الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الحوار

منير الكلداني

2019 / 4 / 17
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


لعل من اهم المفاهيم الانسانية التي لا يجادل عليها اثنين هي تلك القيمة التي تقوم على مبدا الحوار وتبادل الفكر المشترك بين النوع الانساني بعمومه وبمختلف لغاته وتنبع هذه القيمة من غايتها في تحقيق ذلك التشارك وهو ما يمثل ثروة علمية لكل من سلك طرقه بمسالكها الصحيحة وتاتي اهميته اليوم في عصر كثرت فيه تشعبات الافكار وتقاطعت في اغلب علومها خاصة الانسانية منها التي شهدت قفزات نوعية هائلة في القرنين المنصرمين فبين ذلك الشد والجذب كان للحوار منهجه في تقريب المشتركات والاستفادة من التجارب قدر المستطاع ، ولكن ما حصل في ارض الحوار ان تحول ذلك الحوار الى جدل عقيم لا اول له ولا اخر واتسعت تلك الدائرة لتشمل الافراد مع ذلك التيار الذي طغى على كل قيمه الانسانية وما الفرد الا ذلك الممنهج لكل ما يظهر على سطح المجتمع من تلكم التجاذبات
ولعل مفهوم الجدل يتخذ ضده من طبيعة العنف التي تسود الافكار التي لا تقبل بالثنائية الفكرية وتحصر كل موضوع في القطب الواحد الذي لا يخطئ ابدا ولهذا نرى مصاديقا كثيرة تطبق ذلك العقم الجدلي في كل لحظاتها ، وتاتي تلك الاستعلائية لنسيان ذلك المفهوم الانساني المسمى (( حوارا )) بل انك لتجد احيانا ان المجادل العقيم يسمي نفسه محاورا بارعا ولعل الامثلة على ذلك كثيرة واوضحها تلك الجدليات التي تسعى لخلق انواع المبررات لكي تصحح الافعال التي تصدر من بعض مسميات الشخوص بحجج لا حصر لها وبادلة لا تصمد امام المنهج الحواري المستقيم ، فكم زهقت من انفس نتيجة تلكم المجادلات العقيمة وكم سهل ان يهدر دم الانسان لانه انتقد عملا بهيميا من بعض الافراد الذين تحولوا الى ارباب بنظر اؤلئك المجادلين بل والانكى من ذلك ان يكون المجادل في قمه جهله غير عارفا بمبادئ افكاره ولا يفهم من مبرراته شيئا والمضحك الاخر ان يكون ناكرا لاي معارف من خلال مصادره خشية ان يقع في تضادات لا مخرج له منها سوى الانكار المطلق لكل ما يراه وبالا على جدله وققد يهون الامر ان كانت تلكم الافكار تنشئ من خلال افراد لا قيمة لهم في الخط التاريخي لانها تموت بموتهم ولا تتعدى خطوات زمنهم ولكن ان صار هذا العقيم عالما تسمع له الناس الكلم وترى ما يقوله صحيحا فهنا تاتي نكبة الافكار ولا سبيل للخلاص منها الا بتوعية لهذا الجيل في ارجاع تلك القيمة الحوارية التي تضمن له العيش وفق اطر تقترب كثيرا الى السلام بعيدا عن الجهل الذي سبب دمارا بشريا في كل اصقاع الارض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي