الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين خيوط القمر الشيرازي

كفاح حسن

2019 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى 14 نيسان..
-1-
أحمل جرحي و أطير بين خيوط القمر الشيرازي .. و أهبط عند قاعة اعدادية كربلاء للبنين في خريف 1973.. و ها هو علي جبر يقف خلفي ليحمي ظهري من هجوم جلاوزة البعث.. و قد أمدني علي و رفاقي الآخرين الشجاعة النادرة .. و أنا أرفع صوتي بالهتاف ضد احتكار البعث للسلطة.. لقد كان تحركنا تمردا على التوجيهات الحزبية الصادرة في وقتها لتجنب التصادم مع البعثيين.. و كان أول العهد بنا في التمرد ضد قرارات القيادة الحزبية الصارمة.. فنحن الشبيبة الشيوعية الناشئة وقتها لم نفهم التناقض ما بين الشعارات الجبهوية و احتكار البعث للسلطة و اعتبارها ملكية شخصية له .. و عاقبتنا إدارة الإعدادية بفصلنا من الدوام لمدة أسبوعين بتهمة الاخلال بحرمة بناية الإعدادية.. و كان هذا القرار وسام حملناه .. و وجدناه في مظاهر الاعجاب من الطلبة و المدرسين و أبناء المدينة.. حيث تفاجأ البعثيون بهتافاتنا التي جاءت بأسابيع بعد توقيع الجبهة بينهم و بين قيادة الحزب الشيوعي..
و كالعادة جاءتنا عقوبة من اللجنة القيادية في اتحاد الطلبة, حيث لم نكن في وقتها أعضاء في الحزب, حيث كانت اعمارنا دون الثامنة عشر.. و لكن نفس أعضاء اللجنة التي عاقبتنا, تحدثوا معنا خلف الكواليس مادحين احتجاجنا, حيث لقنا البعثيين درسا لن ينسوه و زرعنا الرعب داخلهم.. لقد كنا نسير في شوارع المدينة كأبطال.. و حتى كان أناس لا نعرفهم يحيونا باحترام و فخر.. و في وقتها كان الوالد لديه معاملة في فرع مصلحة المبايعات الحكومية في المدينة.. حيث سأله الموظف هل هو والد الطالب كفاح, فأجابه الوالد بفخر بنعم, رغم خوفه من ان اعترافه هذا سيعرقل معاملته.. و لكنه فوجئ بأن الموظف قام بإتمام معاملته بسرعة و بدون انتظار و هو يمتدح تربية الوالد لأبناءه.
و في وقتها جلس بقربي الشهيد علي النوري ( أبو إحسان) في متجر العائلة, و راح يحدثني عن ذكرياته منذ حكم قاسم و بعد انقلاب شباط الدموي و هروبه مع مجموعة من الرفاق ( كان ضمنهم الشاعر مظفر النواب) الى ايران, و سقوطهم في يد السافاك الإيراني عن طريق اختراق السافاك لتنظيمات حزب توده الإيراني.. لقد كان الشهيد يسعى لأن يضعني على السكة الصحيحة, فطالبني بالحذر ثم الحذر ثم الحذر, و خاصة من الرفاق الذين حولي.. فأقسى شيء هي الخيانة.. فمواجهة العدو سهلة, و لكن التعرف على الخونة صعب..
و في الواقع ان ما حدث في قاعة الإعدادية لم يكن بطولة فردية لأي واحد فينا, بل كانت بطولة جماعية ساهمنا بها سوية.. و كانت لنا هو التمرين السياسي الأول الذي بدأنا به حياتنا السياسية..
و بهذا التجربة .. و بهذا الموقف المبكر من البعث, انتقلت للدراسة الجامعية في بغداد..
و هناك توالت التجارب و المصادمات ..
لقد حملت جروحي و حلقت بين خيوط القمر الشيرازي نحو بغداد..
-2-
كما كنت أحلم, وجدت حلمي في اليوم الأول في الجامعة المستنصرية في بناياتها الجميلة المكتضة بالطلبة و العاملين .. لقد شعرت بأنني في جو كنت أحلم به طويلا.. ففي كربلاء بقيت محصورا في الجو الكربلائي الصرف.. بينما بغداد كانت عالما واسعا و ممتعا و كثير الاسرار.. لقد شعرت بعراقيتي في مدينة المنصور.. حيث جمعنا في الصف الواحد من مختلف بقاع العراق طلبة و طالبات, بهرنا الجو الجامعي الجديد.
و لكن الأيام الأولى في بغداد .. حملت لنا المفاجأة التي كنا نخشاها.. فقد أعلنت قيادة الحزب الشيوعي العراقي عن تجميد عمل و نشاط منظماته الجماهيرية وسط الطلبة و الشبيبة و النساء.. و ترك الساحة لتنفرد فيها منظمات حزب السلطة.. و يعتبر هذا القرار تراجعا كبيرا للحزب عن دوره الجماهيري و السياسي.. و لقد سمعنا من الناس البسطاء تحذيرات لنا بالانتباه, فالبعث لن يكتفي بذلك, بل سيواصل تضييق الخناق على اليسار و الحزب الشيوعي.. و ان ضرباته القادمة ستكون قاسية و مدمرة..
لقد واجهتنا وقتها نحن الشبيبة معضلة كبيرة.. فعلينا الالتزام بالقرارات الحزبية و تنفيذها , رغم علمنا المسبق من إنها ستقودنا الى الهاوية.. و لكننا وقتها كنا نفضل الالتزام و الانصياع لوهم سطا على قناعاتنا من ان قيادة الحزب أدرى.. و ان كل قراراتها تصب لمصلحة الحزب..
و بتجميد اتحاد الطلبة العام, فقد الحزب الصلة بقاعدته الجماهيرية.. و فضل الكثير من أعضاء الاتحاد ترك الصلة بمنظمات الحزب, و الاعتذار عن الانضمام لحلقات أصدقاء الحزب التي شكلتها المنظمات الحزبية الطلابية كصيغة بديلة عن تنظيمات اتحاد الطلبة..
التحقت بالعمل في الخلايا الحزبية في الجامعة المستنصرية.. و سعينا الى رفد هذه الخلايا بدم جديد من رفيقات و رفاق جدد.. و بفضل العمل الحزبي و الاجتماعات الحزبية بدأت بالتعرف على محلات و احياء بغداد.. و لقد سحرتني الاعظمية بأحيائها و لكنة سكانها الجميلة. حيث تضفي جمالا على حديثهم اليومي و نداءات الباعة الجوالين فيها.. حيث انتشرت فيها بيوت و غرف الطلبة.. و كان كورنيشها هو الرئة التي نستنشق بها هواء بغداد بنسائمه الساحرة..
و عدت استكشف ازقة الكاظم و النواب التي تركت عندها أيام طفولتي.. و سحرتني بساتين الكريعات حيث سفراتنا الطلابية..
و اكتشفت الريف العراقي الملاصق لبغداد في مدينة الثورة.. حيث تقودك قطاعاتها المختلفة الى أجواء ارياف و اهوار العمارة و الكوت و الناصرية.. في الثورة تواجهك طيبة و حزن الفلاح العراقي.. و هناك تجد جيوش من الشبيبة التواقة للانغماس في حياة العاصمة, و لكنهم مشدودين الى العادات العشائرية و تقاليدها. لقد اكتظت خلايانا الطلابية بأبناء هذه المدينة المشتتة ما بين الريف و المدينة.
و شعرت بالألفة وسط الكرادتين, ما بين الأزقة و الحارات .. و عاشت الكرادة الصراع ما بين بساتينها المثمرة و البيوت الزاحفة عليها.. حتى فقدت الكرادة بساتينها و التي تحولت الى ابنية و بيوت عامرة.. و كان سيد ادريس و قبره المتواضع ملاذا لنا هربا من قيظ الصيف.. كما اضفت الكنائس على الكرادة جمالا لا يوصف.. لقد تعرفت في دراستي الجامعية على زملاء من الكرادة, كانت علاقتي معهم وسيلة للتمتع بأجواء الكرادة الساحرة..
و قادتني الاجتماعات الحزبية الى الدورة و البياع و الداودية و بغداد الجديدة و تل محمد و الغدير و جميله و الاحياء المنتشرة على ضفتي شارع فلسطين..
و كان القرار الحزبي الذي بلغني به مسؤولي الحزبي الشهيد أبو سرمد, ذلك الرفيق الأسطوري بأخلاقه و حبه للناس, كان القرار الذي ترك اثره في حياتي اليومية في الخليلة بغداد.. لقد كلفني الحزب بالعمل في المكتب الصحفي الطلابي و ما يتطلبه ذلك من دوام طوعي في مبنى اسرة تحرير طريف الشعب في شارع السعدون..
و هناك بدأ عهدي مع الكتابة و فنونها في مدرسة لا مثيل لها.. انها مدرسة طريق الشعب..

-3-
انتهى العام الدراسي الأول في الجامعة بسرعة بسبب ازدحامه بالأحداث, ففيه تعرفت على بغداد و حاراتها و درابينها و أطرافها و أحياءها.. و بدأ لساني ينطق باللكنة البغدادية الموسيقية.. و بفضل العمل الحزبي اتسعت صداقاتي و تشعبت علاقاتي..
و حمل العام الدراسي الجديد لي مفاجأة غير متوقعة. حيث كلفت من الحزب بأن أكون ممثلا له في الجامعة المستنصرية في الدراسات الصباحية, و تم تكليف الفقيد فياض بتمثيل الحزب في الدراسات المسائية.. و لحد اليوم لا أعرف لماذا تم اختياري لهذه المهمة, و لا أعرف من رشحني لها.. علما بانني لا أتمتع بالمميزات المثالية لهذه المهمة. و الذي يؤكد ذلك كثرة الانتقادات الموجهة ضدي من اللجنة الحزبية القيادية في الجامعة المستنصرية.. حيث لم يمر أسبوع الا و تصلني انتقادات لاذعة من هذه اللجنة. يبلغني بها مسؤولي الحزبي مبتسما, الشهيد منعم ثاني, و كأنه يقول لي اسمع و لا تهتم..
لقد كانت مهمتي كممثل للحزب في الجامعة شبه مستحيلة. سيما و ان الاتحاد الوطني للطلبة كان يرفض بشكل مطلق بأي نشاط لنا داخل الوسط الطلابي, و أن قيادة الحزب قد رضخت لهذا الرفض و أوقفت عمل اتحاد الطلبة بمبررات غير مفهومة.
و لكن هذه المهمة علمتني كيف اتعامل مع الاحداث و الناس. و جعلتني أكثر مرونة في التعامل مع الأشخاص و الاحداث. و استفدت من الدروس القيمة التي تعلمتها في سوق العلاوي في كربلاء. فالاختلاط ما بين الكسبة و الفلاحين و البدو و اهل المدينة في السوق علمتنا كيف يحترم احدنا الاخر, و يتجنب الاصطدام او المناكدة.. و أن يضع كل شخص هدف له يسعى اليه و يتغابا عن الأخطاء و العثرات الصغيرة حتى لا تشغله عن هدفه الكبير.
و لكن علاقتي المباشرة مع القاعدة البعثية. و اتصالاتي اليومية معها بحكم مهمتي كممثل للطلبة الشيوعيين في الجامعة المستنصرية, جعلتني أقسمهم الى فئتين..
الأولى كارهة و حقودة و لا تتردد من الكشف عن انيابها و سمومها.. و الثانية كانت تبدي رغبة في الحوار و التقارب. و تجد في العلاقة معنا وسيلة لتحجيم دور الفئة الأولى العدواني. حيث انها كانت ترتعب منها و من عدوانيتها.
و لكن الاحداث كانت تسير لمصلحة و رغبة الفئة الأولى. فهي كانت تعبر عن الوجه الحقيقي للبعث.
و لقد جاء عملي الصحفي في طريق الشعب ليكمل من مهمتي كممثل للطلبة الشيوعيين. حيث ساهمت في كتابة العديد من المقالات التي تناولت الوضع التعليمي في الجامعات و المعاهد.. و حاربت انتعاش الأفكار الرجعية و المتخلفة في المناهج و الحياة الجامعية.
لقد شكلنا فريق متكامل من ممثلي الطلبة الشيوعيين و العاملين في صفحة الطلبة و الشباب. و كان هذا الفريق يسعى بجدية الى ملأ جزء من الفراغ الذي حدث بعد تجميد اتحاد الطلبة.
و كما ذكرت, فقد كنا فريقا واحدا عملنا بشكل متكاتف و في ظروف صعبة.. فعندما نكتب المقالات و التحقيقات الصحفية كنا نخاف من مقص الرقيب العامل في هيئة تحرير الجريدة أكثر من خوفنا من ردود فعل البعثيين.
لقد شعرنا بالخطر القادم من البعث منذ اليوم الأول الذي وقع فيه ميثاق الجبهة.. فهذه الجبهة أرادها البعث كمناورة للتفرد بالسلطة و الغاء الأحزاب و الحياة الحزبية.
و لقد دق ناقوس الخطر الأول في جامعات و معاهد بغداد في يوم خريفي لا ينسى.. ففي هذا اليوم في خريف 1978 كنت في زيارة دراسية لمختبر البطاقات المثقبة و التي تقدم المعلومات الى أجهزة الكومبيوتر في كلية الإدارة و الاقتصاد في جامعة بغداد في الوزيرية. و كالعادة بحثت عن رفيقي و صديقي خالد يوسف متي الطالب في هذه الكلية. و فوجئت بخالد و رفيقه المحبوب لطيف ( أبو مروان) محاطان بزمرة كبيرة من مجرمي البعث . و الرفيق لطيف يصرخ في وجوههم الصفراء..
- فاشيست .. فاشيست..
و لم تمضي سوى لحظات حتى انهالت هذه الزمرة الحاقدة بالضرب الموجع على الرفيقين خالد و لطيف.. و سارعت أنا و رفاق أخرين نحو الرفيقين لانقاذهما من الضربات القاتلة.. و نجح الرفيقان من الإفلات من هذه الزمرة المتوحشة, و ترك بناية الكلية.
و بهذه الحادثة وصلت حملة السلطة ضد قاعدة و منظمات الحزب الى بغداد.. و تتالت الحوادث المشابهة و الاعتقالات و اجبار المعتقلين على توقيع تعهد خطي بترك العمل في الحزب الشيوعي. و في حالة مخالفة هذا التعهد يتعرض موقعه لخطر الإعدام..

لقد بدأت الأيام السوداء التي اجبرتنا على ترك المقاعد الدراسية و الاختفاء و العمل على بناء المنظمات السرية..
المصيبة كانت في اننا كنا ننتظر هذه الأيام و نتوقع حدوثها في أي لحظة.. و لكننا واجهناها مكتوفي الايدي..
و في خضم الاحداث و الملاحقات و المفاجآت .. وجدت نفسي في الفاكهاني في بيروت..

-4-
منذ معارك أيلول 1970, كان حلمي أن التحق بالمقاومة الفلسطينية, لما شكلته في وقتها من تحدي شجاع للأعداء.. و تحقق حلمي في شباط .. 1979 حيث نقلتنا سيارة التاكسي الصغيرة من الشام الى الفاكهاني.. و من الفاكهاني الى المعسكر التدريبي في الدامور.. و كنت مع الدورة الثانية من الشيوعيين العراقيين الذين يلتحقون بهذا المعسكر.. و هناك حملت الكلاشنكوف لأول مرة.. و رغم الحياة الصعبة في المعسكر , الا انها كانت جميلة و ممتعة.
و بعد انتهاء الدورة العسكرية, عدت الى بيروت.. و هناك كلفني الرفاق بالاتصال بالاتحادات الطلابية و الشبابية في بيروت, و اعلامهم بعودة اتحادي الطلبة و الشبيبة للعمل, و الغاء قرار التجميد..
في البداية.. كنت أعمل لوحدي.. و لكن لثقل العمل, و تعدد المنظمات العربية الموجودة في بيروت, طلبت من منظمة الحزب هناك تشكيل هيئة حزبية ( اتحادية) لتقوم بتمثيل الاتحاد في بيروت و دمشق.. فالتحق بي الشهيد أبو رغد و المقبور أبو بهاء.. و لم استطع الاستفادة من وجودهما معي.. فأبو بهاء كان غير قادر على أداء مهام عملنا اليومي, و كان وجوده معنا متعبا.. أما الشهيد أبو رغد فأشترط بأن يكون مسؤول الهيئة حتى يواصل العمل فيها.. و كنت مستعدا للتنازل له عن المسؤولية, الا ان منظمة بيروت رفضت طلبه.. و استمر الامر على قيامي وحدي بالأعمال و وجود الآخرين الشكلي في الهيئة.
و في تشرين الثاني من عام 1979 كلفني الرفاق بالسفر الى براغ لحضور اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العالمي. و في الاجتماع سيقدم طلب عودة اتحاد الطلبة (GUSIR ) للعمل في اتحاد الطلبة العالمي.. و بعد الاجتماع سأبقى في براغ للعمل في لجنة التنسيق بين الجمعيات و الروابط الطلابية العراقية في الخارج..
و دخلت براغ الجواهري و بائعة السمك, و قد بهرني جمالها و اصالتها و أهلها الطيبين و ظبيانها الفاتنات.. و فور وصولي براغ مع مجموعة من الطلاب اليمنيين الجنوبيين, انتقلنا الى زهراتكي .. قرية ساحرة في الريف الجيكي , و عند احدى قلاع النبلاء كان معهدنا الدراسي لتعلم اللغة الجيكية..
و في براغ.. كان لقائي الأول بالقائد نزار ناجي ( أبو ليلى) حيث كان مسؤولا عن لجنة التنسيق.. و ان الشهيد نزار شخصية لا يمكن للمرء ان ينساها.. حيث يعمل بجد و نشاط لا منافس لهما في أداء مهامه الحزبية دون أي مصلحة شخصية.. و كان هو الرفيق الوحيد في لجنة التنسيق و الذي عمل على إنجاح عمل اللجنة.. بينما الأعضاء الاخرين في اللجنة كان يعملون من أجل مكتسبات شخصية لا علاقة لها بأعمال و مهام اللجنة..
و في براغ وجدت لأول مرة البطانات و الحاشيات الطفيلية التي عاشت على جراح الحزب و شهدائه. لقد كانت هذه البطانات متذمرة من وجود كوكبة من الرفاق القادمين توا من العراق و كانت تسعى الى التخلص منهم.
و وجدت هذه البطانات في معظم دول أوربا الشرقية و التي زرتها خلال فترة عملي في لجنة التنسيق.. و مع الأسف كانت هذه البطانات تلتف حول أعضاء في قيادة الحزب..
كان مشاركتي في اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العالمي مفيدة .. و من الطريف بأن الاجتماع تم بحضور وفدين من العراق, الأول الوفد الحكومي المتمثل بوفد الاتحاد الوطني لطلبة العراق و الأخر وفدنا وفد اتحاد الطلبة العام. و ضم وفد السلطة عضوين من زملائي في الدراسة الجامعية, احدهم ماجد الخطيب, و الذي اشرف على محاولة اعتقالي في الجامعة المستنصرية و الذي نجوت منها بإعحوبة بفضل مساعدة عدد من الطلبة العرب ذوي الميول اليسارية.. كنا نتبادل النظرات خلال الجلسات .. و كان يتجنب من اللقاء معي وسط الجلسات او في وجبات الطعام.
كان الصراع بيننا و بين البطانات شديدا.. و استغلوا دعوة الحزب لرفاقه في الخارج بالالتحاق بقوات الأنصار كحجة للتخلص من الشبيبة المتحمسة, و اجبروهم على ترك مقاعد الدراسة و العودة الى الوطن..
و بلغت في أيلول 1981 مع الرفاق د. احسان المالح و سمير أمين و الشهيد زهير عمران بقرار الحزب بترك مقاعدنا الدراسية و الالتحاق بفصائل الأنصار..
و كان أخر نشاط اتحادي لي قبل الالتحاق هو حضور مهرجان الحزب الشيوعي اليوناني السنوي في احدى جنائن العاصمة أثينا ممثلا عن اتحاد الطلبة العام..
و لا زلت محلقا بين خيوط القمر الشيرازي حاملا جرحي النازف..

ستوكهولم نيسان 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس