الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلول واهيه لواقع مر مرير

عبد الاخوة التميمي

2006 / 4 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الناس طبائع وانماط من السلوك الاجتماعي يختلف فيها بعضهم عن البعض الاخر مثلما تختلف وجهات النظر السياسيه تبعا لدرجات واسباب الوعي وعمق التجربه واستيعابها وانعكاس الاحداث عليها ودرجة التفاعل وكل ذلك ليس بمعزل عن الواقع البيئي الذي هو الاخر يختلف فيه البدوي عن الفلاحي والريفي عن المديني والزراعي عن الصناعي والصناعي عن مابعد الصناعي ولكل ذلك انعكاساته النفسيه التي تترك بصماتها على امزجة الجماهيروبلورة القاده ...كذلك يوجد تنوع بشري فيه من التقاليد والعادات السلبيه مالاتسطيع انواع المعرفه حصرها وتبرير اسبابها فيهم من يفشل في زواجه فيلعن جميع الزوجات ولربما هو المخطئ واخر يفشل مع اولاده فلن يرى الا الصبيانيه والتمرد فيهم بغض النظر عن من هو المخطئ هو ام هم و منهم من تستهويه سلوكيات لم يرى الاخرون فيها اكثر من حماقه لرغبه ذاتيه لا تتجاوز منافعها حدود المتعه الشخصيه يحسبها البعض تصرف شخصي ويراها الاخر سلوكا اجتماعيا غير مقبول اما ما ايقض صحوة المواجع في جروح تاريخي ذلك الاشمئزاز من سلطة المبادئ التي استنزف مجيئها جل عمري واجمل سني شبابي لترتطم بجبل المحاصصه العرقيه والطائفيه التي اسوأ ما في التطلع الى نتائجها ثقافة الاحباط التي شرنقت خيوطها نخبة المثقفين بعد ان ادمنت على مخدرات الوعود الفارغه وسطحت اجيال او ما اصطلح على تسميتهم بالرأي العام وهنا صدمة النكوص ..اقول ذلك ليس من باب الركون لسلبية السكينه والابتعاد عن جدلية التفاعل مع مفهوم نظرية تحقيق الممكن والعمل على دراسة المستحيل وهذا العامل استدعى مني مناقشة بعض الرسائل التي قرأتها في بريدي الالكتروني خصيصا ذات الصله ببحث لي كان بعنوان (من يطبق الحل للكارثه العراقيه ان وجد..؟) ومن بين ابرز من كتبوا وارسلو لي المناضله الكبيرة (سعاد خيري) حيث خاطبتني باسمى الكلمات وابرعها حين قالت (كيف لمن وضع كل هذه النقاط على الحروف واغتنى بتجارب شعبنا ؤالشعوب الاخرى يبقى يتسائل عمن ينقذ شعبنا من الكوارث التي يعيشها والمصير الحالك الخ ) هذا جزء مما اغنتني به من تقييم له عبق الكفاح وشذى استشراف المستقبل وهي محقه كونها واحده من اولئك المناضلين الذين شيدوا اولى مدارس العمل النضالي الديمقراطي في العراق بشكلها المنهجي المتبلور ولكن انا وزملائي من الجيل الذي تلا جيل المناضله(سعاد خيري) مباشرة والذي جسد جدلية نهاية التراكم الكمي عبر الاف السنين في الانتقال الديناميكي التي شكلت الباحثه ومن عاصروها من جيلها بالعنصر الذاتي في جدلية مملكة الضروره والحريه التي لازمت التطور عبر فلسفة التفسير المادي للتاريخ يبقى اسير مملكة العمالقه من امثالها
اما وجهة نظري في اسباب التغيير الحاصل في العراق والنتائج التي تمخضت عنه والتي جنت ثماره واستحوذت على مفاصل ادوات التحول فيه تلك القوى التي ابتلعت
مكتسباته وعززت التناقضات التي نخرت تطلعات الجماهير والمتمثله في
1. التركيبه المختلفه لقوى الاسلام السياسي بكل تناقضها وتناحرها المعلن حين تصادر مصالح البعض منها وغيرالمعلن حين تجد في نفسها عدم القدره للقيام باعباء المجاهره في مواجهة المد اليبرالي عندما يتحول الى قوة مؤثره تستخدمها الجماهير في بناء كيانها الحضاري الديمقراطي في خلق ثقافة الحوار واحترام الراي الاخر وتعزيز دور الفرد والمجتمع في نسائه ورجاله ومحاربة ثقافة العنف والابتعاد عن اجترار ثقافة الماضي التي لاتصلح الا لمنهج البحث الاكاديمي لتوثيق فصول الخير والشر بما ينفع الباحثين واخذ العبره ليس الا لما فيه تجاوز سلبيات الحاضر وتاسيسا موضوعيا لاجيال المستقبل
2. كتبت في بحوث سابقه ان واحده من ابرز عوامل النكوص والتخلف في تاخر مسيرة شعبنا هي تسييج تطلعاته بشرنقة الاضطهاد وثقافة التعسف جراء الانتفاخ الاعلامي في تمجيد دور الفرد وتزكية وتبرير تسلطه مع خلو الساحه السياسيه والاعلاميه من ثقافة ا لراي الجماعي والحكم الدستوري الجماعي مع غياب الاداة اوالعنصر الذاتي في التضاد الثقافي لخلع رداء الالوهيه عن الفرد وتعرية ديكتاتوريته وقد استغرق ذلك عقود لا بل قرون طويله من ثقافة التسلط
3. ان مايدعو للحزن وهذا ليس من باب التشاؤم كون البديل لثقافة الفرد الواحد والحزب الواحد والراي الواحد انتقلت الى ثقافة التفاخر بالاطلال والبكاء على الماضي وان كان هذا الماضي قويا ورائعا وصحيحا في زمنه ومنصفا لمرحلته بمواجهة خصومه وانتصر مظلوما لاظالما وضرب المثل الاعلى في تطبيق المبادئ وسجل اروع صحائف التاريخ اشراقا مما يلزمنا ان نتعامل مع مرحلتنا بما تستوجبه شروط واسباب انماط العيش فيها بمايليق برفاه الانسان وحماية حقوقه وتعزيز امنه وهذا هو الوفاء بعينه لكل ماضينا الايجابي اما اولئك الذين حاربواالشعب والديمقراطيه باسم مقاومة الاحتلال وقاموا بتصفية حسابات لا انسانيه وبصور بشعه مع ابناء شعبنا مستمرئين الدم والتخلف ومن ثم التخندق في مواجهة التطور مضافا لذلك كله بعض التصرف العرقي الذي لايخدم حتى مصالح القوميات المظلومه في زمن التسلط الشوفيني مما حدى بالمراقب السياسي الوطني ان يثير الاسئله التاليه....
علىوفق اي خطاب نستعيد ثقة الشعب ؟ وبموجب اي عمل نبدد وهم الوعود الفارغه..؟وعلى اساس من سنحكم.؟وعلى اي منهج سنسير؟وان قيل لنا بموجب الدستور فهل ان مواده المتناقضه والعموميه والمبهمه احيانا اخرى ستكون اساسا صالحا للعمل..؟وهل بالامكان ان نواجه قوى الرده العنيفه بفساد مالي واداري وقضاء ضعيفا..؟ هذا مايجعلني اتوقف قليلا وقبل الا جابه على هذه الاسئله علي ان اقر بدء ذي بدء بان شعبنا بعد التغييرفي 9-4-2003 قد تشضى وتحاصص وفقا لرغبات القيادات الحزبيه الكبيرة الاسلاميه منها والعرقيه ولم يكن للقوى الديمقراطيه اي دور لقلة تاثيرها وضعف امكانياتها الماليه ورضوخ الكثير من الشرائح الاجتماعيه لثقافة التسطيح التي نفخها بوق الحكومات القمعيه عبر قرون من الزمن المضاع. والذي انتهى اخيرا ان تتحول المنطقه الى مفقس لثقافة التخلف وتفريخ الارهاب الذي غذته بعض القوى الخارجيه بالاضافه الى جاهزية حاضناته المتقنه في الداخل لوجود البيئه المناسبه لنموه.مما اضاع الفرصه على بعض احزابه في دراسة اسباب تكوينه ونمو اذرعه مع وضع الحلول المناسبه للسيطرة على مسيرة تختلف في جوهرها ومكوناتها وتوافقاتها وعوامل نشؤها عن جميع المسيرات والظواهر التي مرت بشعبنا عبر تاريخه النضالي الطويل.
وهذا يحتاج الى اعادة تقييم اكبر واوسع . من هنا اقتضى القول ان ثقتنا بشعبنا ستبقى عاليه وان نضالنا الذي استنزف منا اجود سني عمرنا وتحدى من اراد منا ان نكون جزءا من الجدران التي كنا نتنفس في داخلها عبير الحريه لشعبنا و التي كان لها متسع في صدورنا اكبر من السجن الذي كنا فيه.وهذا مبعث تفاؤلنا ولكن ما يجعلني ابرر تشاؤم الاخرين من الخيريين كون اعداء الديمقراطيه بالامس هم القاده للجماهير في تطبيق ديمقراطية اليوم و وفق مقاسات لا تتعدى ديمقراطيه النخبه الحاكمه ..وهذا مبعث اختلافي مع بعض المفكرين والسياسيين والباحثين في تحليل الظاهرة العراقيه...كون الواقع المر المريريحكمه خليط من قوى اسلاميه وعرقيه واخرى هامشيه مع وجود عنصر قوة تحكمه ستراتيجات المصالح لمن جاء بجميع اللاعبين للساحه السياسيه مع فوز محسوم مسبقا.وهذا ما يجعل بعض القيادات لا تحتاج الى ماضي نضالي بقدر ما تحتاج الى تحريك الرؤوس ايجابيا للاسفل للموافقه على خير القرارات وشرها حفاضا على المنصب الذي تحول الى ارخص بضاعه في اسواق الفساد المالي والاداري وهذا يعني ايضا صعوبة الحل المراد تحقيقه في الوقت الحاضر كحد ادنى من خلال تفسيري للمرحله القادمه بتناقضات قواها وارتباط ذلك بما يدور في المنطقه من تحد واستجابه وتشرذم مقرون ببناء وهدم لقوى تتعارض واخرى تتوائم مع الارهاب وحسب مقتضيات الاهداف والمصالح بغض النظر عن توافقها مع رغبات الشعوب والابتعاد عنها ومن هذا المنطلق اقتضى التعامل مع الثوابت بطريقه جدليه كونها تخضع للمتغيرات التي عملت على تجزئة المرحله وتشظيها اسوة بتشظي الشعب وهنا استوجبت الحنكه العاليه في اعادة حسابات المرحله على اساس مقتضيات تحول العالم من فضاءاته الفسيحه الى قريه صغيرة وانتقال مفاهيم البقاء من البقاء للاقوى الى البقاء للاوعى بمفهومه العلمي الحضاري وعلى طريقة (
كل شئ في الحياة يتغير الا التغيير فانه لن يتغير)وهذا سبب القلق المشروع على مصالح شعبنا,.كوني ارى توفر ضروف الاغراء وتعدد المتغيرات واختلاط مفاهيم فلسفات التطور وتشابك بعضها بالبعض الاخر وضبابية نماذج ترابط الايديولوجيات الشموليه ببرنامجيات غير متجانسه في الوصول الى المغانم من خلال الوثوب للسلطه.
واخيرا سابقى اشد بيدي مع كل من يحقق الرفاه لشعبي وتعزيز سيادته في وطنه مقرون بالسير وفق مبادئ الديمقراطيه وسلمية انتقال السلطه ولم ولن اكون داعيه للاحباط مع تمنياتي بالنجاح للحكومه القادمه في تحقيق الامن والرفاه الاقتصادي لشعبنا العزيز. وهذا محك تطبيق المبادئ
وايماني الذي لا يتزعزع في دور الشعب الذي لن تلغيه كل السلطات وسيحاسب اكثر من اساء له باسمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو