الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناء ستان - من بلاء الى بلاء

هيام طه

2006 / 4 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


وكأن لسان الارهابيين يقول : كل عام وانتم بألف موت...
مرة أخرى تضغط أنامل الغدر على الزر لتوزع الموت ...بالجملة والتقسيط على الابرياء ..وهذا للاسف هو لسان حالنا، بعد ان تبيّن ان القتلى هم فقط عرب ومصريون و لا أحد يمكنه الا أن يدين هدا العمل الاجرامي الدنيئ الدي يتنافى مع أبسط التشريعات السماوية و الأرضية.
لقد جاء في كتاب الادب الكبير ، والادب الصغير لأبن المقفع في وصفه للبلاء المتتابع .."وقل ما نرانا نخّلف عقبة من البلاء الا وصرنا في أخرى". استحضرت هذه العبارة البليغة في وصف الكريات والمآسي وكل البلايا من نوع التدمير الشامل التي انتشرت وعلى امتداد خريطة الوطن العربي كسرطانات قاتلة ..استحضرتها وانا أتابع بمرارة المشاهد الدموية لتفجيرات سيناء الاخيرة والتي ذهب ضحيتها أبرياء الذين سفكت بهم تفجيرات الغدر الهمجي في عيد شم نسيم ..حيث تشاء الحياة بكل تمثالاتها الجميلة ان تصر بحب على البقاء ، لتستنشق، لتفكر، لتحب، لتحيا..ولتتأمل ألا أن قبائل البطش
وخفافيش الظلام لا تقبل بالحق في الحياة ولا تشاء الا الموت ، وفي سوق يرتادها أبلناء البلد والاطفال والشيوخ ...وفي ذكرى استرجاعها الغاصب تتفجر المنطقة وتتناثر الاشلاء وبرك الدماء . أي بلاء اكثر من هذا –عشرات القتلى ومئات الجرحى الابرياء-
لم يمضي على فتنة مصر أسبوع، والتي توجتها أحداث الاسكندرية المغذية للفكر الطائفي ، والذي أصبح مزروعاً في الجسم العربي كنباتات سامة تغذيها أخطاء الحاكمين وأوهام التطرف ، والمتحالفة سراً والمستترة بعباءة الدين زوراً .. لتحاول الوقيعة بين مسلمي مصر وأقباطها‏,‏ وتستهدف زعزعة استقرار الوطن‏.‏.وبمشيئة خاصة جداً وجداً من الأقدار‏ ،لم يمضي يوماً على "خرجة" ابن لادن الذي لم يبلغ سن الرشد السياسي ولا بأي شكل من الاشكال والمتخصص في الاشرطة الارهابية ورسالته المباشرة على قناة الجزيرة..والتي خرجت بصوته من مكان ما، في دولة ما ، وبواسطة المستفيدين منه،- بزرع حقول ألغام في طريق تقدم قضايانا- لتجعل العالم بقاطبه يحارب ضد ارهاب ذي وجه واحد ، وهوية واحدة،
حتى استكمل المشهد بلقطات من التدمير الوحشي للحياة ليمتد هذا الخنجر وتحديداً في هذا الوقت الحساس في مناخه الدولي أمام الفلسطينيين والذ ي أغلقت نوافذه على حصارها لتشد الخناق والطوق عليها لشنقها أمام العالم. وماذا عن اسرائيل وما ستقوله للعالم بانها اصبحت غير مطمئنة لسيطرة الجيش المصري على سيناء وهل ستطالب بأعادة قراءة معاهدة سيناء وضرورة وجود قوات دولية بأرض سيناء.. طبعاً اسرائيل تفكر والارهابيون ينفذون على أرض الواقع بوعي أو بدون قصد ، المهم انه أخطر أنواع اللهو السياسي وأنه عنف أعمى يخدم استراتيجية ستتوضح قريباً وعلى المدى القصير ..
ويبقى لنا السؤال المدهش الذي يراود ني حقاً : كيف تسللت المتفجرات الى منطقة تشهد اجراءات أمنية مكثفة و بعد مضي سنة على التفجيراتها التي طالتها السنة الماضية و في نفس الدكرى؟؟ طبعا الواصفون للمجزرة الارهابيةأكتر من العارفين بخبايا الأمور. لكن لحظة اليس هده التفجيرات تدعوا الى مسائلة مدى نجاعة حالة الطوارئ في القضاء على الارهاب بأرض الكنانة؟ سيقول قائل ربما سيسعف أكتر ف أكتر في تمرير قانون الارهاب الجاهز و قد يتعجب ملاحظون و يندهش متتبعون لمسيرة البلاء المضفرة التي دخلتها مصر المحروسة مند سنوات في الرؤيا التي أندر بها مبارك في خطابه بأن الارهاب لازال خطرا يتهدد مصر و الدي جاء متزامنا مع العمل الارهابي الجبان . على نحوٍ لا نجد له في التاريخ، لا التاريخ العربي ولا اي تاريخ ديمقراطي، سابقة أو مثيلاً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث إسرائيلي عن استمرار علمية رفح لمدة شهرين.. ما دلالات هذ


.. مجلس الأمن الدولي يعرب عن قلقه إزاء التقارير بشأن اكتشاف مقا




.. سلسلة غارات عنيفة تستهدف عدة منازل في شمال غزة


.. الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مناطق جديدة في رفح وشمال غزة