحقيقه يقول وراء تلك المشاكل الاقتصاد وليس غيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله