الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكوردي بين الحلم والواقع

عباس عباس

2019 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الكوردي بين الحلم والواقع
عباس عباس
العدالة والشفافية من أهم الأسس التي تقوم عليها الديمقراطية الصحيحة، وهما الدافع الفعلي لكل ثورة شعبية في هذا القرن، وأعتقد أن الثورات الشبابية الحديثة التي عمًّت البلدان العربية، كان دافعها بالأساس هذان الأمران
إلا أن العوائق التي فرضها الواقع السياسي في تلك البلدان، جعلت من هذا المطلب حلماً بعيد المنال، بل أن الحلم كله تحول إلى كابوس مرعب، وتبعثرت أحداثه بين الوضوح في الرؤية والضبابية
الشعوب لم تفق من الصدمة، الصدمة التي جعلتهم يلتفتون حول أنفسهم وهم يسألون الإبليس عن الخلاص، المحاولة كانت بسيطة، والهدف كان واضحاً، ولم يبدأ الغليان حتى ظهرت في الأفق فقاعات وهي تحمل في داخلها غازات سامة من أبشع ما يمكن للإنسان أن يتحملها، مذهبية دينية عرقية
ولم يتدارك الثائرون في سورية بشكلٍ خاص هذا الأمر، فقد إختلط الحابل بالنابل، مثلها مثل غيرها من البلدان العربية التي عاشت ربيعاً زائفاً، أو لنقل حلماً تحول إلى كابوس، الإبليس فيه لا يحمل صولجانه وبقرون، إنما لحية كثيفة وهو يلبث ثياب الأفغان الهمج، أودغمة سوداء في الجبي رمز الإنتماء الإخواني وهم يوزعون مال القطري على كل مشارك غير مهتم بالحدث نفسه ولابالحكم أوشكل النظام
المناطق الكردية برمتها كانت خارج قوس اللعنة، لعنة الإبليس الذي حاول مراراً أن يعكر الجو العام فيها من خلال التسلل إلى الداخل، وما الذي حدث في مدينة سري كانيه، لم يكن إلا محاولة من الأبالسه لتعكير الجو العام لحياة الشعب الكردي أيضاً
فشل تلك المحاولة جعلت الأعين الكردية جاحظه على أمرين
أولها ..أن نجاحهم في التسلل يعني إبدال الرمضاء بالنار، أي البعثي العفن والذي كان يعتمد في كل أمر على قانون البيع والشراء، إلى متمسك بالعفاف وهو أشد من يفتك بالعفة، إلى داعية إسلامي بينما في حقيقته هو الذي حطم إسطورة الإسلام وصورة رسوله الأعظم
ثانياً...التمسك بأول قشة، والقشة هنا أعني بها الأحزاب الكردية
في هذه الظروف أصبح ما قامت من أجله الثورة، أي الوضوح والعدالة التي هي من أهم اسس الديمقراطية، أمران ثانويان أو بالأحرى ألغيتا من قاموس الكردي، بل أنه حتى التفكير بهما أصبح نشاذاً، لأن الأمر كله أصبح محصوراً بين الإبليس القادم والقشة
وهنا وللأسف الشديد، تناثرت الأحزاب منذ بدء الإختبار، وأصبحت الغالبية فعلاً كالقشه في وجه الطوفان، هاجرت قبل أن يهجر أي شخص آخر، ولم يصمد من بينها إلا الإتحاد الديمقراطي، وهم أصحاب خبرة في كيفية حمل السلاح، وبلفتتة ذكية تحول هذا الحزب مع من وقف معه إلى سدٍ منيع في وجه الآبالسة، وتهافتت الشابات قبل الشباب المقبل على الحياة إلى الإنخراط بين صفوفه ،حتى أصبحت الفتاة الكردية المثل الأعلى للمرأة المناضلة بشكلٍ عام، وأصبحت التهم التي كانت تعيق تقدمه بين صفوف الجماهير ملغية تماماً مقابل تضحياتهم الجليلة
اليوم يمر هذا الحزب في أخطر مراحله، فبعد أن تمكن من صد الغزوات التترية المتكررة، يحاول الإبليس التسلل إلى مناطقه بالحجة الكردية القديمة الجديدة، أو الحجة الكردية الأبدية، والتي تنحصر بكلمتين ( فرق تسد ) وما محاولات الأحزاب الكردية التي عصفت بها الإعصار وتوقفت على مشارف هولير وفنادقها، إلا إحياء لفكرة الجوكرحامل الفرقة والسداد أوكما حصان طروادة ...أما الدافعون للثمن فهم الخيرين من أبناء وبنات كردستان، فهل سينجوا الشعب الكردي في غرب كردستان من العقاب هذه المرة؟ وهل سيتمكن هؤلاء الأبطال من تحطيم الأسطورة التي أطلقها جون فوستر دالاس والتي تقول، الكرد ليسوا إلا جواكر في اللعبة السياسية؟… ويتحول الحلم إلى حقيقة؟ ...كم أتمنى ذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر