الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن البطل والشيء الأروع!..

يعقوب زامل الربيعي

2019 / 4 / 17
الادب والفن


مقالة نقدية
.............
مع جهوزية التاريخ السياسي، كان التاريخ الادبي، يتخطى خطوة خطوة. منذ عصور بعيدة. كان النظريون يجسدون فكرة الحرية للناس، بعيداً عن القوى المحركة للمجتمع، لم يكونوا يصلحون زعماء للجرأة وللتغير. لهذا حاولت أن أجد وسيلة، تلتمس ضيافة الكلمة والصورة بلا مقدمات، بوسعها أن تكون جريئة وهي تكتسح الغابات التي لم ازرها، وتلك المرافئ التي رسمتها في مخيلتي. ولسبب أشد ضرورة قصدتُ سيراً على الأقدام وبنزوع إلى حرية الجسد، مع امرأة، تصارع العالم بأنوثتها، تمتلك زمام أقدامها الدؤوبة للحب من غير أن تستطيع، قوة النطاق المفروض، ولا شرطة الاخلاق والمجتمع مصادرة انبثاقها للمغامرة. كما قصدت أكواخ المعدمين وعناصر البؤس الاجتماعي والاقتصادي. والباعة المتجولين، وأطفال القمامة، والكهول من الرجال.
كانت القافية اللاذعة والسطور الملائمة للخيال هي من حركت فيما بعد موجة العطر في كتابة القصة، ومحاولة جعل البلاغة الرمزية، أكثر الوجوه البارزة مناسبة لملامح الباطنية لتطور أدب القصة والرواية عندي، وفيما بعد اكتشاف مكامن القصيدة الشعرية. حاولت أن اجسد صورة الداخل من المكان الآخر إلى أعمق ما يستطيع ان يصل إليه كي أجعله يترجم لي التأثير المهمين على بطلي وهو يمسك بفمه الضامر حلمة منتصبة. فكان عندي منذ خضرة ولادته حتى أضحى يمثل استعارة حشد من الثوريين، أقرب إلى جيل من الوحوش الانسانيين، يحترفون دور الحريق في العشب اليابس.
عن مهمة القصيدة لتنتقي شمعدان، يضيء ما في الليل من سواد ليرسم الفرح، للعشاق، ولمن يعانون من جوع الطرقات وكفاف العيش، باحثين عن لقمة تسد مشقة اليوم والألم، وفي دواخلهم لوحة سرمدية للفرح، يقدمونها لغيرهم من الناس بهمس غامض عذب.
وحين يكتبون الحزن، فإنهم يحولونه إلى خميرة، أن كان من أجل الحياة ، يعني أن اقتناء الحب كما اقتناء الخبز. كما تنضّج الخميرة الباردة، عجينة طحين القمح والشعير والشوفان، تماماً هي الخميرة التي تنضّج ماهيتنا وتنزع عنا لحاء صلف العث. وهو ما ندعوه بالجوهري فينا.
الفرح والحزن يتداعى بين أعمالهم إلى شهود عيان عن ماهية القوة في اشكالها كي يزيحوا اسباب التحجر وتكدس موبقات اليأس. كلاهما أقرب لجرس اجباري لإقامة نوع من الكرنفال، تماماً كما يستحضر الملتحفون في الشتاء تحت الاغطية المضافة، الدفء لأرجلهم وأياديهم. فهم، كما لو كانوا بين مخالب العث، يقومون بمحاولة التمدد بصلابة ونعومة، كأنهم يؤدون رقصة خالدة أمام الموت.
من خلال هذا التخطي اللانهائي لسعة الكون والتوتر المأساوي، كنت أحاور المدار الانساني، عن الانسان المداري بذاته. وفي طراد الشبيه بطيران النسور تعرفت على التعقيد لتتخذ صوري، من بساطة الشخصية، ألف سبب للغوص في النفس وكيف ارتباطها بتربتها الكونية الخاصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا


.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر




.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق