الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر في مواجهة هيمنة الدول العظمى

زهير دحمور
باحث

2019 / 4 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إن غرق العالم الثالث في موجة المشاكل السياسية والاقتصادية، وزيادة الدول الغنية غنى والفقيرة فقرا منذ أكثر من ستين سنة لا يترك مجالا للشك في كونها معرضة لمؤامرة الدول الكبرى التي تبسط نفوذها على كل مناحي حياة الشعوب النامية ولنا في التجربة البرازيلية إجابة شافية كافية، الدولة التي كلما حاولت أن تتقدم بخطوة إلى الأمام تعرضت إلى شتى العوائق والمثبطات الداخلية والخارجية.
فهل العالم الثالث -حقيقة- يعيش تحت وطأة نظرية المؤامرة؟
ومع أن نظرية المؤامرة صارت من الطابوهات ، وقد تأخذ إلى حدا ما بعدا آخر يكون فيه مصير المتحدث عنها كمصير الطاعن في الساميّة إلا أن هذه النظرية صارت ظاهرة للعيان يفرض الواقع صحتها فمواقف الدول المهيمنة على المسرح العالمي لا تدخر جهدا في إفشال أي تجربة نهضوية أو تنموية مهما كانت قليقة النتائج أو تخدم مصالح هذه الدول العظمى بكم الفوبيا التي تعيشها هذه الدول اتجاه صعود علم تلك الدول السائرة في طريق النمو ولهذا يسير العالم نحو المجاعة والأمية وشتى الآفات وهو ما انعكس سلبا على السياسات الداخلية للدول، وهو كذلك ما جعل هذه الدول بفعل الإيديولوجيات الأنظمة تحت رحمة كل ما هو استعماري بفعل المديونية وإقحامها في معاهدات تمس بسيادة الدول.
من طبيعة الثورة ان تقوم غير واعية، وأن ما ينصع وعي هذه الثورات هو الأزمات التي تعتريها من ثورات مضادة وثورات تصحيحية وأخرى ارتدادية، ولهذا كان الربيع العربي مسلوبا من جميع الدول العربية، والآن -وبعد ثماني سنوات- نحن أمام ثورتين: الثورة السودانية، والثورة الجزائرية
فهل سيكون سيناريو الربيع العربي نتيجة حتمية تؤول إليها هاتان الثورتان في البلدين الاستراتيجيين عربيا وإفريقيا؟
سأكتفي بالحديث عن الجزائر لكونها بلدي أولا، ولأنني في قلب أحداثها كما تعني أي فرد من أفراد هذا الوطن ثانيا؟
الشيء المميز في الثورة الجزائرية السلمية ان الشعب حاول التجديدن وهو ما يدل على ان هناك فجوة كبيرة بين جيلين؛ جيل الشباب وجيل الشيوخ والى حد ما كانت المطالب نهضوية بالدرجة الاولى على عكس ما كان يطمح إليه في الثمانينيات أو في موجة الربيع العربي، ان الشعب الجزائري الآنيحاول أن يكرس أربع مبادئ هي: الحرية (كمفهوم حضاري إنساني)، السيادة (كمفهوم سياسي)، العدالة (كمفهوم اجتماعي)، والتنمية (كمفهوم جامع لمجالات مختفلة ثقافية تربوية اقتصادية... الخ).
لقد مثلت ثورة الجزائر ثورة ضد الهيمنة والسيطرة الخارجية على السياسة الخارجية والثروات، وبالتالي يمكن القول ان الثورة الجزائرية قد أخلطت حسابات تلك الدول المركزية كفرنسا، أمريكا، بريطانيا، ايطاليا، اسبانيا، لأنها مست مصالحها في الوقت الذي يتم فيه خضوع تام للعالم ولهذا فمن الطبيعي جدا أن أوروبا لن تسمحبقيام جمهورية ثانية في مواجهتها عن طريق شعب متحضر أو قابل للتحضر لسببين:
أولهما: أن هذا الفعل هو بحد ذاته مساس بمصالحها في منطقة شمال إفريقيا .
ثانيهما: اعتبار تاريخي حضاري وذلك للحركة الاحيائية التي تنادي بها شعوب المغرب الكبير والجزائر بالخصوص موازاة مع حركة الهجرة الشرعية وغير الشرعية اللتين صنعتا توسعا إسلاميا شعبويا في أوروبا لهذا نجد في كثير من الدراسات الغربية السياسية تركز في الآونة الأخير على الشعوب أكثر من تركيزها على سياسة الأنظمة وخاصة بعد أن اتضح للغرب أن هناك فجوة عظيمة بين الانظمة وشعوبها فهذه الشعوب لا تعتبر الانظمة التي تمثلها شرعية ولو ضمنيا.
ولهذا الثورة الجزائرية ليست مجرد ثورة اقتصاديةتنادي بتوفير الخبز ورفع الأجور بقدر ما هي ثورة تعيد الاعتبار لكرامة الإنسان، ولكونها ذات بعد إنساني فمن لبمحتمل أن نجاحها هو بمثابة خارطة طريق للشعوب المغلوبة على أمرها كدول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعض دول جنوب شرق آسيا لأنها دول تتفق في كثير من المشاكل والطموحات، ولذا يمكننا الجزم بأن العالم وبالخصوص العالم الثالث هو عالم قابل للاشتعال وهو ينتظر فقط فرصة سانحة للانتفاض من أجل وضع حد للهيمنة التي طالما أذلته رغم القدرات الجبارة التي تمتلكها ليكون أحسن مما هو عليه اليوم... مختصر القول هو أن العالم يسير في منعرج تاريخي تنقلب فيه موازين القوى ليكون عهد جديد بفلسفة ورؤيا مغايرة لما كنا نعيشه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي