الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيان يفقد خطاة

نجلاء صبرى

2006 / 4 / 29
الادب والفن


يغفو الشوق فيّ ليهطل الكون علىّ بصباحات جديدة
تشرق على سماءات زرقاء كحلم يكمن بين شاطئي مقلتيك .

بعينيك بحر
والبحر متلاطمة أمواجه ..
تتموج فيه الأحلام من وقت علم فيه البحر مياهه التموج
فدفة وجدي تلاطمك غوصًا تفتيشًا عن لؤلؤ صدرك وزبرجد حلمي

أجدف بحلمي في تيار الحنين
وترسو حياتي على شعاع شمس يبزغ مرة كل مائة دهر
بعالم القلب المثلج الناصع البياض ولكن بياضه قاتل لنبض الوليد .
متجلد كقسوة غيمة عندما تجافي أرض بوار ..
تتفتت ذراتها صراخًا لقطرة ارتواء
فتمد الغيمة لها لسانها وتصاحب ريح لتهطل ريًا لأرض تكاد تطفح بكاء

هكذا هي الحياة لعبة مكر وقيظ وفيض وحرمان ؛
توازٍ لا يتوازى وخط لا يستقيم
أعود لهدبيك وشطآن الأمان ؛
أعود لإبحاري وحلم قد لا يكون
وإن كان فقد يهدره الإمكان .

تراني جميلة حد التقديس
وتدهش لأني أشبه البحر حد كمون العقل وراء دهشة زيغ المشاعر...
تراني كأساطير الحكايا وترسم لى بكل زمن ولادة
وبكل خطوة وثبة ومحاذاة وبكل بسمة تكوين .

ترشقني كبنفسجة مبهجة ولا تدرك كنية الحزن القادم ؛
مغيب لأنك عاشق تحلم بغفوة طفل بصدر حنون. تراني ...!!!
أتراني...؟؟؟
نعم... نعم
تراني بعينيّ شوقك وترسم لي صورة تفوق ما قد أكون .

سئمت البرود وجدران حزني ...
سئمت وأكاد أنفض قيد العادات ....
وأهفو إليك لأحقق حلمًا يفوق جنوني جنون ...
ولكن المخاض عسير عسير وأنا أعيش بكون حقير ....
سأسهب في وصف طيّ الزمان
واحكي كيف دفقت أخاديد عمري فيضان الضياع


فعمري يذبل كقش سنابل قمح الحصيد
وأخشى أن يضيع سر الجنون فدائما واقعي لحلمي يخون

فإن كنت لك ..!!!
أتضمن لي سكون الضفاف ؟
أتضمن لي عثرات أيام الزمان العجاف ؟
أتحمل عني نتوء الضمير ؟
أتنزع عنك غبار المشاعر وحصد التملك ؟
أتفهم زيغي وصرخة صمتي ... أترافقني برحلة أرقي ؟
أتمنحني ظلك حينما أفقد ظلي ؟
ألف هل وهل
وألف سؤال وسؤال ...

فإن كنت قادر فهلّم وخذني
فإني أهرب منك إليك وأكاد أموت بشوق الضياع
وأشعر بامتهاني كجسد مباع
أكاد أموت كوطن مباح
لا تسمع فيه إلا عويل الثكالى وشهق النواح

فبين هدبيك يكمن حلمي وسكنات عمري
وفى عمق قلبك مرساة بحر يتقن إغوائي بسكة عشقك المشتهاة

ولتعلم أني وحزني هشة رقيقة كزهر البنفسج
وأني بدونك سأصبح كيان يفقد خطاه
كبلاد غريبة تتوه فيها خطى السائرين
وأني بدونك قلب عجيب لا يعرف غير دفق الحنين
وأني بدونك وجه يهاجر من مقلتيه الضياء ليسقط في بئر الفناء

فهل أسكنت شوقي بطوق حلم معتق بنبض جنين
وهل أرسلت لي أغنية تحمل نغمًا بهمسٍ مستطاب
فلتنهض من قبرك . سئمت انتظارك
ونزفت العذاب

هيا انهض وانزع عني كف الرياح
تلطمني دومًا كل صباح
انهض ولملم من عيني رشق الخواء
انهض وامنحني الاحتواء

انهض فإني
على وشك الرقاد ..
علي وشك الرحيل الملون بعويل النيازك
ونشز الإيقاع

انهض فإني سئمت كوني وطن مباع
استرد لي خطاي ..واسرجني بوهج الحنايا
وجفف دموع شميسات وجهي

انهض
فإني بدونك سأصبح كيان يفقد خطاه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل