الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‎باديتي في بهلول سيرة لخضر خلفاوي

صالح جبار خلفاوي

2019 / 4 / 19
الادب والفن



‎حينما تنبش في ذاكرة الماضي لتستخرج وجع السنين والحرمان ل ( بني فاضل ) تلك القبيلة التي ازدراها جيرانها بسبب اسمها ظلت راسخة في ذهن الطفل الذي انهكه برد الشتاء وحرارة الصيف يبقى فقد الام المبكر قيد يشد على معصم المشاعر التي تبقى مهما استطال الوقت وأخذته الدنيا نحو باريس ومسارحها بعيدا عن قريته البائسة فراغا اجوفا يعاني منه لخضر حنان الام لا يستبدل ولا يعوض انه رضعة من ثدي مقدس تطوف حوله كل الكائنات .
‎صورة الاب تجسد ذاك العنوان البهي الجميع يخشاه – صرامة – عنفوان – هيبة كان قطب الرحى يحتاجه الرهط السطوة جعلت منه الها
‎يحسب حسابه ذلك الطفل الشقي . الذي يشاهد تخلي أبيه عن أمه – يذهب بعيدا في مخاضات مجهولة تاركا ( الزوجة - الام ) تواجه مصيرها باهمال واضح ينم عن كراهية مقصودة لا يستطيع لخضر تفسيرها .
10
‎ ( في باديتنا .. كنت طفلا يدفعه الفضول لمطاردة الطيور **و العبث بأعشاشها .. و تكسير بيضها على الصخور ** و مطاردة الحشرات .. و الزواحف الصغيرة .. و الثعابين المتكاثرة و المتسلقة جنبات و حواف "مطمورات الحبوب" المهجورة منذ الاستقلال *)
‎بادية لخضر كأي بادية عربية يكون الاختلاط الحيواني والبشري منسجما طبيعيا لا يشكل معظلة لدرجة رصد الايروسية بين قطيع الحيوانات وبالتالي تمثل جزءا متمما لطبيعة المعيشة السائدة مغامرات الصبا والفتوة وبدء الاحتلام يقود نحو مغامرات تختزنها الذاكرة لتلك القرويات اللواتي أدمن الشهوة في الخفاء .
(25
‎أمسكته من يده .. كأني وليُّ أمره .. و نصحته بالعودة فورا الى بيته .. لإتمام قيلولته **و الا فضحته عند عمي "ابراهيم" .. و لَأُخبرنّهُ بأن ولده قد هدّم "القواعد" في بيت الخالة " فاطمة"! ** كان يعلم ما ينتظره من عقابْ .. اصطحبني غاضبا ماشيا يوضُّب بنطاله .. و ينظفه من أثار السجود .. و من "الحبر الأبيض" المتتطاير على بنطاله **كاد أن يعنفني و يخنقني بيديه ثم تراجع ** فجأة حضنني ضاحكا بشدة .. ثم اقتادني الى بيتنا لكسب رضى "عمي إبراهيم" .. و الحصول على الثّوابْ... و هو يتمتم في شأني .. إلا أني سمعت قوله :" عسى الله ألا يُربِحُكَ أيها الشقي اللعينْ"!)
‎الموت هذه النهاية القاسية والحتمية فرضت ان يرحل جده ابراهيم – هكذا يجد نفسه امام خيارات رحيل احبته - يفتقد طربوش جده الاحمر – ومن قبل تركته امه الى مثواها – شلت عنده عقدة الموت خطا مؤلما لم يستطع استيعاب الفناء وفق منظوره البريء
‎باسلوبه السلس في السرد يذهب لخضر بحثا عميقا في سفر التاريخ عن جده الاول ( بهلول ) ذلك الحكيم الذي اضفى على نفسه صفة الجنون ليقارع هارون الرشيد بمواعظه .
‎انه سفر جميل استطاع ان يؤسس له لخضر خلفاوي بابداع يحسب له ومهارة في الوصف والتقاط رائع لادق التفاصيل بتجرد واضح رسم ملامح نشأته وبواكير ايامه بطريقة يحسد عليها وهوالاديب الحاذق في صنعته ومهارة فائقة في الانتقالات بين متن النص الرائع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط