الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفضل مفاوضي الحكم في العراق: متابعات في الوضع العراقي الراهن

صائب خليل

2006 / 4 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العلمانيين العراقيين اقل ديمقراطية من رجال الدين

إن كانت الديمقراطية هي حكم الشعب فهي في ان يمارس كل فرد منه حقه وان يصدر قراراته استنادا الى تحكيم عقله. وبالتالي فليس في الديمقراطية من شيء الرجوع الى مرجع ما ليبارك قرارا او لسؤاله ما الذي يجب عمله. فمهما كان هذا المرجع فأنه يمارس املاء ارادته ورأيه, وهذه هي الترجمة العربية الحرفية لكلمة "الدكتاتورية". لذلك فليس في استشارة السيد السيستاني أو اي سيد اخر او شيخ, خاصة ان اعتبرت استشارته ملزمة, اية ممارسة ديمقراطية. قد يحصل المرء من خلالها على رأي ممتاز وقد يحصل على الراحة والإطمئنان, لكن ليس له ان يسميها ديمقراطية.
لقد أثبت جان جاك روسو في "العقد الإجتماعي" قبل قرون عديدة ان ليس من حق الشعب ان يتخلى عن حريته حتى ان اراد ذلك. المفروض ان يتخذ كل مواطن, دع عنك السياسي المنتخب, رأيه بدون الأخذ بنظر الإعتبار فيما اذا كان ذلك سيرضي مرجعاً معيناً ام لا, عدا ناخبيه وضميره.
ولكن ان كان الحرص على رضا المرجع الديني يشوه نقاء تمثيل السياسي الديني لناخبيه فيناقض الديمقراطية, فأن الحرص على رضا السفير الأمريكي اشد تشويها ونقضاً لها, لما في بعد افكار هذا الأخير ومصالحه عن رأي ومصلحة المواطن. وفي حين يعلم الناخب ذو المنطلق الديني أو المذهبي ان ممثله القادم في البرلمان والحكومة قد يستشير المرجع الديني, لاينتظر الليبرالي والعلماني من ممثله العمل بما يرضي السفير.

لا ثقة (إلا) بالشخصيات المستقلة

حين يكون المعروف سيئاً يكون للمجهول افضلية عليه, فقد يكون بالصدفة جيداً! هذا هو المنطق (المعقول بحد ذاته) الذي يتم على اساسه محاولة اغراء الناس بالتخلي عن من انتخبوا. واشهر هؤلاء "المجهولين" او "الحياديين" هم "التكنوقراط" و"الشخصيات المستقلة", والفكرة المشتركة بينهما ان "السياسيين وسخين جميعا" فلنبحث خارجهم. فكرة التكنوقراط كانت المودة كصفة ايجابية تحمس لها اضافة الى الأمريكان, العديد من السياسيين العراقيين, في حمى تشكيلة الحكومة الأولى, وهي تستند الى ان المناسب لمنصب الوزير هو من يفهم في مجال عمل الوزراة, وهو كلام فارغ يتنافى مثلاً مع الإفتخار الديمقراطي بتعيين وزير دفاع مدني مثلاً, وقد كتبت عن الموضوع سابقا (http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=18742 )

المودة في هذا اليوم "للمستقلين". اولاً القبول بهذه الصفة كصفة ايجابية من قبل الكتل السياسية, يعتبر اهانة لأعضائها. فالإنتماء اليها كان إذاً خفضاً لمصداقية الشخص من "مستقل" الى حزبي. هذا هراء طبعاً, ولكن حتى ان اعتبرناه صحيحاً فهو لا يفسر الحماس والضغط من قبل الأمريكان خاصة من اجل تسليم السلطات الهامة بيد
"مستقلين", فالمصداقية ليست انسب صفاة السياسيين بالنسبة للأجانب, دع عنك المحتلين. الصفة المهمة لدى المستقلين بالنسبة للأمريكان هي ان هؤلاء لايرتبطون بمبدأ معين, ولا برنامج لحزب سياسي معين, ولا يساندهم حزب معين في مواجهة اية ضغوط مستقبلية, وليس لهم قاعدة شعبية تحميهم واهم من كل ذلك ليس لديهم من يحاسبهم على سياساتهم وليست لهم احزاب مهددة بالخسارة في الإنتخابات القادمة ان لم تعجب تصرفات هؤلاء الساسة الشعب. لذا يتركز ضغط الأمريكان لتسليم الشخصيات المستقلة الحقائب الوزارية ذات العلاقة بالملف الامني كما يقول صباح الساعدي، عضو اللجنة السباعية المعـــــنية بالتباحث مع الكتل البرلمانية لـ «الحياة».

اليوم دعا رمسفيلد إلى ألا يختار الوزراء على أسس طائفية, وحث على أن يكونوا "أناسا كفوئين يعرفون مدى أهمية مكافحة الفساد." بالطبع لا اختلف مع ما يقوله رامسفلد ورايس, انما لا اثق ان يكون المقياس للحكم على الطائفية والفساد من خلال الأمريكان. للعراقيين مثل غيرهم ان يختاروا حكومتهم ويتعلموا من اخطائهم في الطائفية والعنصرية وفي محاربة الفساد, في حركة تتطور تدريجياً, اما ان وزيري الداخلية والدفاع يجب ان يحصلا على براءة من الطائفية يقيسها ويوقعها رمسفيلد فهو امر مرفوض. مرفوض مبدئياً ومرفوض عملياً, فالذي يحدثنا عن "ضمانات" ضد الطائفية قادم من اكثر حكومة طائفية عرفتها اميركا, تستند الى طائفة مسيحية متطرفة لولاها لم تكن لها أية فرصة في الفوز في الإنتخابات. وهل يمكن للمرء ان يتخيل رئيس أو رئيس وزراء غير يهودي لإسرائيل؟ وهل مرت في التأريخ الأمريكي حكومة اغزر فضائحاً واشد فساداً من حكومة بوش؟ (هذا الموقع يعدد 34 فضيحة كبرى لحكومة بوش: http://www.truthout.org/docs_05/011905D.shtml )
فهل يحبنا رايس وبوش ورمسفيلد ويتمنون لنا حكومة مثالية لايتمنوها لأعز اصدقائهم ولا حتى لأنفسهم؟

يبدو ان رئيس الوزراء الجديد, المالكي قد ابتلع الطعم ففي لقاء مع التلفزيون قال أن هناك جوا عاما بأن من يشغل وزارتي الداخلية والدفاع يجب أن يكون من المستقلين, فـ "قد يحسب الوزير على قائمة الائتلاف الشيعية أو التوافق السنية أو التحالف الكردية، لكن ينبغي أن يكون غير منتم لحزب أو مليشيا أو يتصف بصفة طائفية أو متهم بلون من ألوان الانحياز في ظواهر العنف المستخدم" (منقول من موقع الجزيرة). الرجل يتهم حزبه ضمنياً بكل هذه الصفاة, بل يتهم كل احزاب الكتل البرلمانية بها, فلا يجدون الا مستقلاً خال من السؤال: هل انتخبتكم جماهيركم لتصنعوا حكومة مستقلين لا علم لأحد بهم؟ من المسؤول عن تصرفات هؤلاء؟ من المسؤول عن تنفيذ وعودكم الإنتخابية؟ كيف يحتسب على قائمة معينة من إختار ان لاينتمي لإحد؟ أضننا سنشبع كلاماً من نوع " الوان الإنحياز في ظواهر العنف المستخدم" في المستقبل القريب.

عمار وجيه، من «الحزب الاسلامي» -جبهة التوافق يريد الشخصيات المستقلة "ان تكون شخصيات كفؤة ونـــزيهة ووطنية.": شروط غير قابلة للقياس أو الإثبات, خاصة في العراق.

فلاح شنيشل، من الكتلة الصدرية يقوم بمحاولة يائسة حين يضيف شرطاً على الشخصيات المستقلة قائلاً: "ولا توالي أي جهة خارجية سواء كانت اميركية او غيرها" وطبعاً مثل تلك الموالاة مستحيلة الإثبات, خاصة في جو العلاقات المتساندة في السياسة العراقية, التي تمكنت حتى اليوم من حماية اصحاب اكبر الفضائح من التحقيق.

فـ "المستقلين" ( او بعبارة بديلة يجري تداولها "وزراء من خارج الكتل البرلمانية") مثل اخوانهم "التكنوقراط" يتميزون بإعفائهم من الضغوط التي تفرضها الديمقراطية على السياسي. فهم لاينتخبون, ولايخضعون لشروط يمكن قياسها او اثباتها, وليس لهم برنامج محدد, وليس لهم حزب يساندهم او يحاسبهم خشية من الإنتخابات التالية. انهم بإختصار: النعيم ذاته بالنسبة للقوى المتمكنة التي تخطط للضغط من اجل تسيير برامجها الخاصة.

لعبة كرة قدم وطنية

بعد تشكيلها قررت حكومة الوحدة الوطنية اقامة مباراة لكرة القدم لتعريف الناس بالسياسيين الذين تقسموا الى فريقين واستعدوا للمباراة. كان الناس يتوقعون مباراة تعبانة, لأنه ليس من احد من الفريقين قد لعب سابقاً ليعرف قوانين كرة القدم. احد اللاعبين كان قد رأى مباراة في التلفزيون فقال لهم انه يعرف كيف تبدأ: تجري القرعة, والفريق الكاسب يبدأ بضرب الكرة الى الجهة المقابلة.
بعد لأي, وجد احدهم قطعة نقدية في جيبه, وسأل احد الفريقين: طرة لو كتبة؟ عقد الفريق الثاني جلسة سرية للتشاور, ثم اتفقوا على شيء وارسلوا احدهم ليقوله. قبل ان ينطق هذا صاح لاعب من الفريق الثاني: ولماذا انتم تختارون اولاً؟ نحن نختار, وانتم تلقون الدرهم. وبعد اخذ ورد, طال حتى ضجر الناس من الإنتظار قرروا ان يلعبوا القرعة ليحددوا من يلعب القرعة على الكرة.

لا اطيل عليكم, في النهاية لعبت القرعة وكان البدء من نصيب الفريق الأيمن. ولكن قبل ان يضرب اللاعب الكرة, صرخ لاعب من الفريق الأيسر لم يكن متابعاً للموضوع : "لماذا انتم اولاً؟"
عبثاً حاول البعض ان يشرح له ان هناك شوط اخر سيكون لهم ان يضربوا الكرة اولاً, فقد كان الرجل مصراً على رأيه. قال لاعب من الفريق الأيمن: هذا استحقاق القرعة التي اجريناها, فرد عليه لاعب ايسر تحمس لنصرة صاحبه: طيب هذا استحقاق القرعة, وأين استحقاق الملعب؟ - عيني شنو هذا "استحقاق الملعب" – "نعم استحقاق الملعب, شنو الملعب مو آدمي؟"
المهم, صارت خبصة وصياح والجمهور طلعت روحه. اخيراً اتفق اللاعبون على حل, وهو ان تكون ضربة البداية بأن يضرب كل اللاعبين من الفريقين الكرة في نفس اللحظة من اجل ان تتحقق المساواة, واطلقوا على فكرتهم اسم "ضربة وحدة وطنية" تيمناً بإسم الحكومة الجديدة, وحتى تكون الضربة "قوية".

سنفتقد كشف سجون التعذيب

للمرة الثانية تكشف القوات الأمريكية سجوناً تابعة للداخلية العراقية يمارس فيها التعذيب. في المرة الأولى اخذ الأمريكان السجناء, لكنهم هذه المرة تركوا معظمهم. على اية حال ان مجرد كشف الموضوع امر مفيد. زيارة رمسفيلد كانت خيراً للسجناء. وبمناسبة الحديث عن رمسفيلد, يذكر له وللإدارة الأمريكية فضل التركيز على فضائح صدام ومنها حلبجة, وإيصالها الى العالم, في الفترة التي سبقت الحرب وبعدها.

لكن الحق يقال, ان رمسفيلد لم يكن مبدئياً جداً في الفترة التي ضرب فيها صدام حلبجة وانفل الأكراد ومن كان معهم من العرب. حينها بذل وصديقه كولن باول جهدا كبيرا لمنع الأمم المتحدة من اصدار ادانة لصدام, وقالا ان الذي ضرب حلبجة هم الإيرانيون. متى يتصرف الأمريكان بمبدأية عالية ومتى تكون منخفضة؟ يقال ان المبدأية تنزل عليهم فقط عندما لايحبون الحاكم. تلك من محاسن إنتخاب حاكم لا يحبه الأمريكان!

سمعت كونداليزا تقول عن رئيس وزرائنا الجديد: "هذا الرجل يمكننا العمل معه."
هل يعني هذا ان الأمريكان لن يكتشفوا اية سجون مستقبلاً؟ مساكين مساجين العراق الجدد!

الجعفري واشتراكية صدام

لن يكون الجعفري رئيساً للحكومة, لكنه قد يشغل منصباً وزارياً او حكومياً عالياً, وحتى دون ذلك فأن موقعه السياسي يتيح له ان يبقى مؤثراً في مسيرة العراق, ولذلك فأن دراسة نظرة الرجل الى الأمور ونقدها تبقى هامة لمستقبل البلد.
في " هذه رؤيتي للعراق .." كتب ابراهيم الجعفري : " أما التحدي الكبير الآخر الذي تواجهه حكومتي فيتمثل في انعاش الاقتصاد. فقد اغرق العراق بعقود من سياسات البعث الاشتراكية، التي جعلت الملايين يعتمدون على هبات الحكومة. يجب علينا أن نشجع المقاولات والمشاريع بينما نحاول اقامة ما يكفي من شبكات الحماية للناس الأقل امتيازا، فإعادة تأهيل الاقتصاد تستدعي اجراء بعض التغييرات الصارمة، مثل تقليص الدعم الحكومي للبنزين، وهو ما بدأته حكومتي."
واقول له: اولاً لم تكن سياسة البعث, خاصة في زمن صدام الذي تتحدث عنه, لا اشتراكية ولا رأسمالية ولا اي نظام اخر, وانما كانت سياسة عصابات مافيا لا تشوبها شائبة, ولا اضنك بحاجة الى اثباتات لذلك, ولذا فأن تهمتك للإشتراكية في غير محلها. وان كنت تستشهد بأقوال صدام لإثبات اشتراكيته, فيمكننا بنفس الطريقة ان نقول ان صدام دمر العراق بسياساته الأسلامية, فكثرما ادعى الورع والتقوى. وإن كنت تستشهد بشعار البعث عن الأشتراكية فيمكننا اذن ان ندعي ان البعث كان يؤمن بـ"الحرية" التي جاءت في الشعار قبل "الأشتراكية". هذا من ناحية.

أفضل مفاوضي الحكم في العراق

إن كان التمثيل الجيد لناخبيه , ودفاعه الدقيق والمخلص عن مصالحهم هو المقياس لجودة السياسي في النظام الديمقراطي, فأن الأفضل من بين جميع المشاركين في مفاوضات الحكم العراقية بعد الإنتخابات هو بلا اي شك.. .....خليل زاد..سعادة السفير الأمريكي

البحث عن تعريف للـ"الإستحقاق الوطني"

ما زال تعبير "الإستحقاق الوطني" يستعمل بحرية وكثافة من قبل السياسيين العراقيين من جميع الكتل والإتجاهات بلا استثناء. من يخبرني كيف نعرف "الإستحقاق الوطني" بكلمات واضحة دون تخريب معنى الإنتخابات وبالتالي الديمقراطية؟
.......وما دمنا هنا فلدي سؤال.....
الأمريكان: هل هم استحقاق انتخابي ام وطني؟

يشارك الأمريكان في تشكيل الحكومة الجديدة بنشاط ملحوظ وصريح: فهم من جهة يفاوضون المقاومة من اجل مشاركتها في السلطة. وان لم نرد ان نتهم الأمريكان بالخيانة لوطنهم فيفترض انهم يفاوضون بإتجاه المصالح الأمريكية التي لا تتفق بالضرورة مع العراقية. لكن ذلك لايبدوا مقلقاً للساسة العراقيين الجدد.
ومن جهة اخرى "يطالب" السفير الاميركي لـ "مرشحيه" ( بالضغط والمفاوضات, تماما كما تطالب الكتل السياسية العراقية) بكل من وزارة الدفاع (حاجم الحسني من القائمة العراقية) و وزارة الداخلية (احمد الجلبي أو قاسم داود) . يتم ذلك دون سرية او حرج, لا على من يطرحهم السفير مرشحين عنه, ولا لباقي السياسيين الذين يبدوا لي انهم صاروا منومين مغناطيسياً فلا يرون ضيراً او غرابةً في مثل هذا الموقف المهين, ولا يحتاجون الى تناوله في الغرف الخلفية حفضاً لبعض ماء الوجه.
موقف السفير مفهوم: فمن الطبيعي انه كلما تعود السياسيون العراقيون قلة ماء الوجه سهل التعامل معهم, لذا فأن طرح مثل تلك الترشيحات بصراحة له مكاسب متعددة. فإضافة الى وضع الشخص المناسب للسفير في مناصب اخطر الوزارات, يتم بناء تراث سياسي خال من الحياء والكلفة بين السفير والسياسيين العراقيين, ويتم تعويد الأذن العراقية على سماع هذه الأنغام المهينة فلا تعود تتحسس لها مستقبلاً. أما حجج الإختيار الأمريكي فتعّودنا التفاهة في انتقاء اسباب خياراتنا, وهي هنا لهؤلاء الوزراء : " كونهم شخصيات مستقلة وليس لديها ميليشيات."
رايس هي الأخرى ادمنت التتمتع بهذا الدور فأكثرت زياراتها الى العراق حيث لها السلطة العليا, وهي "تطالب" بـ "ضمان" الا تؤثر النزعات الطائفية على اختيار الزعماء العراقيين لوزير الداخلية والوزراء الاخرين.

من اين لرايس ان تضع شروطاً وتطالب بضمانات, حتى وان كانت ايجابية؟ هل إستحقاقها انتخابي ام وطني؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي تداعيات إبطال محكمة العدل الأوروبية اتفاقيين تجاريين م


.. إسرائيل تستعد لشن هجوم -قوي وكبير- على إيران.. هل تستهدف الم




.. واشنطن بوست: تساؤلات بشأن مدى تضرر القواعد العسكرية الإسرائي


.. مسيرات تجوب مدنا يابانية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة




.. رقعة | كيف أبدل إعصار هيلين ملامح بلدات نورث كارولينا في أمر