الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي يقرر مصير العراق؟

طه معروف

2006 / 4 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان من اهم ما يميز الساحة السياسية العراقية منذ سقوط بغداد قبل اكثر من ثلاث السنوات ،هو حظور وتواجد نفوذ الدول الاقليمية وخصوصا الدول المحيطة بالعراق من خلال اتباعها الطائفية او العرقية الذين تحولوا الى وسيلة مباشرة لتنفيذ سياساتها ومصالحها و الذين ينظرون الى العراق، كميدان لتصفية حساباتهم السياسية مع امريكا اوفيما بينها ،الكل يهب الى العراق لإغتنام الغنيمة السياسية وجماهير العراق بالمقابل تنزف الدم ، لتروي مشاتل هؤلاء الذين يبحثون عن اهدافهم السياسية في الجسد العراقي الممزق.
ان الصراع حول تشكيل الحكومة في الوضع الراهن بمعزل عن دور وارادة الجماهير وتغير الرموز من الجعفري الى المالكي هو نتاج الصراع بين امريكا والسعودية ودول الخليج مقابل المحور الايراني وليس لها اي علاقة لا من قريب اوبعيد بمصالح الجماهير ولن يؤدي ايضا الى إزالة او تخفيف محنة الجماهير بل يزيدها سوءا وسيجرها الى مزيد من الاقتتال الداخلي .ايران كلاعب رئيسي في الساحة السياسية العراقية تحصد غنائمها السياسية وراء اشتداد الصراع الطائفي وتتمكن بشكل فعال من اطالة امد الحرب واشغال الامريكيين وانهاكهم في الحرب الأمر الذي ادى بهم الى طلب الاغاثة منها، من (محور الشر) لإيجاد مخرج لإنقاذ نفسها من المعادلة السياسية العراقية المعقدة وايران القوية في العراق تعرف جيدا معاناة خصمها السياسي وها هو الرئيس الايراني يصرح ويعلن عن ان ايران لا تريد التفاوض مع امريكا و ان عليها ان تغادر العراق، واضح من كلام احمدي نجاد بانه يريد تنازلات اكبر من امريكا في حال دخولها التفاوض معها. ومن جانب آخر هناك تنامي الشعور بالخوف لدى دول الخليج من بروز "الهلال الشيعي" حسب وصفهم للنفوذ الايراني، ويعملون المستحيل لصده وهم منهمكون بتجنيد الكتل الطائفية السنية في العراق لردع النفوذ الايراني وبهذا يدفعون من جانبهم الاوضاع للمزيد من الاقتتال الداخلي .ان القوى المحلية الطائفية منها والعرقية ليست سوى وسيلة بايدي هذا الطرف او ذاك تتحرك وفق توصياتها ولا تتمتع بادنى حالة من ((الاستقلال )) وهي اداة لتنفيذ السياسات الاجرامية للدول المعنية بالعراق .وكثيرا ما تلجأ هذه الادوات المنفذة الى ادعائات واكاذيب للتغطية على ادوارها فمثلا استغل الاتحاد الوطني الكردستاني عملية تشكيل الحكومة لمنفعته الحزبية الخاصة واقام عدد من الحفلات في كردستان وامطر الطالباني بسيل من البرقيات بمناسبة اختياره رئيسا للجمهورية علما بانه اعلن مرارا بعدم قبوله الترشيح للرئاسة بشكله السابق دون صلاحيات اوسع!!! ،ولكن من وعد الطالباني بهذه الصلاحيات ،هل هي امريكا التي نصبته ؟ ، "الله يعلم" ولكن احتاج الاتحاد الوطني لهذه الزيجات بعد ان عمت في كردستان الاعتراضات بوجهه واستثمر مسألة ترشيح الطالباني الى وسيلة لخداع الجماهير ولتغطية اعماله الهمجية في القمع والاعتقالات في صفوف المعارضين لسلطتهم الفاسدة في كردستان . وبالامس اتفقت معظم الكتل السنية على المشاركة الفعلية في الحكومة ولكن بعضعها تراجعت حالما سمعت ممولتها الرئيسية، اي السعودية ، لعدم ارتياحها للحكومة التي تقودها الكتل الشيعية التي تتسبب في عدم الاستقرار وإنتشار العنف في المنطقة . ونفس الشئ بالنسبة لبقية التيارات الاخرى المشاركة في الساحة السياسية العراقية .ان مشاكل العراق عديدة وجدية واخطرها الانزلاق نحو العرقية والطائفية ، الاحتلال، وتدخل دول الاقليم .لا يمكن الحديث عن الحكومة العراقية دون الاجابة على هذا الثالوث الهدام وعندما يتحدث المالكي عن" محاربة الطائفية " بوصفها مشروعه الاول انما يمارس الكذب والافتراء ذلك انه منظر التحزب السياسي الديني والمذهبي وان حزبه،حزب الدعوة، ، ساهم في تحويل الطائفية الى قوة مهمينة على الساحة العراقية ولذلك لا يمكن للمرأ ان يأخذ اقواله بمحمل الجد فلا يمكن لرجل الطائفية ان يطفئ الحريق الطائفي بل انه يعيش على إدامتها ويدفع بالجماهير الى محرقتها .
ان من يقرر مصير الجماهير العراقية ليس هذه الحكومة المشلولة التي تشكل نفسهاجزء من مصيبة العراق بل ان بوسع حكومة مدنية غير قومية و غير طائفية تتكون من قوى اليسار والعلمانية فقط ان تقرر مصير العراق وتعطي لا للاحتلال والطائفية والتدخل الخارجي، ذلك الثالوث الجاثم على صدر العراق. ان مؤتمر حرية العراق يطرح مثل هذا البديل الوحيد الممكن في اوضاع العراق الراهنة .
طه معروف
28ابريل2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات جوية عنيفة من الاحتلال على رفح في قطاع غزة


.. 6 شهداء وجرحى وصلوا مستشفى الكويت التخصصي برفح جراء قصف إسرا




.. الخارجية الأمريكية: لا ينبغي أن تكون هناك مساواة بين إسرائيل


.. وجوه جديدة تظهر في سدة الحكم أبرزها محمد مخبر النائبِ الأولِ




.. العلماء يكتشفون فيروسات نادرة عملاقة عمرها 1.5 مليار عام