الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معانات الطابة العرب في امريكا

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2006 / 4 / 29
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


في شهِر تموز من عام 1988 ظهرت مقالة في الجريدة المحلية (غرينسبوره) الأمريكية بعنوان (لاجئ يموت وحيدا) كان ذلك الشاب هو واحد من الكثير الذين حكمت عليهم الأقدار أن يتغربوا من أجل الدراسة في الخارج.
سمير الهنيدي شاب طويل القامة، ضخم الجثة، فلسطيني من مواليد سوريا. كان قد وجد في غرفته ميتا. وذهبت الجريدة إلى الغرفة في جولة ميدانية وسردت قصة مطولة من خلال أصدقاء الشاب.
انتقلت عائلته من سوريا إلى الكويت منذ مدة طويلة. حيث تخرج من الثانوية في عام 1980. وقرر أن ينهي شهادته الجامعية في الولايات المتحدة وكان ذلك في نفس العام. وبعد خمس سنوات من الدراسة حصل على شهادته في الهندسة الصناعية من جامعة (وست هافن) حيث قرر أن يرجع إلى أهله في الكويت.
حصل على عمل مع إحدى الشركات الكويتية، إلا أنه لاحظ التفرقة الواضحة كما روي على لسانه من قبل رفاقه في الأجور اليومية ما بينه وبين أبن البلد. وكان هذا كافي كي يترك العمل ويرجع إلى الولايات المتحدة. لكن العمل في أمريكا يتطلب موافقة من الهجرة والجوازات للأجانب، ووجد عمل في احد المطاعم كمنظف أطباق بأجر زهيد عند أحد الباكستانيين دون معرفة إدارة الهجرة بذلك. وحاول الزواج من فتاة أمريكية ليحل مشكلة الإقامة اللاشرعية. وفشل في البحث لأن الأمريكيات الشيء الأخير الذي يفكرون فيه هو الزواج، فهم يفضلون المكوث مع الغير سنوات دون زواج.
واستعاد الذهاب إلى احد المقاهي المجاورة لقضاء بعض الوقت، فقد كان يجلس في إحدى الزوايا يحتسي القهوة ويقلب صفحات الجريدة اليومية. وحيدا يأتي ووحيدا يغادر. ومضى على مكوثه في أمريكا أكثر من سنه. مما جعله مطاردا من دائرة الهجرة . وفي الوقت ذاته مضت مدة على إقامته في الكويت وأصبح من الصعب رؤية أهله، وهكذا أصبح بين فكين. مقيم غير شرعي في أمريكا ومنتهي إقامته في الكويت. وهاجمته الإمراض نتيجة الضغوط النفسية، وقد بدا عليه الهرم وهو في سن الشباب.
توفت جدته وهو في الغربة، وعندما انتهى المعنى الرئيسي للحياة عنده مات جسده ردا على موت نفسه التي ماتت منذ أن طوقته جحافل الاكتئاب. وعندما دخل الشرطي إلى حجرته وجد في جيبه 50 دولار. وبعد اتصالات مع أهله طلب اخو الفقيد أن يرسلوا الجثة في النقل الجوي ويدفع هناك عند الاستلام. رفضت الحكومة الكويتية استقبال الميت والدفع عند التسليم. فالمطلوب الدفع مقدما ، وهذا ما ادعاه أحد رفاقه. وأصبح سمير مرفوضا حيا وميتا. كان على الرفاق أن يجمعوا مبلغ 4500 دولار لنقله مقدما.
وهناك عدد ليس بقليل من الشباب العربي الذي يتعرض للغربة والوحدة والتوتر النفسي مما يسوقه إلى مشفى الأمراض النفسية. وتتالت هذه الحالات عند بعض الأصدقاء لتكون ردا على الغربة والوحشة التي تتكالب على الإنسان ، وخاصة الشخص الذي ينعزل عن الناس بسبب تغير العادات والتقاليد والقيم بينه وبين المجتمع المضيف. وبالطبع لكل شيء ثمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نائب تايواني يسرق أوراق التصويت لقانون ويهرب من البرلمان


.. ساعة حوار | كيف ستكون الترتيبات الداخلية في إيران بعد مصرع ر




.. الأخبار في دقيقتين | إيران في حداد.. وخامنئي يكلف محمد مخبر


.. محللون يطرحون سيناريو ما حدث لمروحية رئيسي




.. قبل الحادثة.. رسالة مسربة حول طائرات الرئاسة في إيران