الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعديلات أم انقلاب دستوري

احمد حسن

2019 / 4 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تعديلات أم انقلاب دستوري
يعلم القاصي والداني ان ما يحدث في مصر غير دستوري، وانه يسعي لطعن كل مبادئ الحرية واستقلال القضاء في مقتل، وانه يستهدف بشكل رئيسي بقاء رئيس توشك ولايته على الانتهاء بكل السبل، بما فيها العبث بالدستور الذي ترشح على أساسه. ولكن لماذا، الا تملك الدولة "العميقة" بديلا تقدمه، او حتى المؤسسة العسكرية، هل يتميز الرئيس الحالي بعبقرية نادرة نجاز بالإطاحة بالدستور بسببها، رغم كل مظاهر الفشل الاقتصادي وتدهور أحوال كل الطبقات الاجتماعية وزيادة المديونية الخ.
بالقطع لا، الرئيس الحالي وزمرته السياسية والعسكرية يخشون فعلاً تجريدهم من سلطتهم، ثمة الكثير جدا الذي يجب محاسبتهم عليه قانونيا وسياسيا، عشرات الالاف من مظاهر انتهاك حقوق المواطنين، تكميم الافواه، مصادرة الحريات، الى التعذيب والقتل. كلها جرائم جنائية وسياسية، ومن ثم وسيلتهم هي التحصن بالسلطة قدر الإمكان. ويساندهم دوليا اعدائنا التاريخيين، فقد حصلوا على امتيازات وتنازلات – في ظل الرئيس – لم يحصلوا عليها من قبل، انه الرجل المستعد طواعية للتنازل عن أجزاء من التراب الوطني، والتعاون مع الكيان الصهيوني. وبدرجة من السفور غير مسبوقة.
وفي الداخل هو رجل البنك الدولي الذي يطبق بكل قسوة تعليماته التي تدفع الاقتصاد المصري الى الانهيار والافلاس، وأيضا هو الرجل الذي "يشتري" الموافقات والتأييد دوليا (عبر صفقات باهظة) ووطنياً، بالزيادات المتوالية في رواتب وامتيازات أجهزة الحكم وشريحتها العليا. ومن ثم لن ينالوا نفس الفرص (الفاسدة) إذا ذهب الرئيس.
تلك التشكيلة المكونة من الفساد والرعب والصفقات، هي التي تساند وجوده ولو بانقلاب دستوري ومزيد من القمع. ليس الامر بضع تعديلات، وثمة استعداد مفتوح للقمع العنيف ومقاومة أي مظاهر للحرية او التمسك فعلا بقواعد الدستور، تماما كما حدث بشأن الجزر المصرية. أصبح الامر كله مرهونًا بخلاص مصر من تلك الطغمة ورئيسها، من تلك السياسات ومن يمثلها، وهذا يعني أنه مرهون بإرادة الشعب التي لن تغيب. ذلك هو الطريق، والأمل. وكل انتخاب او استفتاء يجرى في ظل غياب الحرية لا يعول عليه وباطل بطلان من يجريه او يحكم على أساسه.
لا يمنع ذلك في تصوري ان نمارس تعبئة (رفض) مضاد، ان ندعو قطاعات من الجماهير للاعتراض الفعلي، ان نحاول ان ننفض عنا وعن الجماهير حالة العزوف السياسي السيئة التي تشجع هذا النظام على التوغل، أكثر فأكثر في فساده وقمعه. صحيح ان النظم يريد "ديكور" ديموقراطي، الا انه من الممكن ان ينقلب ضده، ان يستيقظ الرافضون من ثباتهم وسلبيتهم، ان يمهد الرفض – تحت التزوير – الى رفض الشوارع والاحتجاجات الشعبية. فالنظام يستند الي توازن هش، ويحاصره استياء شعبي واسع، فهناك أطنان من بارود الغضب الشعبي الذي ينتظر فرصة للاشتعال. ومن العبث أن نرهن تعبئة الجماهير ضد الاستبداد باشتراط وجود ضمانات "ديموقراطية" كمن يطالب اللص أن يكف عن السرقة حتى يشهد ضده في المحكمة. وإنها لمحكمة التاريخ التي يصنعها غضب ورفض الشعوب.
لا للنظام الديكتاتوري الفاسد
لا لتشريعاته المعادية للحريات
لا للسياسات التي خربت الاقتصاد وجوعت الشعب
لا لتعديل الدستور بهدف تثبيت رأس الفساد في الحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi


.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس




.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف


.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر




.. Algerian Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الجزائر