الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قنبلة نجاد النووية والأمن القومي العربي

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


قد لا نعترض على محاولات امتلاك إيران الطاقة النووية لدواع أمنية وعصرية..
ففي عالم الدول والمصالح بات السلاح النووي هو الشيفرة السرية لحماية الأمن القومي لمختلف الأمم والشعوب.
وليس خافياً على أحد أن السلاح النووي يمثل اليوم رادعاً أساسياً وربما وحيداً ضد التدخلات الأجنبية من القوى الإمبراطورية العالمية...
ومن ناحية ثانية لا بديل مستقبلي عن النفط في العالم سوى الطاقة النووية ، وذلك في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية... ومعروف أن الطاقة النفطية في العالم في طريق النفاذ..
أقول قد لا نعترض على هذا التطلع الإيراني الحضاري والأمني في آن...
إلا أننا نعترض على تبريرات إيران الأيديولوجية لهذه الخطوة من جهة، ومن جهة ثانية نعترض على تهديد الأمن القومي العربي من خلال القنبلة النووية الإيرانية.
ففي سياق تبرير هذه الخطوة يؤكد قادة إيران على أنها مكسب إسلامي (وأحياناً عربي !!) في العصر النووي الحالي.
وببساطة تعتبر هذه الحجة ضرباً من ديماغوجية تبريرية غير قابلة للفهم لأن المكسب النووي هو مكسب وطني بحت ، مكسب غير قابل للمشاركة .. وكما قالت الصين ذات يوم للقذافي: (الأسرار النووية ليست... تنفيعية!!).
وخير دليل على ذلك القنبلة الباكستانية التي ظلت حكراً لكراتشي.. رغم أنها صنعت بأموال عربية ( 500 مليون دولار من العربية السعودية , 250 مليون دولار من ليبيا ، و250 مليون دولار جمعت من الامارات وبعض بلدان الخليج العربي الأخرى ـ كما تحدث هيكل ذات يوم ) ومع ذلك لم تصبح القنبلة الباكستانية في أي وقت قنبلة إسلامية !!
يسوق الإيرانيون اليوم فكرة تهديد أمنهم القومي من الجوار (والعربي خصوصاً) ويذكرون بحرب الثماني سنوات التي شنها صدام حسين ضدهم ودعمه في ذلك معظم العرب آنذاك..
وللتذكير فقط فإن صدام حسين خاض تلك الحرب مجبراً ومدافعاً إزاء تهديدات (آيات الله) آنذاك لمنطقة الخليج العربي بتصدير الثورة الإسلامية وإطلاقهم شعارات (تحرير) و(تطهير) الخليج العربي وغير ذلك..
صدام أطلق رصاصة الحرب الأولى في حين كانت يده ترتجف على الزناد.. لأنها حرب دفاعية, وهذه حقيقة لا بد منها اليوم..
إسرائيل لا تناقش مع أحد فكرة سلاحها النووي ولا ترد على أية انتقادات بخصوص ترسانتها المرعبة... فالعرب يريدون أن يرموا اليهود في البحر!..
وهي الحجة التي أقامت كياناً إسرائيلياً يعتبر في منطقة الشرق الأوسط من الدول العظمى..
والحجة نفسها تسوقها لنا إيران اليوم.. والعالم كله يعرف أن العرب مجتمعين ليسوا بوارد رمي اليهود في البحر أو وارد تهديد الأمن القومي الإيراني..
فقط نحن بوارد اتقاء شر إسرائيل من الغرب وإيران من الشرق ليس إلا..
فكرة أخرى:
إيران أكثر بلد في العالم تعرض للزلازل والهزات الأرضية، ووجود مفاعلات نووية على حدوده مع العرب, ضمن هذه الجغرافيا هو أخطر ما يمكن أن ينتظره العرب من هذا الجار الشرقي..
فكرة أخيرة:
إن امتلك الإيرانيون قنبلتهم النووية أم يمتلكوا، ما الذي يجعلنا ندفع ثمنها مئات الألوف من قتلى الشعب العراقي عبر هذا التدخل الوقح (إن لم نقل الاحتلال) الإيراني لكافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق..
لماذا يمتلك نجاد قنبلته النووية في حين ندفع نحن ثمنها... وطناً.
وطن بكل أطيافه وشرائحه وجغرافيته وتاريخه.. يدعى العراق !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث