الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انعكاسات التعداد السكاني على التنمية الشاملة

احمد حسن عمر
(Dr.ahmed Hassan Omar)

2019 / 4 / 13
الادارة و الاقتصاد



انعكاسات التعداد السكاني على التنمية الشاملة
اعداد
دكتور/ أحمد حسن عمر
مفهوم السكان
كلمة سكان لاتينية الاصل وهي مشتقة من كلمة populus أي الشعب ، وعلم السكان يختص بدراسة العنصر البشري في منطقة معينة ووفي فترة محددة والعنصر البشري يعني عدد السكان ونموهم و توزيعهم و كثافتهم والتركيب السكاني نوعية السكان ومهنمهم وثقافتهم وخصائصهم كالزواح والطلاق والمواليد والهجرة وحالتهم الصحية….الخ .وتركز الدراسات السكانية على دراسة العلاقات المتبادلة بين السكان من ناحية والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من العلاقات من ناحية اخرى .
الزيادة السكانية
ان معظم الزيادة السكانية في العالم تكون في الدول النامية وغير القادرة على تحمل تلك الزيادة، ونحو 92% من الزيادة السكانية تتم في في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والتي تشكل نحو 77% من سكان العالم. ويتزايد السكان أكثر من تزايد المواد الغذائية على الأرض، إذا أن الزيادة السكانية تتبع متوالية هندسية بينما زيادة الغذاء تتبع متوالية عددية.

تعداد السكان
وتشير الاحصائيات السكانية إلي أن عدد سكان مصر قد تضاعف خلال خمسين عاما حيث بلغ عدد سكان مصر عام 1800 نحو 5.2 مليون وصل إلي 5 ملايين عام 1850 وفي ظل الزيادة السكانية تضاعف العدد من 20 مليونا عام 1950 إلي 40 مليونا عام 1978 وفي عام 2005 نحو 70 مليون نسمة، إلي أن بلغ عدد السكان وفقا لتعداد 2017 نحو 104.2 مليون نسمة، من بينها 94 مليونا و798 ألفا و827 نسمة في الداخل، و9.4 مليون نسمة يعيشون خارجها، بزيادة قدرها 22 مليونا في السنوات العشر الأخيرة".

المشكلة السكانية
وتعتبر المشكلة السكانية فى مصر من اخطر التحديات التى تواجه برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأمر الذي يلقي بظلاله حول مدي فاعلية هذه البرامج في رفع مستوي معيشة الأفراد خاصة وأن هذه الزيادة تلتهم ثمار التنمية، وإذ لم تتكاتف كل الجهود لمواجهة هذه المشكلة الضخمة من خلال حلول غير تقليدية فستقضى على الزيادة الضخمة على فرص تحسين الحياة، والمشكلة السكانية لا تتمثل فقط بالزيادة السكانية إنما تتمثل أيضاً بالنقصان السكاني.

توقعات السكان في عام 2100
من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم بنسبة أكثر من مليار شخص في غضون السنوات ال 15 المقبلة، ليصل إلى 8.5 مليار في عام 2030، وإلى زيادة بنحو 9.7 مليار نسمة في عام 2050 و 11.2 مليار نسمة بحلول عام 2100.

ومن المتوقع أن يحدث أكثر من نصف النمو السكاني العالمي بين الآن وحتى عام 2050 في أفريقيا. وتشهد أفريقيا أعلى معدلا للنمو السكاني في المناطق الرئيسية، حيث زاد بوتيرة 2.55 % سنويا في الفترة 2010-2015. ومن المتوقع أن يزداد عدد السكان بصورة سريعة في أفريقيا حتى إذا حصل انخفاض كبير في مستويات الخصوبة في المستقبل القريب. وبغض النظر عن الغموض الذي يكتنف الاتجاهات المستقبلية في معدلات الخصوبة في أفريقيا، وسيضمن العدد الكبير من الشباب في القارة حاليا، والذين سيصلون إلى سن البلوغ في السنوات المقبلة وينجبون الأطفال ، في أن تلعب المنطقة تلعب دورا رئيسيا في تشكيل حجم وتوزيع السكان في العالم خلال العقود القادمة.
ومن المتوقع أن تصبح آسيا ثاني أكبر مساهم في النمو السكاني العالمي في المستقبل، لتضيف 0.9 بليون نسمة بين عامي 2015 و 2050.
وعلى عكس أفريقيا، من المتوقع أن ينخفض عدد السكان في 48 بلدا أو منطقة في العالم بين عام 2015 وعام 2050. ومن المتوقع أن تشهد عدة بلدان انخفاض سكانها بنسبة أكثر من 15 % بحلول عام 2050، بما في ذلك البوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا المجر واليابان ولاتفيا، وليتوانيا وجمهورية مولدوفا ورومانيا وصربيا ووأوكرانيا. إن المستوى الحالي للخصوبة في جميع البلدان الأوروبية هو دون المستوى المطلوب لاستبدال كامل للسكان على المدى الطويل (حوالي 2.1 طفل لكل امرأة)، وفي معظم الحالات، كانت الخصوبة دون مستوى الاستبدال الكامل لعدة عقود.
ويعيش ثلثي كبار السن في العالم في المناطق النامية وتتزايد أعدادهم بشكل أسرع هناك عما كانت عليه في المناطق المتقدمة.
وينظر بشكل متزايد الآن إلى كبار السن باعتبارهم من المساهمين في التنمية ينبغي أن تدمج قدراتهم على العمل من أجل النهوض بأنفسهم ومجتمعاتهم في السياسات والبرامج على جميع المستويات. ويعيش في الوقت الراهن 64 % من جميع كبار السن في المناطق القليلة النمو _ ومن المتوقع أن تقارب هذه النسبة 80 % بحلول عام 2050.



ويمكن تحقيق التنمية الاقتصادية بتفاعل عنصرى العمل ورأس المال فى إطار متوازي لإنتاج السلع وتقديم الخدمات بجودة عالية وبتكاليف مناسبة وبأسعار عادلة .
وعنصر العمل وحده لا يحقق التنمية, وعنصر رأس المال وحده لا يحقق التنمية, فلابد من تفاعلهما معاً, وفى هذه الحالة تُستخدم الطاقات البشرية وتؤدي كل زيادة فى السكان إلى زيادة فى الناتج القومي , وهذا بدوره يقود إلى التنمية , كما يجب أن نبذل الجهود لرفع الكفاءة الحدية لكل من العمل والمال بما يزيد من تكلفتها، كما يجب أن يكون هناك توازناً بين الإنتاج والاستهلاك فلا يستهلك كل ما ينتج لكى يتم الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة.
أثر التنمية على النمو السكاني
للتنمية أثر كبير على النمو السكاني وذلك من خلال ما تحدثه من تغيير في معدلات الولادات والوفيات في المجتمع ولمعرفة، وارتفاع مستوى الدخل يعتبر مظهراً من مظاهر التنمية ونتيجة من نتائجها والذي يؤدي ارتفاعه إلى انخفاض معدل الوفيات من خلال زيادة حصة الفرد المخصصة للانفاق بسبب تحسين الخدمات الصحية ونوعية الغذاء، فهناك علاقة عكسية بين مستوى الدخل ومعدل الوفيات فكلما زاد مستوى الدخل كلما أدى لانخفاض معدل الوفيات والعكس صحيح، كما يؤثر تحسن مستوى الدخل على معدل الولادات ولكن تأثيره يختلف سواء سلباً أو إيجاباً من مجتمع لآخر فقد يؤدي تحسن مستوى الدخل إلى تأخير سن الزواج وبالتالي إلى انخفاض الخصوبة أو قد يؤدي إلى تعدد الزوجات وبالتالي ارتفاع الخصوبة، كذلك فإن رفع مستوى الخدمات في المجتمع يؤدي إلى زيادة الاستثمارات وتحسين مستوى الدخول والحد من البطالة ورفع مستوى معيشة الافراد، وهذا ينعكس على المستوى التعليمي للافراد من خلال توفير المؤسسات التعليمية وانخفاض مستوى الأمية.
ومن ثم فإن المشكلة السكانية لا يوجد لها قانون عام ولا تأخذ نفس المعنى والنتائج نفسها في كل المجتمعات وعلى اختلاف المراحل، بل لكل مجتمع ولكل مرحلة معطياتها الاقتصادية.
لذا، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بتشكيل "لجنة عليا"، من الحكومة وأساتذة الجامعات والمتخصصين في كافة المجالات، لدراسة نتائج تعداد السكان في مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس مجلس النواب الأميركي: سنطرح إلغاء الإعفاءات الضريبية عن


.. ملايين السياح في الشوارع ومحطات القطار .. هكذا بدا -الأسبوع




.. لماذا امتدت الأزمة الاقتصادية من الاقتصاد الكلي الإسرائيلي ب


.. تقرير خطير.. جولدمان ساكس يتوقع ارتفاع أسعار الذهب لـ3 آلاف




.. -فيتش- تُعدل نظرتها المستقبلية لاقتصاد مصر إلى إيجابية