الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنان فرعونى يقطن الصعيد - من الغزل والنسيج الى العالمية

اشرف عتريس

2019 / 4 / 14
الادب والفن


فنان فرعونى يقطن الصعيد – من مصنع الغزل والنسيج الى العالمية


هو نتاج حضارة مصر القديمة التى أبهرت العالم بنقش الفنان على جدران المعابد وتسجيل الحياة اليومية بكل تفاصيلها وسيرة الملوك (الالهة ) وأرباب الاسر عبر تاريخ البشرية والحضارات العظيمة ..
حسن عبد الرحمن حسن ( 69 عام ) من صعيد مصر – محافظة المنيا (عروس الصعيد ) تلك القرية الصغيرة ( زواية سلطان ) – الجانب الاخر من النهر (الشرق )
حيث يرقد الاباء والاجداد فى سلام أبدى ..
تلك الطبيعة الحاضنة للمكان الذى نشأ فيه وهو الذى لم يكمل تعليمه وعمل فى مصنع الغزل والنسيج بالمنيا ثم تمرد وعمل (جزارا ) وهى مهنة والده فى بلدته الصغيرة ورفض الاستمرار طواعية لهذا الفقر وعسر الحال وتقلبات الزمن القاسى الذى لا يرحم الفقراء ومواهبهم حيث تفجرت موهبته مبكرا وشكل من الطين أشكالا ورسم على حوائط البيوت القديمة ماجعله مختلفا متفردا يؤمن بموهبة عظيمة من داخله وحاول جاهدا البحث عن هذا الاحتواء الذى يفتقده فى قصر ثقافة المنيا فصادق من أخلص وأعتزل من خان وشكك فى تلقائيته الفطرية فى الحوار والحديث والتعبير بكافة الاشكال الخطابية والفنية .
شارك فى معارض فنية ولوحاته الخاصة فى قاعة الفنون التشكيلية بقصر ثقافة المنيا
واشار عليه بعض الاصدقاء بزيارة القاهرة (الاتيليه ) ومحاولة الخروج من هذا الحيز الضيق الى آفاق أرحب من خياله ومايحيط به من واقع ليس باليسير ..
عبر سيرته الذاتية تعرف على العديد من الفنانين الذين صادقهم فيما بعد وبطبيعته المسالمة لم يختصم أحدا قدر اصراره الشديد على التحقق ..
فكانت (الدراسات الحرة ) فى كلية الفنون الجميلة وقد انبهر الجميع من ذلك الطالب المبدع المحب الذى لا يعرف غير الريشة واللوحة والالوان والرغبة فى التميز ..
ولم لا وهو الذى يحمل جينات الحضارات وروعة الاجداد وابداعهم الفطرى هاضما لكل المؤثرات الفنية فى نقوش ورسومات جدران (معابد بنى حسن ) ثم الجمال الزاخر فى الفنون القبطية (جبل الطير ) والهوس بأساطير السر الشعبية لبنى هلال
وقصص أبو زيد الهلالى التى كان مولعا بها ويسمعها فى الاذاعة بصوت زكريا الحجاوى أحد رموز الأدب الشعبى فى مصر ..






كانت عين الفنان حسن الشرق بمثابة الكاميرا التى ترصد وتخزن تلك الصور والرسوم على بيوت الفلاحين فى مناسبات الحج والزواج وأبدع فيها حيث المعارض فى المنيا والعاصمتين الاولى والثانية ( القاهرة والاسكندرية ) ..
قدر ما يتجول قدر ما يزداد معرفة وحرفية فى الاداء وتعارف بالاصدقاء – وتلك قيمة كبيرة لا ينكرها بلسانه وفى احاديثه حيث يفصح دوما ان (علاقات الصداقة ) أفاد منها كثيرا حتى جاءت اللحظة الفارقة فى حياته وشاهدت المستشرقة الالمانية (اورسيلا شورنج ) لوحاته وتعاقدت معه على معرض مشترك فى القرية الفرعونية
فى شارع البحر الاعظم ثم قامت بصفتها (قومسيرة ) بتفعيل الاتفاق – التعاقد وعمل معارض له خارج مصر فى روما وباريس – بلاد الفن ورواده – لكنه ظل يؤكد هوية مصر برؤيته الفنية من خلال قصص التراث الشعبى والريف المصرى وتوالت الاعمال والمعارض وتأجير صالات العرض والسفر والرحلات ثم العودة دائما الى حضن الوطن ( القرية ) التى يعتبرها وطنه الاول ومكان تفجرت فيه موهبته وولادة ابداعه والاحساس به رغم كل الظروف ورفض الاسرة والزوجة والاقارب حتى الاصدقاء لما يقوم به .
يذكر حسن الشرق انه أول فنان فى الوطن العربى الذى يشارك بلوحاته فى متحف (اللوفر ) وتصبح من مقتنيات المتحف تحت يافطة ( ممنوع اللمس ) تلك ذكرى أثيرة لدية يعتز بها جدا .
ايضا يستدعى حسن الشرق بعض ذكرياته الجميلة التى لا ينساها ان مجموع اللوحات التى بيعت فى اول معرض فى باريس كانت حوالى 12 لوحة بالاضافة الى 5 قطع نحتية وتذكارات الهدايا .
من المواقف الطريفة التى يذكرها حسن الشرق انه لايجيد لغة غير العربية وعند السفر الى روما وفرنسا كانت ( اورسيلا ) تقوم بدور المترجم لكل ما يريد الافصاح عنه من بداية سلم الطائرة الى صالة المعرض أو المتحف وماعليه سوى التوقيع بالعربية لاسمه والحرف الاول والثانى بالانجليزية على التذكارات والاوتوجراف
ونطق كلمة thank you
من الفنانين الذين تأثر بهم هذا الفنان العالمى بطبيعته السمحة ولا ينكر فضل الاخرين فى حديثه عن الفنان الكبير حسين بيكار ومجلة (السندباد ) و(بساط الريح ) وقد رسم وصمم غلاف الف ليلة وليلة لجمال الغيطانى والسيرة الهلالية ( ثلاث أجزاء ) وله متحف باسمه فى قرية زاوية سلطان يعد مزارا سياحيا وثقافيا لعروس الصعيد الذى يفخر بهذا العبقرى الصعيدى الذى جال انحاء العالم وكان سفيرا لبلاده عبر رحلات وجولات حتى وصل الى مدينة (شنجهاى ) الشهيرة
والتى عرضت عليه بيع سر التركيبة للالوان التى يستخدمها والتى تحقق معادلة (ثبات اللون ) كما تميز بها الفراعنة فى حضارة مصر القديمة وهذا انجازا يضاف الى مسيرته الفنية التى يشرف بها ونحن ايضا .

جدير بالذكر ان لحظات (الضعف ) لدى الفنان حسن الشرق دائما ينعى حال الجيل الجديد الذى يهاجر ولا يقيم فى بلاده آثرا الربح والتربح السريع والبحث عن الشهرة سريعا دون انتماء للوطن وصبر على الصعاب ..
كانت هذه شكايته الوحيدة فى لقاء معه فى بيته وهذا الحوار الطويل حول سيرته ومشواره الفنى وسر التميز والتفوق وبداية الاحتراف والسفر الى بلاد العالم ثم العودة الى الوطن الذى يعشقه كما يعشق اسمه ( حسن الشرق – ابن النيل ) ..
شكرا للفنان الطيب الجميل وشكرا لهذه المساحة من تفكيركم الحر الجرئ الباحث دائما عن الحق والحقيقة والفن والمبدعين فى كل مكان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-