الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعديلات لم يخلق مثلها في البلاد

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2019 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يعكف ترزية قوانين العصر الحديث على صياغة دستور يمكن للرئيس البقاء بموجبه مدى الحياة على رأس الدولة، وقضى هؤلاء ساعات وايام وشهور في محاولة منهم للتوصل الى الصياغة المناسبة التي تضمن لهم الحصول على اقصى فائدة ممكنة وتجمع كل السلطات في يد الرئيس حتى القضائية والتشريعية وليتحكم الرئيس في كل ما حبا وخطا وطار وسبح في هذه البقعة المظلمة من العالم.
وبعد الكثير من التسريبات وخذ وهات ومداولات خلص هؤلاء الى أن الرئيس عليه البقاء لعام 2034 وحين يأتي الحين قد يتم التمديد بالمزيد.
لم يهتم هؤلاء بالغضب الشعبي ولا بأراء العقلاء من ابناء هذا الشعب أو ممن عداه والذين اكدوا أن مثل هذه التعديلات بمثابة تحايل وتطاول وخروج عن الأعراف وعن القسم المقدس بحماية الدستور الذي يعد بمثابة عقد واجب النفاذ بين الشعب وحكومته التي رضي بها.
ولكن منذ متى كان لهذا الشعب الاختيار، وأين هي المواد التي احترمها النظام او عمل بها من هذا الدستور ليحترم المواد الخاصة بمدد الرئاسة!
ولذلك كان من الطبيعي أن يتم الضرب بعرض الحائط بكل التحذيرات والنصائح والاستمرار في تفصيل الدستور ليناسب مقاس الرئيس ورغبات الرئيس، الى أن حدث ما لم يكن في الحسبان.
فاندلعت الثورة في اخر مكان كان يعتقد أن تقوم فيه ثورة حيث يحكمه منذ سنوات رجل شبه ميت دون أن يثير ذلك حفيظة اهل هذا المكان حتى ظن النظام هناك أن بالامكان الحكم من وراء صورة هذا الرجل الشبه ميت الى الأبد، وهو ما ابلغ السيل زباه، فانفجر الناس من كل حدب وصوب يقولون لمن استهان بهم لقد صمتنا وصمتنا وصمتنا حتى ظننتم اننا متنا أو عجزنا، ولكننا هاهنا لن نسمح لكم بالمزيد من العبث والتطاول وسترحلون!
ثم كانت المفاجئة حيث دبت الروح في النيل فثار وفاض في ارض السودان ليخرج شعب من الأشداء يجرفون في وجوههم الفاسدين والعابثين بمستقبل ومقدرات الوطن، ومازال هؤلاء وهؤلاء يعملون على الحفاظ على زخم الثورة وحتى تحقق اهدافها مستفيدين من خبرات من سبقوهم.
ويبدو أن ترزية القوانين استشعروا شئ من الخوف ما جعلهم يعملون على تضييق الثوب قليلا حتى لا يصحو النائم ولا يفيق المغيب فيحدث ما لا يحمد عقباه ويجدون انفسهم امام موجة ثورية جديدة لا تبقي ولا تذر.
ووقع هؤلاء بين نارين، نار السكوت الأن خوفا من اندلاع ثورة ونار دفع القوى الخارجية للنظام لاقرار التعديلات حتى يضمن هؤلاء ان تمر صفقة القرن بدون ازعاج.
ولذلك عمل الترزية بسرعة في الظلام وهم يشعرون بالخوف والقلق وكانت النتيجة خروج ثوب مهلهل مرقع لا يليق الا بالمهرجين ولا يدعو الا الى الضحك الباكي والرثاء على ما آلت اليه حال البلاد.
فبعكس كل القوانين والشرائع يريد هؤلاء ان يمدوا فترات حكم الرئيس بأثر رجعي، وله وحده يريدون السماح بالترشح لفترة ثالثة، ثم انهم يرسخون الحكم العسكري ويعطون العسكر السلطة المطلقة لفعل ما يشاؤون ثم يجرؤون على القسم "لا والله ما حكم عسكر".
لا اعرف حقا هل سيقبل الشعب بهذا الثوب المهلهل ام انه سيفيق اخيرا ويرفض ما يفعل به من تنكيل ومهانة متواصلة وخاصة وان اللافتات قد غزت البلاد من اقصاها الى ادناها تؤيد التعديلات قبل اقرارها وتبايع بلا علم ولا رؤية ولا فهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ