الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و تنفس الشعب السوداني الصعداء اخيراً ...!

ايليا أرومي كوكو

2019 / 4 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


و تنفس الشعب السوداني الصعداء اخيراً ...!
و تنفس الشعب السوداني الصعداء اخيراً ... تنفس السوداني الصعداء من بعد كتم الافواه في ليل مظلم طويل دامس الظلام ... وطال ليل الظلام و الاظلام و امتدد لنحو ثلاثين عاماً .. ثلاثين عام من القهر و البطش و الاذلال و التنكيل ... لثلاثين سنة كان كل الشعب السوداني في سجن كبير و جلاد قاسي غليظ القلب ... وكان الجلاد حاكم و دكتاتور ظالم لا يخاف الله و لا يخشي في ممارسة ظلم الناس لومة لائم ... فتمادي في القسوة أقصي الحدود درجة ظن انه رب الناس متناسياً أن فوق العالي عالياً لا يغفل و لا ينعس او ينام ... رب الكون سيد كل البشر يمهل و لا يهمل ابداً ابد .. الله رب العالمين يعط الملك لمن يشاء و ينزع الملك من من يشاء ... و ها قد نزع الحكم من من كان يظن في نفسه وكيل الله في الشعب السوداني يفعل فيه ما يريد ... نزع الحكم من عمر البشير و نظامه في سهولة و يسر كما تنزع الروح من الجسد ...
ففي صبيحة يوم الخميس الموافق الحادي عشر من ابريل الثورة و النصر الصادق خرج كل طيف الشعب السوداني الي الشارع ... خرجت كل الجموع في لحظة اعلان الانتصار الكبير علي الطاغوط و الديناصور الارعن ... و رأيت الفرحة العارمة تكسو وجوه كل السودانيين كما لم أراها من قبل ... فكل الشعب عبر عن فرحتة بانتصار ثورته كل علي طريقته ... و الهتافت تعلو داوية تشق عنان السموات و عماق الارض ... هتافات النصر المأزر زلزلت كل أرجاء الوطن العزيز بزغاريد الكنداكات أخوات مندي بنت السلطان عجبنا الصنديدات... و كانت الكنداكات علي وعد صادق من ابريل الوفي الذي لا يكذب و لا يحنث ان يكون صدقاً مع شعب بلادي الابي . و سجلت المرأة السودانية و شبابه تاريخاً في الصمود و التحدي و الصبر و المثابرة لا يحسد عليه فلهم التحية و التجلة و السؤدد .
و رأيت تقاطر الجموع في مدينة الابيض من كل حدب وصوب بأتجاه قلب عروس الرمال ... رأيتهم يحملون الشارات و البشارات وهم يلوحون بأعلام السودان غبطةً و بهجةً بأفول عهود التيه و الضلال و الفساد و الافساد ... أطفال صغار غمرتهم الفرحة و نشوة النصر يصيحون سقطت ... سقطت ... سقطت ... و اخرين يرددون شعارات الثورة حريه سلام و عدالة ... حريه سلام و عداله ... حريه سلام و عداله. و اخرين كبار و لا كبير علي الفرحة و و الغبطة بالنصر المأزر رأيتهم يرقصون في حواري و شوارع و أزقة مدينتا العروس يرقصون فرحاً و طرباً يموجون يطيرن من الفرح... و أمواج من البشر تعلو تقفز كالغزلان و الايائل في الروابي و المروجي .... بل شلالات من الناس تهدر كما التوسونامي الغاضب تزمجر و تهيج في شيئ من الفرح و شيئ من الغضب و كلهم كانون ثوار ثائرون في غمرة انتصار ثورتهم ... و كنت اتابع المحفل الكبير كالمحايد اشاهد مسرح الاحداث في ذاك اليوم الفريد العظيم من ايام هذا الوطن الغالي العالي .. و المواكب تلو المواكب و كرنفالات السيارات و صافراتها المموسقة بألحان النصر تجوب كل المدينة معلنة ساعة النصر الكبيرو لحظات اندياح استار الظلام و اشراقة الفجر الجديد ... تلك كانت مشهد من مشاهد عرس السودان الكبير في يومك العظيم يا بلادي العظيمة تنادي الناس وحداناً و جماعات غفيرة .. قوافل العزة و الشموخ من الشباب الفتيان و الفتيات الثأرين تقول كلمتها و تعبر عن فرحهتا العارمة في حرية ...
و كانت الابيض المدينة العظيمة علي موعد مع النصر حاضرة و كانت شيكان قلعة الصمود الحق علي عهد من الانتصار و زفة الثورة و مهرجان الفوز الكبير تقول كلمتها ... و نصر الشعب في يوم النصر ليس كأي نصر أخر مزيف او مزين بالنفاق و الكذب و الضلال ... كان النصر نصراً حقيقاً و كان فرحة الشعب هنا فرحة غامرة صادقة ... و تلاحم الشعب و الجيش في ملحمة فريدة امام قيادة الفرقة الخامسة مشاه في الابيض ... المشهد هنا شبيهة بتلك التي يدور راحها امام القيادة العامة في الخرطوم ... والابيض لم و لن تتخلف عن الركب كما كان الطاغية الصغير يظن في غفلة من الزمان .... فقالت مدينتنا كلمتها و كل أهلها خرجوا يرددون هارون قبضوه ... هارون قبضوه ... هارون قبضوه ... ...و تلك كانت شكل نهاية طاغية اخر تلوثت ايديه بدماء شعبنا الطيب الكريم العزيز في دارفور و جبال النوبة ... و ستظل مقولة احمد هارون الشهير في استباحته لشعب جبال النوبة حاضرة ... ( دايرين نضيف امسح اكسح أكلو نيي ما تجيبو حيي ما دايرين اعباء ادارية ) ستظل الحجاج احمد محمد هارون حاضرة في ذهن و فكر هذا الشعب تذكرهم بعهد الطغاة و الطغيان و عنجهيتهم و الكبرياء و الافتراء .. فدولة الظلم ساعة .
التحية و التجلة و الانحناءة لكل طيف الشعب السوداني في كل ربوع وطننا العزيز الغالي العالي ... التحية و التجلة لهذا الشعب الجميل الصابر القابض علي الجمرة و الواطيها ... تحية الثورة و تحية النصر و تحية السلام و العدل و الحرية و المواطنة الكاملة الحقيقة .. التحية و التجلة و الانحناءة لكل الشعب دون فرز و تمييز او اقصاء و عنصرية او قبلية و جهوية او تفرقة بأسم الله و الدين ...
المجد لله في الاعالي و علي الارض السلام و بالناس المسرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Dave Nellist, Trade Unionist and Socialist Coalition


.. حزب التجمع الوطني: بارديلا يكره السيارات الكهربائية وخبراء ا




.. فرنسا.. تصعيد الاحتجاجات ضد اليمين المتطرف بعد تقدمه في الان


.. نحن والإعلام الغربي، 7 أكتوبر نموذجاً - د. احمد عبد الحق.




.. فرنسا: كيف نجح اليمين المتطرف بالصعود؟ • فرانس 24 / FRANCE 2