الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طاغيتان يشقان طريقهما بنجاح الى مزبلة التاريخ!

مرتضى عبد الحميد

2019 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية




ما اصدق القول المأثور ان الشعب يمهل ولا يهمل، الذي يجسده هذه الايام الشعبان الجزائري والسوداني، في الانقضاض على حكومتي "بوتفليقة" وعمر البشير، بعد ان حكما بلديهما عشرين وثلاثين سنة على التوالي، وتشبثا بالسلطة وامتيازاتها تشبث الاعمى بشباك الكاظم (ع) كما يقول المثل الشعبي.
ورغم الاختلاف النسبي بين النظامين، فالنظام الذي شيده "بوتفليقة" في الجزائر ربما هو اقل دموية من نظام "البشير" الذي اذاق الشعب السوداني الويلات وجلب له من الكوارث مالايحصى، وحكم السودان بقوة الحديد والنار، متلفعاً بغطاء ديني زائف، ومتنقلاً بين تحالفات واصطفافات فاقدة للشرعية، وغير قادرة على تقديم ما ينفع السودانيين، ولو بمثقال ذرة، إلا أن النتيجة كانت واحدة، وهي ترحيل النظامين الى مزبلة التاريخ، تحف بهما لعنات الشعبين، ومقتهما الذي لا حدود له.
إن غياب الديمقراطية، ومصادرة الحريات العامة والشخصية، أو تقزيمها والالتفاف عليها، التي يلجأ اليها الحكام المستبدون والدكتاتوريون عادة، بالتزامن مع تضخيم اجهزتهم القمعية، واطلاق يدها في إضطهاد شعوبهم وقواها الحية، وممارسة الديماغوجية بأبشع صورها وتلاوينها، وصولاً الى سرقة اموال الشعب وثرواته، وإيصاله الى مستوى من العيش لايليق بالبشر، ولا يمكن القبول به بأية حال من الأحوال، رغم الغنى الفاحش والخيرات التي بحوزته، دون ان يتعففوا عن استخدام كل السبل والوسائل اللاأخلاقية، لادامة حكمهم، والاستمرار في خداع شعوبهم، ودون ان يدركوا أن الصبر على ممارساتهم الاجرامية، ليس من باب الغفلة او الانخداع بما يفعلون، وان كأس الصبر سيطفح عن اخره عاجلاً ام اجلاُ، وسيكون الحساب عسيراً، ولات ساعة مندم!
ان خلايا هؤلاء الحكام ومساماتهم، تشربت الغباء السياسي وامتلأت به مبكراً، فأنطفئت مصابيح العقل إن كان ثمة عقل لديهم، ولم يستفيدوا من تجارب ومصائر الدكتاتوريين الذين سبقوهم في تدمير شعوبهم وخراب أوطانهم.
يطلق ألان بحق، على هاتين الانتفاضتين الباسلتين، تسمية الربيع العربي الجديد، وهو اكثر جذرية من الأصل، لأن القوى الطليعية في البلدين، لم تكتف بما حصل من تغيير، وانما تعمل على تحقيق الانتصار الكامل، وقطع الطريق على العسكر الذين يريدون سرقة الثورة، والأبقاء على جوهر النظام عن طريق تكرار السيناريو المصري، وكأن شيئاً لم يكن.
فرحة العراقيين مضاعفة، بانتصارات اشقائهم في السودان والجزائر، لأنهم تخلصوا من كابوسيهما، ولو ان المعركة لم تنته بعد، كما أعلنت المعارضة السودانية، من ان مطالب الثورة لاتقبل المساومة او التلاعب، ولابد من تنحي النظام بأكمله، ونقل السلطة الى حكومة مدنية انتقالية، تعمل على تكوينها قوى وأحزاب إعلان الحرية والتغيير التي نبعت من عمق الثورة، وان هذه المطالب ليس منّة او صدقة من احد.
هذا بالإضافة الى زخمهما المعنوي، وتأثيرهما الايجابي، على القوى المدنية الديمقراطية، والوطنية العراقية، وترسيخ قناعتها بأن الحراك الجماهيري النشيط، والمشاركة المليونية في التظاهرات السلمية والاعتصامات، كفيلة بتحقيق ما يصبو إليه العراقيون في إصلاح العملية السياسية، ودفن المحاصصة، ومكافحة الفساد المالي والإداري والسياسي بجدية، وبإرادة صلبة، وتوفير الخدمات من ماء وكهرباء وصحة وتعليم وسكن لائق، وبالتالي إنقاذ العراق من الهاوية الفاغرة فاها لابتلاعه، وإنهاء وجوده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل